آيرا تقلّبت في سريرها لساعات، وأمسكت الساعة الموضوعة على الطاولة بجانبها، ثم تنهدت عندما وجدت أن عقاربها تشير إلى الواحدة بعد منتصف الليل.
تريدُ النوم، لكنها لا تستطيع؛ إذ يتوالى عقلها في استعادة ذكريات ما حدث منذ بضعة أيام عندما التقت بنايت بعد حفل التخرج. لم تستطع النوم بسلام منذ ذلك اليوم، تنتظر موعدهما الموعود. جزء منها متحمس، بينما الجزء الآخر قلق ومتوتر.
كانت تفكر كثيراً في ما يعنيه حديثه عن 'ذئبه' أسيعرّفها حقاً على ذلك الذئب الذي دافع عنها أمام أوتو؟ أسيقرّبها من ذلك السيد المهيب؟ الأمر يبدو وكأنه حلم.
ضبطت منبه الساعة على الثامنة صباحاً، فقد عادت للعمل في الصباح مع بروت وصديقاتها العجائز. تشعر بالراحة في العمل بالمخبز، لكنها تدرك أن ذلك لا يكفي لمادياتها أو طموحاتها؛ روحها تتوق إلى تحقيق شيء أكبر، وهي تدرك أن السبيل الوحيد لتحقيق ذلك الآن هو قبول عرض كارل إيڤانس.
ربما... فقط ربما، قد تستطيع استيعاب الشغف الذي قاد والديها إلى التهلكة. أكانا يشعران برضا تام بالموت في رحلة استكشافية أخيرة؟ ما الذي دفعهما للمخاطرة في يوم عاصف كذاك؟ وكيف وقع الانهيار الثلجي؟
سقطت الساعة اليدوية من بين أصابعها المتعبة، إذ أخذها النعاس وأصبحت عيناها شبه مغلقتين. استغلت اللحظة وتدثرت بالغطاء، لتغفو ويهوي معها منبه الساعة إلى طرف السرير، فتتناثر قطعها البلاستيكية في كل مكان.
في الصباح، استيقظت على أشعة الشمس تتسلل عبر شقوق ستائر غرفتها، فنهضت فزعة لتدرك أنها أطالت النوم. دهست على قطع الساعة المحطمة عندما قفزت من السرير، وصرخت من الألم الذي أحسته حينما انغرست القطع البلاستيكية في جلدها.
تعثرت على ساق واحدة صوب هاتفها النقال العتيق لتكتشف أن الساعة قد قاربت العاشرة صباحاً!
دهست على الملابس المتناثرة على الأرض، وارتدت ما تيسر لها على عجل. رشّت الماء على شعرها ورفعته فوق رأسها. غسلت وجهها وأسنانها، ثم جمعت محفظتها ومفاتيح المنزل في حقيبتها قبل أن تهرع نزولاً على الدرج.
لمحت السنجاب الأحمر روج يقف عند نافذة المطبخ منتظراً طعام الفطور، فما كان منها إلا أن وضعته في جيبها وركضت مسرعة نحو الحافلة.
تخيلت بروت محبطاً طوال الطريق، يحرق الفطائر لغيابها عن مساعدته. لم تكن لتتأخر دون عذر قوي عادة، لكن بأي وجه ستخبره أنها نامت أكثر من اللازم؟
"وأيضاً السيد إيفانس!" فكرت وهي تشعر بالقلق. فقد اتصلت به بالأمس لتؤكد زيارتها لمكتبه اليوم ظهراً، لكنها الآن تبدو كالمشردين، لم تجد الوقت لترتيب شعرها كما ينبغي أو التفكير في ما يجب أن ترتديه لمثل هذه المقابلات.
أنت تقرأ
زمرد: الشفق المغترب
Kurt Adamمحاولتها للتعايش مع حقيقة عالمها الصغير تتعثر؛ فعندما تتجاوز بجرأة قوانين غامضة لا تدرك مغزاها، وتفتح أبواباً موصدة، تجد نفسها بين مخالب البشر التي لا ترحم وأنياب الذئاب الدامية. تمت في 2016 ويعاد كتابتها.