14

120 7 0
                                    

أوقفت كاراجا الطبيب ثانية ...
كاراجا : متي سيستيقظ ؟؟
الطبيب : ليس الآن قد يستيقظ غدا
كاراجا : ان شاء الله
الطبيب : زال البأس
ذهب الطبيب و جلست كاراجا ثانية بعد أن مسحت دموعها ... مرت ساعات الليل دون ان تفكر كاراجا بالذهاب الي المنزل او التحرك من مكانها حتي ... و لم تستطع النوم جيدا بل غفت لعدة دقائق عندما كان سليم بجانبها فقط
وبعد ذهاب جيلاسون و ياماش انقطع الحديث أيضا
اقترب صالح بينما يحمل كوبان ورقيان بيده ...
صالح بابتسامة بسيطة : قهوة ؟؟
أخذت كاراجا الكوب ...
كاراجا بابتسامة : شكرا
جلس صالح بجانبها ...
صالح : لا داع للشكر
كاراجا بجدية : لم اقصد الآن فقط ... شكرا علي كل شيء
نظر لها صالح ولم يتحدث ...
كاراجا : شكرا لأنك انقذتني من ذلك الوهم الذي كان سيحول حياتي الي جهنم ، و لانك لم تترك ازار ينزف حتي و ان كان بنظرهم يستحق ذلك
صمتت قليلا ...
كاراجا بامتنان : وشكرا لانك بقيت بجانبي الي الآن
ابتسم صالح بسعادة من كلماتها ...
صالح : لقد قلت لك لا داع للشكر ... هذا واجبي
مرت عدة دقائق في صمت ...
صالح : هيا اذهبي قليلا للبيت نامي و انا سأبقي هنا
كاراجا : لا ، لا يا عمي ارجوك سأبقي هنا لن ارتاح ان ذهبت
صالح بضحك : حسنا اهدئي لا تهلعي فورا
نظرت له بعدم فهم ...
صالح بجدية : لا تظهري انك خائفة بشأنه ؛ ها قد عاندت الجميع و تزوجته لا تجعلي الأمر مبالغ به ... فقط استمعي لعقلك أكثر ... انت ذكية يا كاراجا ؛ ستفهمين ما أقصد
هزت رأسها ايجابا ...
كاراجا : سأفعل بالطبع
مرت عدة ساعات اخري ودخل الطبيب وممرضة لفحص ازار و خرجا ثانية ، اقتربت الممرضة منهم ...
الممرضة : لقد استيقظ مريضكم يمكنكم رؤيته و لكن ليس لوقت طويل ... زال البأس
نظرت كاراجا لسليم و صالح ...
كاراجا بتساؤل : سأدخل أولا ... حسنا ؟؟
صمت سليم ...
صالح بسخرية : ألم أقل لك ...
كاراجا قاطعته : سأفعل ... سأفعل ذلك دائما و لكن ... (بابتسامة) ليس اليوم
ضحك صالح ليشير لها بيده للغرفة ... تركتهم و ذهبت مباشرة للغرفة ... فتحت الباب لتري ازار مستلقيا و قد وصلت بعض انابيب المحاليل بيده ، نظر لها ...
ازار بتعب : كاراجا
ابتسمت و لم تستطع كتم دموعها لتقترب و تجلس امامه ...
كاراجا : انت بخير ؟؟!!
ابتسم ازار رغم الألم ...
ازار : ا... اجل انا بخير
كاراجا بضيق وسط الدموع : لا اصدق كيف لم الاحظ ألمك ، لقد قام بطعنك و لم أري ذلك
ازار : لا تلومي نفسك
رفع ذراعه ليمسح دموعها ...
ازار : لا تبكي لا اريد رؤية دموعك
مسحت دموعها وحاولت التماسك ... مر بعض الوقت لتخرج كاراجا من الغرفة و تجد ياماش قد عاد ثانية ...
كاراجا بندم : اسفة يا عمي
ابتسم ياماش واحتضن كتفها ...
ياماش : لا بأس
نظر صالح لكاراجا و اشار برأسه ...
صالح : هل هو مستيقظ ؟؟
كاراجا بكذب : لا لقد نام ... ليس بخير بعد
..............
بعد مرور يومين ، بعد تحسن ازار و عدم قدرة كاراجا علي اختلاق اعذار اخري حتي تمنع حدوث نقاش حاد بين اعمامها و ازار ، قام بالفحوصات الاخيرة ليطلب من الطبيب الخروج و قد وافق بخروجه في الغد ...
في المساء اتصل صالح ب ياماش بجملة واحدة ...
صالح : ان اردت التحدث كما تريد فاليوم آخر يوم سيكون به في المشفي
بعد فترة قصيرة كان ياماش بالمشفي ، بمجرد ان رأته كاراجا نهضت ...
كاراجا بقلق : عمي ...
قاطعها ياماش : لا تتدخلي
نهض صالح أيضا ليدخلا الي الغرفة دون كلمة اخري بينما جلست كاراجا بقلق ... و هي تفكر ماذا سيحدث ؟؟
.....................
في الداخل ...
وقف الاثنان أمام السرير
ياماش : اذا يا ازار ... ان اخبرتني حقا كل شيء قد تبقي حيا فترة اطول
ازار : وقد اكون بريئا و ابقي هنا دون تهديدات اخري
ياماش بانفعال : ازار لا تستخف بعقلي .. يوجال مات و التمساح أيضا و تلك المرأة التي ساعدتكم هل تقول انها هي السبب وراء قتل أبي ؟!!
ازار : لا ... لا اقول ذلك ... اقول ان السبب خلف قتل ابيك داخل عائلتك ... تراه كل يوم ... قريب جدا ولكنك لا تراه .. او انك تراه و لا تريد الاعتراف بذلك
نظر ازار لصالح بطرف عينه وهو يعلم ان صالح قد عرف كل شيء ولكنه لا يتحدث
صمت ياماش بينما يفكر ثم خرج من الغرفة بملامح غامضة ...
ازار ببرود : لماذا تخفي الامر أليس أباك ايضا ؟؟
صالح بانفعال : أتعلم ماذا فعلت يا هذا ؟!! اتعلم ماذا سيحدث ؟؟ سينهار ذلك المنزل الذي اردتَ الانضمام اليه الان ستكون السبب بانهياره قبل دخوله حتي ... ياماش يقتل ابن اخيه لانه السبب بموت جده أتدرك ذلك ؟!! لم اصمت لانني لا اري مشكلة او لأي شيء آخر بل لانني افكر بما سأفعل ... من ناحية نحاول حل مشكلة لتفتح مشكلة أخري علي رأس أخي ... حقا انت غبي يا ازار
خرج من الغرفة لتمضي ثوان قبل دخول كاراجا لتجلس بجانبه....
كاراجا بقلق : ماذا حدث ؟؟
ليختصر كل شيء ...
ازار : قلت الحقيقة لياماش ، يبدو ان الامور ستتعقد أكثر
.......................
في اليوم التالي ...
جاء سليم و صالح و ميدات لأخذ ازار و كاراجا و العودة للحي ... ورغم حديث الأمس كانت الاجواء هادئة بين الجميع ...
تعمد صالح المرور بالحي فقد علم بأن جومالي ذهب للمقهي و علم الكثيرون بأمر المنافسة ...
وبينما كانت كاراجا مبتسمة لانها ستبقي بمنزل العائلة مع ازار ... اختفت ابتسامتها عندما غير صالح مسار السيارة لمنزله ...
وصلوا الي البيت لتفتح لهم سعادة وهي تدور بعينيها عليهم ولكنها بمجرد ان رأت ازار و كاراجا و سليم يقومان باسناده تنحت جانبا ليدخل الجميع الي الداخل و يتجه سليم و كاراجا و ازار الي الأعلي و خرج ميدات بعد ان رأي سعادة تريد التحدث مع صالح ...
سعادة بفضول: ماذا حدث ؟؟
صالح : تنافسا معا
ضربت سعادة يدها بالأخري ...
سعادة بابتسامة : و الله كنت أعلم
ابتسم صالح ...
سعادة : أكمل ثم ماذا ؟؟
أشار صالح إلي الأعلي
صالح بلامبالاة: طعنة بالمعدة
شهقت سعادة بتفاجأ ...
سعادة : و أخي جومالي ؟؟
صالح : جرح بالقدم
جلست علي كرسي قريب ...
سعادة بتفكير : ماذا سيحدث ؟؟
انخفض صالح لمستواها ...
صالح وهو يحرك رأسه بيأس : ما سيحدث لن نكون نحن السبب به علي أي حال ... أزار هو من وضع نفسه و وضعنا في هذا الموقف
نهض واتجه إلي الباب التفت ثانية و رأي سعادة لا زالت كما هي ...
صالح بابتسامة بسيطة : ساديش
نظرت له فورا ...
صالح : لا تفكري بالأمر ... تذكري انك من أردت معرفة كل شيء ولم يكن يجب ذلك
سعادة بِهَم وتعب : الجهل أفضل يا صالح
ضحك صالح بخفة ...
صالح : فليبقي أفضل يا ساديش
خرج من الباب و وجد ميدات لا زال واقفا وبمجرد أن رآه ميدات ...
ميدات : أخي لقد اتصل جيلاسون
صالح : خيرا ؟!
ميدات : ياماش يريدك ان تذهب إلي يا أخي
صمت قليلا ...
...............
ذهب صالح و تبعه ميدات إلي منزل العائلة و اتجه صالح إلي غرفة المكتب بعد ذلك ليدخل و يري ياماش جالسا خلف المكتب كالعادة و جومالي أمام المكتب دون تعابير واضحة ... جلس صالح مباشرة ...
صالح : خيرا يا ابن أبي
ياماش : أردت اخباركم بشيء
جومالي : وما هو ؟؟
نهض ياماش و بدل انظاره بين الاثنين ...
ياماش : ازار يجب ان يبقي هنا
مرت ثوان دون اي صوت و لكن ادرك جومالي الان ما قاله ياماش
نهض جومالي بغضب ...
جومالي بصراخ : أجننت يا طفل ؟!!
ياماش ببرود : لم أقل انني اريد مناقشتكم بشيء بل قلت انني اريد فقط اخباركم ... ولن يغير أحد قراري
........................
"امورنا معقدة عادة ، ولكنها ستزداد تعقيدا الآن "
..........
"أحيانا يجب ان تجهل ما يحدث حولك لتعيش بسلام"
..............
"كلما حاولت حل كارثة ينتجون أخري فوق رأسي "
..........
"معني أن يكون لديك أخوة أنك لن تبقي وحيدا ، و أنك ستشارك كل أحد منهم مشاكله قبل سعادته "
............
"ألن يستطيع هذا المنزل إغلاق مصابيحه دون قلق أبدا ؟!!"

الحفرة "عودة آل كوشوفالي"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن