بـسم اللـه الرحمـن الرحيـم
»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»
خرج يحيى من غرفة الطبيب يسير جوار كمال متحدثًا:
- قولتلك يا كمال مفيش حاجة، شوية كدمات بسيطة مش أكتر مكانتش مستاهلة مستشفى.- المهم إننا اتأكدنا إن مفيش حاجة .. ما انت عارف تعليمات أخوك بخصوصك.
أومأ يحيى على حديث كمال ثم تساءل:
- صحيح كلمت كريم؟- أيوة زمانه على وصول ... زمانهم على وصول ..
قام كمال بتعديل جملته بعد رؤيتهما لهذا المشهد أمامهما، فقد حضر كريم وكذلك كان معه كل من والدته وشقيقته ورفاقه إسماعيل ونادر وراجح وكذلك إياد الذي قام نادر بجرّه من منزله كي يأتي رفقتهم.
صُدم يحيى من كل ذلك العدد لظنه أن شقيقه فقط هو من سوف يأتي، لكن يبدو أنه غفل عن كون الجميع قد نهشهم القلق عليه في تلك المدة ..
ولم يكد يبدي أي رد فعل حتى وجد كريم يضمه بقوة يتمتم بكلمات غير مفهومة عدا ذكره "الحمد لله" كثيرًا، ضمه يحيى كذلك وهو يقول:
- أنا كويس يا كريم، مكانش لازم تقلقهم عليا.ولم يجب كريم فقد وجد ثلاثة أجساد تندفع إليهما بقوة يطمئنون على يحيى بخوف أن يكون قد أصابه شيء، وإياد يراقب تلك الأجساد المتلاحمة وذلك المسكين الذي يكاد يختنق بينهم، ليزفر بقلة حيلة من هؤلاء الحمقى المندفعين ..
اقتربت كريمة من ذلك التجمع تزيح هذا وذاك جانبًا كي تطمئن على فلذة كبدها:
- اوعى يالا انت وهو، وسعولي السكة.ابتعد الجميع بنظرات حانقة بينما كريمة أبصرت يحيى بينهم لتبتسم بفرحة وقد تجمعت الدموع في مقلتيها، بادلها هو الابتسامة كذلك واقترب منها ثم انحنى قليلًا ليقوم بتقبيل رأسها، قامت بمعانقته وهو انخفض بجسده كي يصل إلى طولها.
- عملوا فيك ايه يابني ؟؟ مين اللي عمل فيك كده ؟؟ قلبي كان واكلني عليك يا يحيى.
تمتمت ببكاء ليربت على ظهرها بحنان فكان هو الذي يواسيها وليس العكس:
- بس يا ماما اهدي أنا بخير والله.أومأت برأسها ثم ابتعدت لتقترب وصال وتعانقه بشوق:
- الحمد لله إنك رجعتلنا، كنت خايفة عليك أوي .. ومش أنا بس اللي كنت خايفة عليك على فكرة.نظر لها بتساؤل لتتابع حديثها موضحة مقصدها:
- ود .. كلمها طمنها عليك، كانت كل شوية بتسألني لو فيه أي خبر عنك.تذكر أمرها الآن، وقد شعر بشوق يملأ قلبه بذكر اسمها، ليس وكأنها غابت عن باله ولكن كل ما حدث، كل تلك الأمور التي هبطت أعلى رأسه جعلته ينشغل عن محادثتها.
أومأ بموافقة لتمنحه وصال بسمة صغيرة وتهتف كريمة بعد ذلك:
- يلا نروح عشان تتغدى تلاقيك هفتان يا حبة عيني .. وانتوا يا عيال حصلونا وهاتوا معاكم الواد الأسمريكا ده، يلا طنطكم كريمة عازماكم على الغدا النهاردة .. ولا يا سمعة هات أمك وأختك، وانت يا راجح هات مراتك ...
أنت تقرأ
هُنا تلاقَينا(غير مكتملة)
Romanceسكنها وملجأها، مُخلِّصها من شقائها، فرّت إليه من ماضيها وحياتها المغلفّة بالظلام. حيث لا قواعد، فقط الشر هو من يقود زمام الأمور، ولكن أذلك الشر أبدي؟ أم أنه هناك شعاع خير آتٍ لينير تلك العتمة؟ على كل حال فإن كان -هو- صاحب ذلك الشعاع فلن ينير تلك...