23

7 2 0
                                    

فراق البعض يستحق سجدة شكر ...

بعد ان دعانا آرثر الى العشاء ، قلت :

استأذن منكما فقد تأخرت كثيرا

قالت أمه :

ابقي معنا يا ابنتي لنتناول العشاء جميعا

لا يا امي فقد تأخرت كثيرا

انفردت مع آرثر وقال لي:

اتعلمين ان هذه اول مرة توافق فيها امي ان تنزل

لتناول العشاء فهي كانت فقط مستلقية الفراش لا

تأبى ان تنزل ، ارجوكي وافقي سأوصلكي حينها لا

تقلقي

توجهت اليها وساعدتها  برفقة آرثر على الجلوس في

الكرسي المتحرك ونزلنا بها في المصعد

تناولنا العشاء في جو رائع كأننا عائلة واحدة ، كانت

تحدثني عن  طفولة آرثر وليزا وكان آرثر يشعر

بالاحراج ، لانها تقول انه كان مشاغبا عكس هدوء

ليزا

لأول مرة احس بعد 5 سنوات انني اضحك من قلبي

اني تناسيت قليلا على تلك الذكريات التي تخنقني

ففراق البعض يستحق سجدة شكر حقا

ساعدناها مرة اخرى  للصعود الى غرفتها وتناول

ادويتها

ودعتها وهممت بالذهاب اوقفني آرثر :

انتظري آيف

حسنا

كان ليخرج سيارته لكنني طلبت منه ان نذهب بدون

سيارة فأنا اهوى المشي وبالخصوص في الليل مع

قطرات المطر

في الطريق كان يحدثني عن امه وعن معاناتها وعن

سعادتها اليوم فقد كانت حقا سعيدة

سألته : هل الطبيب قال ان هناك امل للمشي مرة

اخرى

اجاب بحزن : نعم قال لكن امل ضعيف فقد عجز

الاطباء النفسيون على معالجة حزنها ...

،واكمل بفرح كأنه تذكر شيئا  آآه انت انت طبيبة

نفسية يمكنك ذالك ..

قلت بقلة حيلة : ان كان الاطباء عجزوا عن ذالك

فماذا سأفعل انا كطبيبة مبتدئة فقط ،واكملت

بضحك ومريضة هي الاخرى ايضا. انا بنفسي احتاج

  لطبيبة نفسية ..


أَنقَى مِنْ أن يقَعاَ فِي عِشْقِ بَعضَهُــمـَا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن