في اليوم التالي نهض الجميع باكرا ...
كان المنزل مزدحما ... وخاصة غرفة المكتب ...
وذلك بعد مجيء ياماش ... و صالح ... و متين وكمال ... و جيلاسون ...
جومالي يتحدث معهم بغضب شديد و يفكر بخطة لالغاء ذلك الزفاف ... ولكنه لم يذكر نيته عن قتل كاراجا ان عارضت ما يريده ... لن يتردد باطلاق الرصاص عليها ...
كمال غاضب ايضا ولكن ليس علي كاراجا ... بل علي ازار .. يريد ابراحه ضربا ... يظن أنه قام باختطاف كاراجا و الزواج بها قسرا ... ولم يستطع فهم ما قاله جومالي بان كاراجا رفضت ان تذهب من منزله ... اما عن صالح فقد ترك غضبه داخله ولم يظهره ابدا ...
تقدم ياماش بانفعال من حركة جومالي في الغرفة ذهابا و ايابا
ياماش : حسنا اهدأ ... سنذهب اليوم ونفعل شيئا
جومالي بغضب شديد : ماذا سنفعل يا طفل ؟! ... انت لم تري المرأة وهي تجلس لتخبرنا بأن الزفاف اليوم
صالح بسخرية : كانت تتحدث اليكم بصفو نية ولكنك رأيتها بشكل اخر سيد جومالي انها سيدة مسنة ليس اكثر ... اعتبرها مثل والدتك جومالي باشا
جومالي بغضب وهو يدفعه : يا هذا ... انا لست متفرغا لك ايضا
صالح بصوت مرتفع : هيا هيا كلما تحدث شخص بما لا تريده صرت هائجا كالثور
جومالي بصراخ : يا هذا !!
تقدم جومالي ليمسك بكتفه ... ليتقدم كل من كمال و جيلاسون لفض النزاع الذي سيحدث الان ،الذي لن يستطيع احد اخماده ان اشتعل بين الاثنين ...
ياماش بصراخ : يكفي
ياماش وهو يشير بسبابته لجومالي : انت لن تتدخل ولن تحمل سلاحا ... متين خذ سلاحه
متين : معذرة اخي ... لا تؤاخذني
نظر جومالي بعتاب ل ياماش ...
جومالي : ولكن يا طفل
ياماش بحزم : بدون لكن
نظر ياماش الي صالح ليشير له بسبابته ...
ياماش : وانت
صالح : افندم يا روحي
ياماش وهو يبتسم بثقة : لن نفتعل المشاكل
صالح : حسنا
ياماش : او المصائب
صالح : انت تعلم انا والمصائب خطان متوازيان
ياماش بسخرية : اجل اعلم
وضع يداه علي كتف اخويه ..
ياماش : حسنا اذا ... نلتقي مساءا ... هيا يا رجال
متين و كمال : امرك اخي
خرج ياماش و متين وكمال الي المقهي
بينما جيلاسون و ميكي يران امور الحي ...
......
اما عن سلطان فلازمت غرفتها طوال النهار ...
و سعادة وعائشة و نيدرات يحاولن اقناعها بتناول الطعام .. ولكنها ترفضه وتبقي صينية الطعام كما هي ...
.......
في منزل ازار ...
خرج جميع رجال المنزل للتنزه والاحتفال ب ازار ... ولم يتركو سوي الحراس فقط ... و كانت والدة ازاي تهتم ب كاراجا وكأنها ابنتها ... كانت كاراجا تنظر لفستان زفافها كثيرا بسعادة ... و بداخلها قلق ... عما سيحدث الليلة ... ولكنها كلما تذكرت ان ازار معها و اباها بجانبها تشتت ذلك الشعور واندثر من جديد ...
...........
في المساء ...
خرج الاخوة الاربعة من المنزل ومعهم متين وكمال و جيلاسون وميكي و سالم و بعض الرجال الاخرين ...
انقسما في سيارتين ... وكان الاخوة الاربعة معا ...
قام صالح بالقيادة ... واوصلهم امام متجر كبير للملابس الرسمية ..
جومالي بتعجب : لماذا جئت بنا الي هنا يا هذا ؟!
صالح بابتسامة : ان كنا سنذهب لايقاف زفاف فلابد من الاصول اولا ان نذهب بطقم يليق بالزفاف
ابتسم سليم ونظر الي صالح بسرور ...
صالح : اليس كذلك عزيزي ياماش ؟؟
ابتسم ياماش و خرج من السيارة ...
ياماش : هيا بنا
جومالي بتذمر : اااه ... يا طفل
اطل رأس ياماش من النافذة بجانب جومالي ...
ياماش بمزاح : يا طفل ماذا يا طفل ؟؟ ... هيا بنا
جومالي بنفاذ صبر : ااه يا الله
خرج جومالي بتذمر .. لينظر حوله الي ابتسامات اخوته بتعجب من حالتهم
.............
في ذلك الوقت كانت السيدة سلطان تقوم بتغيير ثيابها ... لتخرج من المنزل ...
جاء احد الرجال ...
أجاويد : اجل امي
سلطان ببرود : اريدك ان توصلني
اجاويد : امرك امي ... تفضلي
وبعد قليل وصلت الي منزل ازار ... والذي كان مزينا .. ويمتلأ بالاضواء ...
جاءت والدة ازار سريعا لترحب بها و تدلها الي المنزل ثم منه الي غرفة كاراجا ...
تعجبت كاراجا من وجود جدتها لتخرج والدة ازار ... وتجلس سلطان امام كاراجا بنظرات جادة ...
سلطان بجدية :اريد اخبارك بشيء مهم ... وبعدها ستقررين حقا ان كنت ستكملين زفافك ام لا
اومأت كاراجا برأسها والقلق يتسرب الي قلبها ثانية ...
...............
اما في متجر الملابس ...
قام صالح بفتح الستار ...
صالح بابتسامة : هذه جيدة ؟؟
كان يرتدي بدلة حمراء وذلك المنديل الاحمر الذي لا يغادر جيب ثيابه ابدا يزينها ...
طقطق ياماش بلسانه ...
ياماش بتذمر : احمر ... ثانية اللون الاحمر !! .. الا تمل من هذا اللون ابدا صالح ؟!
قهقه الآخر
صالح بابتسامة تبين اسنانه : ابدا ابدا
فتح سليم الستار ...
سليم : كيف ابدو ؟؟
صالح بصراخ و مزاح : اوووه والد العروس (ثم أخفض صوته قليلا )تبدو جميلا يا بني
ضحك سليم ليسأل ياماش ...
سليم : اذا وانت ؟؟
طقطق ثانية بلسانه ...
ياماش بلا مبالاة :لا انتما تعلمان
امسك صالح بذراعه ...
صالح : لا يعني لا ... لا ملابس جلدية اليوم ... هيا نري لك طقما
ذهبا معا لرؤية طقم لياماش ... بينما خرج جومالي من خلف الستار ...
لينظر ل سليم باستياء ...
جومالي : جيد ؟؟
سليم باشمئزاز : اجل اجل
جومالي: اف بني ... هل..
قاطعه سليم : اصمت جومالي اصمت ... لا زلت حيا ...لا تتدخل
ذهب سليم الي ياماش وصالح ليترك جومالي يشتعل من الغضب من ردة فعله ...
وبعد ساعة من محاولة اقناع ياماش بترك الملابس الجلدية ...
فتح الستار ...
ياماش : ها .. كيف ابدو .. جيد ؟؟
صفر صالح : اووه يا ... امير ... امير يا ابن ابي
قام بتوسيع ربطة العنق بضيق ...
ياماش : ولكن هذه
صالح : يمكنك ..
قام ياماش بفك ربطة عنقه وفتح زر الياقة دون الاستماع الي كلام صالح ... ثم نظر له بمعني ان يكمل حديثه ...
هز رأسه بقلة حيلة وجعل شفتاه في خط واحد ...
صالح بيأس : توسيعها ... يمكنك توسيعها
...
عاد الجميع الي سياراتهم وانطلقو الي بيت ازار ... الجميع يحمل اسلحته عدا جومالي و كمال ...
اثناء دخولهم من البوابة التي كانت فارغة من الحراس كانت تعلو اصوات الغناء و اصوات نقر الاحذية علي العشب ؛ والدة ازار ترقص مع احد اخوته ... ولكن المكان المخصص للعروسين كان فارغا ...
تسللو ببطئ بجانب الحضور بهدوء ... كان هناك صوت في الشرفة فوقهم ... نظروا ليروا ظهر ازار الذي يقف ملاصقا لسياج الشرفة بينما ذراعاه ممتدتان وكأنه يحاول امساك شيء خائف منه ...
صالح بفهم : كاراجا
ركض بسرعة داخل المنزل ليتبعه اخوته ...
حاول فتح الباب ولكنه كان مغلقا .. ضرب الباب بيده بقوة ...
صالح بصوت مرتفع : كاراجا انتظري
ابتعد صالح عن الباب قليلا و أمسك مسدسه ليطلق علي قفل الباب .. دخل سريعا و ياماش وسليم خلفه ...
وجدوا كاراجا تقف مرتدية فستان زفافها بينما تمسك مسدسا وتبكي ... وازار يقف امامها يحاول تهدئتها ...
سليم : كاراجا
التفتت فورا لتراه يقترب منها ببطء و يمد يده أمامه ...
سليم : لا تطلقي ... اهدئي
بكت كاراجا اكثر ...
كاراجا : ابي .. لقد قتل جدي
نظر سليم اليه بهدوء ... بنظرة تعني ...
"لك مجال للدفاع عن نفسك"
أزار : اقسم انني لم اكن اريد قتله ... كان هذا عمل التمساح و يوجال و ...
قاطعته كاراجا بصراخ : اصمت
لتقوم بتلقيم المسدس ...
صالح بشك : هل ستستطيعين اطلاق الرصاص حقا ؟؟ ... لا اظن
كاراجا بإصرار : لا بل سأفعل يا عمي
لترفع المسدس الي السقف وتطلق ...
لتعود لتوجيه المسدس الي ازار بينما يداها ترتعش ...
أزار : كاراجا ... اتصدقين ما تقولينه ؟؟
نظرت ل ازار بضعف ؛ فهي حقا لا تصدق ولكن جدتها لم ستكذب ؟!
كاراجا بكذب : اجل اصدق
ياماش تسلل من خلفها لاخذ المسدس منها ...
اشار له صالح بألا يتحرك لينظر له بتعجب ... وضع صالح اصبعه علي فمه الا يصدر صوتا ...
همس صالح بخفوت : سيدة سلطان
امسك مسدسه ولقمه ... ليطلق الرصاص في الفراغ ...
صرخت كاراجا وسقط المسدس من يدها فقام سليم بركله بعيدا ... بينما كان جومالي يتمني ان يمسك بذلك المسدس ليقتل ازار ...
اقترب ازار منها ليحتضنها بينما لا زالت تبكي ... ابتعدت سريعا لتلتفت وتري اباها و اعمامها ..
عقدت حاجبيها ...
كاراجا بعدم فهم : ولكن ...
اقترب سليم ليحتضنها بقوة ...
قاطعها سليم : سأشرح لك لاحقا
ابتسم صالح ...
صالح بمزاح : حسنا اذا ... يوجد بالاسفل طبول وغناء ... وهنا رصاص و بكاء ... هيا لننزل لا زال هناك زفاف
سليم بهدوء : لا صالح ... لن تغني
بينما يحيط بكتف كاراجا ويخرج من الغرفة ... وصالح يتبعه
صالح بتذمر : لماذا ؟!
نظر ازار الي ياماش
ازار بتوتر : انا حقا ..
ياماش ببرود مخيف : سيكون هناك حديث بيننا
قام بضرب كتفه عدة مرات ...
ازار : بالطبع
لم يتجرأ ازار علي النظر الي جومالي ... فقد كانت نظراته تحرق ازار حيا ...
ولكن بالنهاية ذهب الجميع الي الاسفل ... لتزداد سعادة والدة ازار عندما رأتهم ...
ليمتلئ المكان بالموسيقي ثانية ...
بينما يحاول صالح اخذ مكبر الصوت عدة مرات ...
وعندما فشل ... قال للفرقة بعزف دبكة ديار بكر ...
ليقف ابناء كوشوفالي مع ازار ... ازار في الوسط و يحيط به سليم و صالح ... لينضم اخوته اليهم ...
..................
"يمكننا القيام باشتباك في كل مكان ، حتي العرس قد يصبح اشتباكا "
...........
"صالح يستطيع معرفة رائحة الألغام و الرصاص أيضا "
.......
"لم أكن لأصدق الجميع ان قالوا عنك أي شيء ولكن جدي !! ، لا استطيع التفريط به"
أنت تقرأ
الحفرة "عودة آل كوشوفالي"
Actionفي كل قلب توجد مقبرة ... لقد ابتلعت مقبرة الحفرة الكثير من القلوب ... فمن سيكون التالي ؟... وماذا سيحدث ؟! وهل سيعود اسم (آل كوشوفاي ) لنطق البسملة قبله ... ام ان للحفرة رأي آخر ؟؟