3

207 8 0
                                    

مضت عدة ايام بعد زفاف كاراجا و ازار ... ازار متأهب تماما لما سيفعله به ياماش ... يعلم بأنه سيتلقي ما يستحقه حتما ...
اما عن كاراجا فقد حاولت تجنب التحدث عن ما حدث يوم الزفاف تماما ... افكارها كانت تحوم حول احتمال عدم مجئ والدها واعمامها ... ماذا كان سيحدث ؟؟ ... هل كانت ستقتل ازار حقا ؟! ... كيف يمكنها قتله ؟! ... كيف يمكنها قتل الرجل الذي تحبه ؟!!
افكارها كانت تسبب لها ارتجافا من تخيل ما كان سيحدث ... انها تري الان بالفعل ازار مقتولا امامها .. لقد قتلته .. احتضنته و صرخت بشدة ... كان يبتسم لها ويطلب منها الا تبكي ... بينما عيناه تغلقان ببطئ وهو يقول اخر كلماته ...
أزار : انت جميلة لدرجة لا استطيع التفريط بك ... انا احبك
مع اخر حرف نطقه اغلقت عيناه تماما ولم تصدر منه اي حركة اخري ... ازداد صراخها اكثر و اكثر لتبدأ بالنحيب .. بينما يلوث فستان زفافها دماء حبيبها ... دماء زوجها ...
كانت غائبة عن الوعي ... ولكن عيناها مفتوحتان ... كانت موجودة وغائبة في الوقت ذاته ...
كانت تسمع صوته بعيدا وكأنه يصرخ من امام كهف اختبئت هي في غياهبه ... كان صدى صوته يغرز خنجرا قويا في قلبها ... لم تعد تستطيع التنفس شعرت بالمكان يضيق ... يضيق بشدة عليها ...
شعرت بيده علي رأسها لتفتح عينيها ببطئ تتمني ان يكون حقيقة ... لقد كان امامها ... ينظر لها ..
أزار بقلق : حبيبتي ماذا رأيت ؟؟ ... هل انت بخير ؟!
احتضنته بشدة و تشبثت به بقوة ...
لتدرك اخيرا بأن كل ما رأته ... لم يكن سوى حلم !!
..............
في منزل آل كوشوفالي ...
في غرفة المكتب ..
كان ياماش جالسا خلف المكتب و تكسو وجهه ملامح الانزعاج و الضجر .. بعد ان اشتعل نزاعا ثانية بين جومالي و صالح ...
ورغم صراخه عدة مرات الا انه لم يُحدِث تغييرا ...
كان جومالي يقف متحديا صالح ... علي وشك ضربه ... وصالح ينظر له بغضب ... بينما سليم يجلس بهدوء امام المكتب ... و ينظر اليهما و كأنه يشاهد فيلما ...
جومالي بغضب : اذا انت تجعلنا نترك ذلك ال***** دون فعل اي شيء يا هذا ؟!
صالح بانفعال : ماذا كنت ستفعل ؟؟ ... استقتله ؟! .. امام كاراجا ... ابنة اخيك ؟؟ ... ام انك كنت ستقتل الاثنين معا ؟!
جومالي : وما شأنك يا هذا ؟!! تتدخل بأمور عائلية ليست من شأنك
صالح بصراخ : ليست من شأني ؟! ... اااه جميل جومالي كوشوفالي يخرج من يشاء من العائلة اليس كذلك ؟؟
جومالي بينما يشيح بيده : فارتولو ... احمد الله انني لم اقتلك .. لا تنسى انك قتلت اخي
نظر له بكره للمرة الاولي ...
صالح :وانتم قتلتم امي ... ولم افعل شيئا
جومالي : كل ما فعلته ولم تفعل شيئا ؟!
صالح :ان اردت رؤية ما كنت اريد فعله فلا مانع لدي
نهض كل من ياماش و سليم ليحاولا ابعادهما عن بعضهما ...
جومالي بصراخ : ان كنت رجلا فارتولو افعل ذلك
ياماش وهو يدفع جومالي : اخي يكفي
كان سليم يقف امام صالح ويضع يداه علي كتفيه ...
سليم بهمس : اهدأ لا تأبه لما يقوله اهدأ
عقد صالح حاجبيه ...
صالح بانفعال :انا سأذهب طالما انني لم اعد من العائلة
التفت ياماش فورا ...
ياماش : لا صالح ... لن تغادر
جومالي ببرود وصوت غليظ : اذا انا سأذهب
خرج من غرفة المكتب ليصفع الباب خلفه تاركا صدي صوت يملأ الغرفة ليجلس الاخوة الثلاثة معا ...
..............
في المطبخ ...
كانت سعادة تقف في المطبخ مع عائشة و نيدرات ...
عائشة بتذمر : يجتمعون معا فيبدأ الصراخ فورا
نظرت لها نيدرات بجفاء ...
نيدرات بجفاء : فارتولو دائما يصنع المشاكل
تجاهلتها سعادة لتنظر الي عائشة ...
عائشة : يمكن ان جومالي تشاجر ثانية مع صالح
سعادة :لم لا تذهبين لتري ماذا يحدث ؟!
عائشة : لا ان اردت اذهبي انت
تنهدت سعادة وحملت صينية الشاي و اتجهت الي غرفة المكتب ...
طرقت الباب فلم تسمع صوتا ...
ترددت بالذهاب ولكنها جمعت شجاعتها و طرقت من جديد ...
سمعت صوت ياماش ...
ياماش بضجر : ادخل
دخلت سعادة بهدوء لتضع الشاي علي المكتب ... تعجب ياماش و سليم فقد احضرت شاي دون ان يطلبوه ... اما عن صالح فقد علم انها سمعت شجاره مع جومالي ...
ابتعدت قليلا عن المكتب و وقفت تنظر اليهم ...
ياماش بتعجب و حاجبان مرفوعان : اختي
انتبهت له ....
سعادة بتوتر : ا.. اجل اتريدون اي شيء اخر ؟؟
ياماش : لا سلمت
كان سليم يعلق عينيه علي صالح ... ليبتسم
اما عن صالح فقد كان ينتظر معرفة ما ستفعله وهو يخفي ابتسامته ... كانت خطوات سعادة بطيئة حتي نظرت الي صالح ...
ليبتسم لها بمعني (كل شيء بخير اذهبي)
تنهدت بهدوء لتخرج من الغرفة بعدما جالت عيناها سريعا تبحث عن جومالي فاطمئنت عندما لم تجده ..
اغلقت الباب بهدوء لتعود الي المطبخ ثانية ...
...............
ياماش : اذا صالح ذهبنا و لكننا لم نفعل شيئا لازار مثلما طلبت ... لماذا ؟!
صالح بجدية :لان ازار كان يساعدهم بالرجال فقط ... اي انه لم يشترك بالقتل معهم
ياماش بانفعال : اتصدقه ؟!! ... اي شخص سيقول اي كذبة تنجيه من الموت
صالح ببرود : لا ... انا لا اصدقه
ياماش وهو يعقد حاجبيه : بمعني ؟؟
صالح : بمعني انني لم استمع اليه
سليم بتعجب من طريقته : ماذا تقصد ؟؟
صالح بنبرة سريعة : ياماش اتذكر عندما كنت تحرق منزل يوجال ؟؟
ياماش و هو. يشد علي اسنانه : اجل
صالح : رأيت خلفه سيارة سوداء قديمة
سليم : خلف يوجال ؟!!
اشاح صالح بيديه بنفاذ صبر ...
صالح بجدية : وجدت حقيبتين بها ... وهاتف
ياماش باهتمام : الحقيبتين ... ماذا بهما ؟؟
صالح : الاولي عقود ملكية مزورة لمنازل الحفرة ... نصفها باسم ازار و نصفها الاخر للتمساح ... و الثانية بعض النقود و وحدات ذاكرة
ياماش بتوتر : ماذا كانت ؟؟
صالح جميع مكالمات يوجال مع الجميع ... ازار و التمساح و ....
صمت صالح قليلا و لم يكمل ...
سليم : و من ؟؟
انتبه صالح اخيرا ...
صالح : و ... ورجال ازار ... كان ازار يساعده بالرجال ... و هناك امرأة تساعده بالمال ... و التمساح كان سيخرجنا من اسطنبول
تنهد ياماش بقوة ...
ياماش : اذا ... يبدو ان ازار سيبقي قليلا بعد ...
ابتسم سليم قليلا بينما صالح كان شاردا ... نظر له ياماش
ياماش : تحت اعيننا
بمجرد انتهائه من حديثه سمعوا طرق الباب ...
ياماش : ادخل
دخل جيلاسون ...
جيلاسون : اخي ... لقد جاء ازار و كاراجا
نهض سليم فورا ليخرج من المكتب ...
ياماش : حسنا اذا احضره الي هنا
اومأ برأسه ايجابا ليخرج و يغلق الباب ...
اقترب ياماش من صالح ...
ياماش بثقة : تخفي شيئا يا ابن ابي ... و سأعرفه
صالح بابتسامة حزينة : ان تعرفه وحدك افضل من ان اخبرك به يا ابن ابي
طرق الباب ثانية ثم ظهر من خلفه ازار و جيلاسون ... دخل ازار .. ثم اختفي جيلاسون من جديد ...
نهض صالح ليقترب من ياماش ...
صالح بهمس : فقط لا تترك اثرا في الوجه
ليشير بوجهه جانبا بمعني (سيرونه )
أومأ له بفهم ... ليغادر صالح ايضا ... تاركا ازار مع ياماش
.............
في منزل العائلة ..
اجتمعت العائلة حول كاراجا عدا سلطان ... منهم من يتسائل عن سبب مجيئها و البعض متعجبون من شكلها و البعض يسألون عن احوالها من باب المعرفة فقط دون اهتمام ...
كانت كاراجا تجلس علي الاريكة متكئة علي كتف سليم ... الذي يحاوط كتفها ويداعب رأسها ...

 اما عن عائشة فكانت تجلس فقط امامها تشاهدها

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

اما عن عائشة فكانت تجلس فقط امامها تشاهدها ...
مرت عدة دقائق ...
سليم بهدوء : فاجئتني بقدومك
كاراجا بهمس : لا استطيع التنفس يا ابي
ابتعد سليم قليلا ولكنها تمسكت به مثبتة رأسها علي كتفه ...
سليم بقلق : هل انت بخير ؟!"
تنهدت بقوة كبيرة لتقول بينما تدفن رأسها بكتفه اكثر لتغمض عينيها ...
كاراجا : الان انا بخير
..................
في المنزل المستقل ...
كانت سعادة جالسة امام ادريس الصغير الذي يبكي و لا يريد السكوت ابدا لقد اتعبها بكاءه ... ماذا يريد ؟؟
دخل صالح بهدوء ... وقف خلفها شهقت لتلصق طرف عقلة اصبعها الابهام ب طرف اسنانها ... ابتسم وامسك ادريس ليهزه قليلا فمضت عدة دقائق ليغط بنوم عميق ... وضعه صالح في سريره ... التفت الي سعادة التي كانت تراقبه ...
سعادة بابتسامة بسيطة : ماذا ؟؟
احاط خصرها مقربها منه ولم تزل ابتسامته الحنونة ...
صالح : اذا نذهب الي المكتب ونقوم بحركات مراقبة وما شابه ؟!
حركت اصابعها علي كتفه ...
سعادة : لقد سمعتك تصرخ ... خفت ان تتشاجرا من جديد
صالح بمزاح : ساديش يا فتاة .. كفاك خوفا
اقترب من وجهها لينظر الي عينيها بعمق ..
صالح : اتخافين وانا هنا معك ؟؟"
نظرت الي عينيه بحب ..
سعادة : لا اخاف ابدا
اقترب اكثر و اكثر حتي فزعا من صوت طرق الباب فجأة ... جز صالح علي اسنانه ليخرج من الغرفة ...فتح الباب ليجد جيلاسون ...
جيلاسون : اخي ان هناك مشكلة في غرفة المكتب
صالح : حسنا سآتي حالا
ثم اغلق الباب ... ارتدي المعطف ليخرج الي المكتب ...
.............
في غرفة المكتب ...
كان ياماش جالسا خلف المكتب ينظر الي ازار الواقف امامه و وجهه تملأه الجروح و الخدوش ... بينما سليم يجلس امامه بضيق ... دخل صالح لينظر الي ازار الذي ان انتظر نصف ساعة فقط ... سيكون صعبا رؤية ملامحه ...
صالح باندهاش : الم اقل لك لا تترك اثرا بالوجه يابني ؟!
ياماش بمراوغة : هل قلت بالوجه ؟؟ ... ام للوجه ؟!
ضرب صالح جبهته بقوة ...
صالح بيأس : لا فائدة
سليم : انت من ستخبر كاراجا عن سبب هذا ... لانها مريضة ... لا اعلم ما بها
صالح بصراخ : ولماذا انا ؟!
سليم بهدوء : ببساطة لانها ستسمع اليك
تنهد بقوة ...
صالح باستسلام : حسنا
ثم نظر الي ياماش ...
صالح : ولكن ايمكنني معرفة ماذا حدث ؟؟!!"
ياماش بقلة حيلة : حسنا سأخبرك
.................
"نعلم بأن الغد لن يكون أفضل ولكننا اعتدنا الكذب علي انفسنا دائما "
.................
"هل كنت بخيال شخص من قبل ؟؟ ، لا تجب ؛ لا تكذب"
.................
"المنطق شيء لم نعترف به بعد ، ولن نفعل "

الحفرة "عودة آل كوشوفالي"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن