بعد ساعة من الوقت استطاع ماكس وتاليا فك الشيفرة وتوصلا إلى طرف الخيط الذي كانا يبحثان عنه...
تاليا: ألم أقل لك!
ماكس: لا أصدق هذا! كل هذا الوقت كل شيء كان خدعة!
تاليا: على رسلك، ألم تفهم ما كان مقصدها؟ كل ما أرادته هو تخليصك من زينث وشره.
ماكس: ولكن ألم يكن من الأفضل أن تخبرني منذ البداية!
تاليا: هل كنت ستفعل ما فعلته؟
ماكس: بالطبع لا!
تاليا: ومن أجل هذا أخفت عنك الأمر، وإلا كانت النهاية ستكون أسوأ مما تظن!
ماكس: هل هناك نهاية أسوأ من الاتهام بجرائم لم أرتكبها وحكم بالإعدام؟!
تاليا: نعم، لربما قام زينث بقتلك وتحرير أسترو قبل أن تستطيع كسر الأقفال!
ماكس: كلامك صحيح ولكن لا أستطيع تقبله، والداي قد ماتا وأختي... أووه أختي!!! يجب علي أن أكلمها الآن! قبل أي شيء آخر.
تاليا: تمهل إلى اين؟
ماكس: سأخرج لإجراء مكالمة مع أختي.
تاليا: وماذا عن...
كان ماكس قد خرج من القبو...
يحاول مرة ومرتين وثلاثة ولكن لا فائدة، أخته لا تجيب.
يجلس على الأريكة يفكر مالذي تفعله أخته؟ وأين قد ذهبت؟ ما فعله كان خطأ منذ البداية، كيف يترك أخته وحيدة في ذلك الموقف الصعب وينغمس في مستنقع الانتقام. إنه يعترف أن ما فعله كان خطأ ولكن مالفائدة؟ لربما قد فات الأوان!
تصعد تاليا لغرفة الجلوس وترى ماكس غارقا في التفكير لدرجة أن العرق يتصبب منه، تذهب إلى المطبخ لتحضر له كأس من الماء وتقول له: هل هناك شيء أستطيع مساعدتك به؟
ماكس: هل يمكنك إعادة الوقت للوراء؟ أريد تصحيح اخطاء الماضي!
تاليا: أنت تعلم أنني لا أستطيع.
ماكس: أخخ أريد رؤيتها والإطمئنان عليها...
صمت ماكس فجأة ثم قال لتاليا: تاليا أنت شيطانة أليس كذلك؟
تاليا: طريقة سؤالك مزعجة! نعم إنني كذلك.
ماكس: إذا تستطيعين الدخول في جسدي، أليس كذلك؟
تاليا: مهلا، مالذي ترمي إليه؟
ماكس: إن أستطعتي الإرتباط بجسدي يمكنك حينها نقلي آنيا إلى منزلنا في البلد الآخر، أخبريني رجاء أن ما أفكر يمكن حدوثه!
تاليا: هل جننت أنت أم ماذا؟ هل تريد قتل نفسك قبل أن يتم إعدامك؟ ألم تتعلم من التجربة السابقة مالذي يمكن أن يحدث إذا ارتبطت بك ومن ثم خرجت؟!
ماكس: لا يهمني مالذي سيحدث لاحقا، في الأساس خرجت لأرى أختي هذا هو هدفي! هل يمكنك مساعدتي؟
تاليا: لا أعلم حقيقة ما إن كنت قادرة على فعلها أم لا، لم يسبق لي أن فعلتها ولا أعلم كيف سأكون بداخلك!
ماكس: لا عليكي لقد تعلمت من زينث كيفية الطقوس لأدائها، هل أنت موافقة؟
تاليا: لقد قلت إنني اريد مراقبتك عن قرب ولكن هذا أكثر مما ظننت! حسنا أرجوا أن لا نندم بعدها.
قام ماكس وأحضر سكينا ثم أمسك بيدها وجرح طرف إصبعها وسألها: ماهو الشكل الذي تفضلين وضعه على جسدي؟
تاليا: ماذا؟
ماكس: الرمز الذي سيوضع على جسدي، مثل ذلك التنين، ألم تتذكري؟
تاليا: أوه، نعم تذكرته ولكن ليس لدي شي معين.
ماكس: حسنا لقد خطرت في بالي فكرة...
رسم بدمائها على عنقه علامة ورقة النفل الرباعية ثم جرح إصبعه هو الآخر وبدأ برسم رموز غريبة على ذراعيه وصدره وعنقه وانتهى بوجهه ثم أمسك بيدها ووضعها على صدره وقال: رددي معي...
الموت والحياة من يتحكم بهم هو الله وحده، ومن يجمعهم سويا هو الحب!
- أمنيتي أن أجمع روحي وروحك سويا!
- إلمعي يا نجوم الكون وكوني شاهدة على كلامي، عقدي، حبي السرمدي!
- بشري وشيطان في جسد واحد! روحان في وعاء واحد!
- الحلم الكامل!... القوة المطلقة!... الحب الأبدي!
- أكتب بدمائي عقدنا الأبدي!
- سأكون قوتك لكي تؤمن عندما تفقد الإيمان بنفسك!
وما إن فرغ ماكس وتبعته تاليا يبدأ الهواء من حولهما بالإهتزاز والدوران بشدة متسارعة وتبدأ بالظهور شعاعات صغيرة كالنجوم باللمعان والدوران حولهما. تزداد هذه الظاهرة مع شعور ماكس بأن جسده يحترق حيث كانت الرموز تجتمع عند موضع النفلة الرباعية على عنقه وهو يتألم تحاول تاليا سحب يدها حينها يقول لها ماكس: إياكي والإنسحاب الآن! كدنا ننتهي.
تاليا: إنك تتألم بشدة، ولا أستطيع أن أراك هكذا.
ماكس: إنني أعلم هذا الشعور مسبقا ولكنه ليس شيء أمام مرارة خسارة كلشي في لحظة! عائلتي وحياتي.
تاليا: ليس هناك مجال للعودة؟
ماكس: ليس هناك مجال للعودة.
وخلال لحظات تشعر تاليا وكأنها تتلاشى، أما ماكس يتخدر شيئا فشيئا ويفقد الوعي تدريجا حيث ترتخي قبضته على يد تاليا ويهوي إلى الخلف.
وبعد قرابة ساعة...
تاليا: ماكس، هي ماكس!
يحاول ماكس فتح عينيه قليلا ثم يقول بصوت مبحوح: ماذا هناك؟
تاليا: لا أستطيع وصف ما أشعر به! إنه شيء في منتهى الغرابة!!
يعود ماكس لوعيه ويحاول الإعتدال في جلسته ويقول: تاليا، مالذي جرى معك!
تاليا: لا أعلم!! ولكنني في مكان وااسع للغاية! على الرغم من أن الظلام هنا في كل مكان، ولكن نبض قلبك يغطي المكان وأشعر أيضا وكأنني أستطيع الشعور بما تشعر به والتفكير به، عندما حاولت تعديل جلستك شعرت بذلك وعندما عدت لوعيك شعرت بذلك أيضا على شكل ومضات كهربائية تلامس أحاسيسي!
ماكس: رائع أصبحنا شخص واحد! الآن أريد منك أن تمنحيني قدرة الإنتقال الآني، رجاء!
تاليا: حسنا دعني أجرب.
تخيلت تاليا أنها تمنح ماكس تلك القدرة وفعلا هذا ما حدث!
استطاع الإنتقال إلى منزله في البلد الآخر...
عند دخوله بدأ بمناداة أخته وتفتيش الغرف بحثا عنها...
ولكن لا أحد يجيب!