0

4K 101 47
                                    





سِرتُ بهدُوء في ممرَات المدرَسة المُكتظة بالطلَبة بينمَا أنا أعتصر كُتبي على صدرِي وأدفَع نظَارتي بإصبعِي السبابَة حتى لا تسقُط ، شعرِي قصِيرٌ للغايَة لذلك لم أكُن أحتَاج لتصفِيفهُ حتى

تلقَيت بعضَ المُضايقَات أثنَاء طرِيقي الى الصَف ، لم تكُن بالشيء الكبِير حقاً فقط الدَفع على خزائِن المدرسَة بعض اللكَمات هنا وهناك ، الأمر الجَيد أنهُ ليس هنالِك دمَاء كالعَادة

وصَلت الى الصَف قبل الطلَبة وقبل المُعلم لأجلِس على أول كُرسي في الأمَام ، الكُرسي خاصتِي ، حسناً كما تعلمُون فأنا لا أرَى جيداً

أخرجتُ مِنديلاً وبللتُه بالمَاء قبل أن أُمرره على اللكَمات التي تركَت أثراً في وجهِي بينمَا أجفَل من بُرودة المِياة وألم اللكَمات

أُدعى وويونق .. لا أملُك عائلةً لأنِي .. كيف أصفُها بشكلٍ لطِيف ؟ اوه لأني لقِيط ، مهلاً هذا لم يكن لطيفاً أبداً !

في الوَاقع لم أكُن أمتلِك لقبَ اللقِيط فقط بل هُناك عِدة ألقَاب أطلَقوها علي طُلاب المدرَسة ، البدِين ، الشّاذ ، دودة الكُتب ، اللوطِي ، وأخيراً ! إبن العاهِرة ، حسناً لم أكُن لأغضَب من آخرِ لقب ، فحقِيقَة أن أمِي عاهرة لم تكُن كِذبة

من الذِي يترُك إبنهُ في صندوقِ بجانِب النُفايَات بغطَاءٌ خفِيف في الأجوَاء البارِدة ؟ لم أكُن مِن المُشردين الذِين يبحَثون عن أهَاليهم ! ، لم أرغَب حتى في رؤيَة وجهيهُما لأني لن أتَهاون في تَشوية تِلك المَلامح التي كرِهتُها قبل رؤيتها

عثَر علي الرجُل ستيوارت والذِي كان أحدَ رِجال الشَوارع ليُربينِي في منزِلة الـ .. آسِف لم يكُن منزِلاً بل مُجرد خُردة ، حسناً هو أفضَل من اللاشيء

لكُم أن تتصَوروا كَيف كانَت معاناتِي مُنذ الصِغَر ، كُنت أسرُق الخُبز لأتقاسَمه مع ستيوارت الذِي بدَوره كان يسرِق لي بعضَ الطعَام وفي مراتٍ كانَ يسرِقُ لي الحلوَى

كان ستيوارت رجلاً طيبَ القَلب حتى أنهُ سرَق المال ليَدفع تكاَلِيف دراسَتي

لِهذا أنا في هَذه المَدرسة ، لم يكُن ليقبلُوني ولكِن في نهايَة الأمر .. ها انا في الصَف الثامِن

أجل ، أنا في الرابِعة عشَر فقط

...

بدأ الطُلاب يتوافَدون الى الصَف ، البعضُ منهُم شتمنِي والآخَر فقط أخذَ طريقَة الى كُرسيه بهِدوء ، كُنت سعيداً مِن هَذا الجانِب ، فهُناك أشخاصٌ لم يتنمرُوا علي بَعد وهَذا يعنِي بأنِي لستُ مَكروهاً لدَى الجَميع هُنا

‎ws| أوقعتُ بِكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن