البارت الحادى عشر

998 51 12
                                    

سـ..يـ..سيف

صاح صوتٍ ما بالغرفة فتوسعت عينيّ سيف وهو يترك يد جاسر وينظر أمامه، يودُّ رفع عينيه خاصةً أنه يعلم ذلك الصوت عن ظهر قلب، ولكنه بنفسِ الوقت يخشى من أن يكون من نسج خياله لا أكثر ككل مرة.

ابتلع ريقه ورفع عينيه ببطء شديد حتى استقرت على ذلك المتمدد أسفل الأجهزة وقد فتح جفنيه لتعود بلورتيه الخضروتان في الظهور من جديد وقد نزع الجهاز التنفسي ليستطيع التحدث

ياسين .

قالها سيف بصراخ وهو يركض لمكان اخيه ينظر لوجهه ويمرر يده عليه بلا تصديق : ياسين انت كويس ؟

إبتسم ياسين بخفوت حينما نظر لأخيه ولعيناه التى تلمع بدموع محبوسة جعلته يحرك رأسه بإيماءة لاتكاد تلحظ ليندفع سيف تجاهه يدفن ذاته بين أحضانه

وهو يقول بصوت خافت مختنق ببكاءه : ماكنتش هسامحك لو كنت سبتنى ، أياك تعملها فيا تانى

نظر ياسين له وأراد التحدث ولكنه شعر وكإنه ينتزع الكلمات ليبتعد سيف وهو ينظر لوجهه بشوق ويقول لجاسر الذى يقف ينظر تجاههم بشوق لايقل عن سيف:

-أنا هخرج أقول ليارا وزينة دول هيفرحو اوى

قالها فاومأ ياسين له وتركه يذهب وبمجرد ما قام بإغلاق الغرفة ولم يتبقى بها سوا جاسر وياسين الذى أغلق عينيه يضغط عليهم بشدة من ذلك الألم الشديد الذي يعصف به، ولكنه استطاع تحمله ناهيك عن ألم قلبه يشعر كأنه السبب في ماحدث بسبب غضبه وثورته على جاسر نجحت أمهم بالإمساك به وكشفت حقيقتها التى لم يكن يتوقعها حقيقتها التى خسر أخيه الأكبر بسببها والأن بعد كل ماحدث لايجد أحد معه سوا جاسر الذى أتهمه وأهانه

ترك دموعه العالقة بداخله في الهبوط بصمت بينما يغلق عينيه يضغط عليهما قبل أن يستمع لصوت جاسر القلق : ياسين حبيبي مالك؟؟؟ أنت كويس ؟ فيه حاجة وجعاك؟؟

لم يتلقى منه سوا الصمت ليتابع بقلق وهو يحتوى وجهه بين يداه: ياسين رد عليا متقلقنيش عليك .


أأأنـ نا أسـ..سـف

كلمة واحدة قالها لكنها خرجت ثقيلة و بنبرة غريبةِ ليشعر جاسر بالإلم بداخله على حالة أخيه ليجلس بجواره وهو يضم كتفاه له برفق ويكمل : أهدا ياحبيبى أهدا أحنا لما صدقنا إنك تفوق


أغمض ياسين عيناه بألم ثُمَ صمت لثوان ليجمع شُتات نفسه ليكمل بنفس الجُهد و كأنه ينتزع الكلمات نزعاً:

أأأنـ نا أسـ..سـف .. أنا.. أنا آسف والله أنا بـ...بحبك اوي.. انا آسف والله

ظل يهزي بهذه الكلمات بنبرة مرتجفة وكلمات متلعثمة وهو يبكي ودموعه تتساقط بغزارة فأرتعد جاسر واقترب منه يمسح على ظهره بحنان فأكمل الآخر بكاءه قائلاً : أنا كنت خـ.. كنت خايف ..أمـ .. أموت مـ..من غير ما اتأسفلك وتسامحني.. أأأنـ نا انا كنت انانـ...أناني مفكرتش غــ غــير في نفسي ومفكرتش فيك وأنك كنت بـ.. بتعمل دا كله عشانا

إختيارىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن