البارت التامن

1K 56 12
                                    

فى فيلا الرشيدى

حركة غير معتادة سيطرت على ساحة الفيلا وداخلها، ضمت فلك سترتها الصوفية حول جسدها بقوة تحدق عبر النافذة بعينيها المحمرتين الدامعتين نبضات قلبها لم تهدأ ، تتعالى كل لحظات مع أي صوت أوبكاء من يارا التى تجلس بجوارها زينة تحاول طمأنتها ولاتفلح ، فيما صوت جاسرالحاد يثير داخلها الرهبة والرعب ..

طالعت رجال الحراسة في الخارج، من بينهم عدد كبير من أفراد الشرطة الذى إستدعاهم مصطفى وسياراتهم بدويها المرتفع مسحت دمعة حارة تسللت من عينيها والتفتت تحدق بمن حولها

يارا التي تجلس على الاريكة بجوارها زينة التى لا تختلف حالتها عن حالة يارا كلتاهما تهتزان للأمام والخلف بحركة رتيبة و وجههم يُعلمها بكم الأفكار التي يصارعوها خوفاً ورعباً .

لتنظر تجاه مصطفى الذى يجلس هو أيضاً وعيناه رغم كل شىء لازالت حادة ، يوجهها نحو جاسر والذي يبدو غريباً عما تعودت عليه وجهه يحمل آلاف الملامح الغير مفهومة، حاد، غاضب ،قلق وربما مصدوم، تحاول استنباط منه أي خوف أو رعب ابتلعت ريقها ترفع نظراتها نحو باب الصالة، حيث دخل رائد و ذلك الشرطى بخطوات سريعة متعجلة متجهين نحو جاسر ليهتف رائد باندفاع : لقينا العربية بس كانت فاضية مفيهاش حد.

نهض مصطفى من مجلسه وإتجه للوقوف معهم وتابع: يعنى أيه هيكونو راحو فين ؟

ليكمل الشرطى : لقينا الموبايلات كمان فى العربية .

قالها ومد الهواتف ليأخذها جاسر بجمود ويتابع مصطفى: يمكن هما عملو كده علشان مش عايزينا نلاقيهم صح ياجاسر.

رفع مصطفى نظراته لجاسر الذي أخذ هواتف اخوته ببطء يحدق به بنظرات غريبة حادة ، بقي صامتاً صمتاً يُثبت به لذاته بأن الامر صحيح وإنه على وشك إن يفقدهم و أنه على الرغم من كل مافعله لحمايتهم إلا أن لديه شعور ان صغاره بخطر وإنها قد وصلت لهم لينقبض قلبه بطريقة غريبة داخله زادته وهناً وصدمة، و ربما شعور الندم داخله بدأ يكبر و كأنه نادم لسماحه بشىء كهذا للحدوث ليندفع صوت فلك القلق المرتجف: إستحالة يعملو كده أنا عارفاهم وبعدين هيروحو فين ولمين ؟

-يمكن راحو لمامتهم .

قالتها زينة لينظر لها رائد ومصطفى بإستنكار الذى تابع: وهما يعرفو أصلاً مكانها فين ولايعرفو شكلها حتى .

لم يهتم جاسر بكل مايقولوه أو بمن متواجد بل اخرج هاتفه وحدق به لثوان متردد قبل أن يتصل بذلك الرقم الذى اجاب صاحبه على الفور

- جاسر باشا

ليتابع جاسر وهو ينظر بهواتف أخوته: ياسين وسيف عايزك تقلبلى الدنيا كلها عليهم ، عايز أعرف هما فين و قبل الظهر يكونو قدامى .

- تحت امرك ياباشا

أغلق جاسر الهاتف لينظر له مصطفى بعدم فهم ليتحرك جاسر من مكانه تجاه غرفة مكتبه بينما بقى رائد ومصطفى مع الشرطى يعطونه المعلومات التى يريدها

إختيارىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن