كل هذه الاشياء التى حدثت
مع الوقت سترحل من ذاكرتك
لا اعلم ماذا سيكون الثمن
لكن كن فخوراً بكل شئ
.....
لم اتخيل يوماً ان يغازلنى أحد هكذا
لكنى صمتُ و كنت اتأمله ظاهرياً بوقار جدا
إنما داخياً سانفخر من الخجل
انتبهت تالا اخيراً لوجوده و حديثه
و نظرت له بابتسامة و قالت له
تبدو كأيس كريم فى وقفتك تلك
انا و هو نظرنا لها باستغراب شديد
ما هذا الوصف بحقك!!
ضحكت على ملامحنا و قالت و هى تنظر لى
انه مثل الآيس كريم حقاً
لقد دعته ليجلس معنا رغم ما سمعته منه لى
لكنها واضح انها احبت غزله بى
ظلا يتحدثان وانا اتأملهم
كانوا حقاً اجتماعيون بدون مبالغة لدرجة
هى اخبرته عن حبيبها السرى
و هو اخبرها عن السلحفاة التى يربيها
ما هذا حقاً!!
كان بين البرهة و الاخرى ينظر لى ليجد هل كامل تركيزى معهم ام لا
لا اعلم لكنه يبدو لطيف
انتهوا من حديثهم
و استأذن لانه لديه محاضرات
و نظرت لى بخبث
و قالت لى
اعتقد انه سيكون زوج مثالى لكِ يا فتاة
نظرت لها باستنكار و قلت لها
زوج!!!
اخبرتها
فى ماذا تفكرين هل ظللت تتحدثين معه لمده ساعة كاملة حتى تعلمين هل هو مناسب لى ام لا
قالت ببساطة
نعم
ملامحى كانت فى صدمة
و قالت لى
هيا هيا لنذهب و ساجلعه ملكك
فقط لافكر
لم استطع ان ارد حتى
وجدتها تخرجنى من الكافيه و نذهب المحاضرات
انتهينا و رجعت لمنزلى
افكر فى حديثه ببساطة
كيف تكلم بهذه الانسيابية بدون اى اضطراب فى عيناه
ظللت افكر حتى غلبنى النعاس و لكن قبل أن اغفو
انتهيت كلامى فى المذكرة بجملة
هل هناك قصة بيننا..
.....
استيقظت من نومى بعدما غفوت و بجانبى المذكرة وانا اتذكر كل ما قرأته امس
قررت ان اذهب لآراه
و اذا كان حقاً لا يتذكرنى
لما لا نبدأ قصتنا مرة اخرى
ارتديت فستان كان من اختياره فى عيد مولدى فى بداية زواجنا
كان لونه احمر
كان يرانى بهذا اللون ساحره حقاً
خرجت من منزلى بعدما انتهيت من كل شئ
اشتريت وردة حمراء و وضعتها بين خصلات شعرى
كنت كحبة الفراولة تخطو على الارض
ذهبت إلى المكان الذى رايته به
كان كافيه بسيط و هو نادل به و المسئول فى ذات اللحظة
سألت صاحب متجر الورود عنه
ذهبت لأطلب فنجان قهوة
جاء لى ليأخد الاوردر
كنت انظر له بتلهف كنت ارغب فى احتضانه
لكنى ام افعل اى شئ فقط تعاملت كأى زبون
كنت استمع الى الجالسين و انا اتأمله خطاه
حتى صُعقت من كلمات احداهن عندما قالت
هل ستأتين إلى خطوبة نوار من ليان الاسبوع القادم
احسست اننى افقد وعى من هول الكلمات
انه لا يتذكرنى حقا
ثم كل شئ اصبح سواد..
...
فتحت عيناى ببطئ و احركها
لأركز و اجده بجانبى يحاول ان يتحدث معى
كان يبدو عليه القلق و كانت بجانبه فتاة جميلة ذات شعر بنى
نظرت له بحزن
قال لى
هل تشعرين أنك افضل الان
سألته
أين انا
فقال لى
فى المقهى
لقد فقدتِ وعيك فجلبت إلى هنا
كنت هادئة فحاولت ان اتحرك لكن شعرت بارهاق شديد
فتكلمت الفتاه التى كانت معه
يجب ان يراها طبيب
لا تبدو بخير بتاتاً
فحرك لها راسه بالموافقة
فخرج و غاب لمدة قصيرة
و الفتاة تحاول ان تتحدث معى لكنى كنت هادئة و سألتها سؤال واحد
هل انتى خطيبته
ابتسمت فى خجل و قالت لم يحدث بعد
و لكن ف الاسبوع القادم سأكون هكذا
نظرت لها بهدوء و باركتها ثم نظرت للمكان ببطئ
شعرت برغبة بالضحك
انه يدعى الضحك الساخر
فأنا لم اتخيل فى يوم ان اجده
اجده سيخطب أحد
اغمضت عيناى و لم اشعر بشئ اخر بعد ذلك
...
طرقت كثيراً على الباب لكن لم اجد اى استجابة منها
ايعقل خرجت باكراً هكذا من اجله
ظللت صامت أفكر كيف ساساعدها على ما توده حقاً
قررت ان اذهب لأشرب قهوة
مزاجى يتعكر من التفكير به
ظللت أسير حتى وجدت هذا المقهى
و لكن قبل ان ادخله وجدت لؤى يخرج مسرعاً
لم اتوقع رأيته بهذه السرعة كان قلق
و كنت استمع لأشخاص يتحدثوا عن فتاه فقدت وعيها هنا
دخلت الى داخل المقهى و سألت عنها
فجاوبتى فتاة ذات شعر بنى
فأخبرتها انى اود ان اراها لعلها صديقتى
و فعلاً دخلنا لغرفو تغيير الملابس فوجتها نائمة لكنها كانت متعبة حقاً
جلست بجوارها و امسكت يداها
ففتحت عيناها و نظرت لى
كانت نظراتها حزينة جدا
لم ارى هذا الحزن قبلاً و كأن هناك شئ حصل هنا و من هول الموقف فقدت الوعى
...
كنت أهرول مسرعاً للطبيب
كان قلبى يرتجف خوفاً عليها لم اكن اعلم ما السبب رغم انى لا اعرفها
فقط أمس تغير كل شئ
حلمت حلم و كانت هى به
كانت تبكى و تخبرنى لما ذهبت لما تركتنى
كيف تتخلى عن حبنا
كانت منهاره و انا فقط احاول ان اهدئها
حتى حضتنى شعرت وقتها بدفئ و قلبى هادئ جدا
لم أشعر بذلك حتى مع ليان لهذا عندما رأيتها فقدت الوعى قلبى انقبض
شعرت اننى تائه
حقاً لا اعلم لما ذلك لكنى لا افهم ما بى
ذهبت و جلبت الطبيب و عندما دخلنا وجدتُ شاب بجانبها يمسك يداها
و هى مغمضة عيناها
إنها جميلة بهذا اللون الأحمر تبدو كالفراولة
شعرها الاسود الطويل
وملامحها الهادئة مع لمسه ارهاق
كانت كلوحة فنية فى غاية الجمال
أعلم اننى مجنون الآن اتغزل بفتاة لا اعرفها و خطبتى الاسبوع القادم
لكن هُناك تفسير لهذا الحلم بالتأكيد
لهذا سأنتظر حتى تستعيد طاقتها و اسألها
...
انتهى الطبيب من فحصها و قال السبب فى هذا التعب الشديد هو الحزن
اخبرنى انها تحتاج إلى الراحه التامة
اعطانى بعض أسماء الادوية و ذهب
جلست أمامها و انظر لها و سألت من كان بجوارها
كيف تعرفها؟
انتبه آرثر لسؤاله و نظر له الآخر
و قال له
إنها اقرب شخص لى
نظر الآخر له و ظلا صامتين هكذا
حتى فتحت عيناها و نظرت حولها و و جدت الاثنين بجوارها
ثم قالت
من انتم ؟!
...
إلى اللقاء..
رأيكم
أنت تقرأ
personal
Short Storyالقدر.. ما هو إلا بوابة لعوالم اخرى فهل يا ترى يشاء ان يجمعهم ام يتركهم فى طيات الماضى
