إنني أثق بك

14 4 0
                                    

بعد موت الحارس بدأ بالتلاشي وفي نفس الوقت غبار اختفاء جثته بدأ بالتحرك نحو مكان ما حيث لحق به ماكس ووجد قلب النعيم في جذع شجرة كبيرة مغطى بالعديد من أوراق الشجر. اقتلعه من جذع الشجرة وجلس يتأمله قليلا ثم قال: لقد حصلنا عليه وأخيرا.
تاليا: نعم نعم لقد فعلناها! لقد فزناااااا.
ضحك ماكس وقال: لو كان باستطاعتنا الاحتفال لكنت قد فعلت.
بلور: سيدي لذة الانتصار تكفي لوحدها.
ماكس: معك حق يا بلور ولكن لا ضير من الاحتفال بما صنعناه!
تاليا: ماكس ما رأيك أن نسترح اليوم ونخرج مع شروق الشمس غدا؟
ماكس: لا ضير من ذلك. إذا سأذهب للاستحمام أسفل إحدى الشلالات لكي أستطيع الاسترخاء وإعادة الطاقة التي استنزفتها اليوم.
عندما نزع ملابسه نظر إلى جسده وإذا به قد غطته الكدمات والجروح في كل مكان ضحك وقال: لم أكن هكذا عندما استحممت في صباح يوم الأحد قبل أن أذهب للجامعة. يالي هذه الحياة المليئة بالمفاجآت! لم أكن أتخيل أن أصل إلى هذه الحالة أبدا. ولكن ها أنا هنا أستحم تحت شلال في النعيم!! يالي من مخبول! يجدر بي الإسراع وإلا لا أعلم ما الذي سأفعله لاحقا!
بعد الاستحمام يستلقي أسفل غطاء الليل ونجومه حيث يهمس لتاليا قائلا: أتذكرين تلك الليلة عندما قلت لي إنك تثقي بي؟
تبتسم تاليا داخله وتقول: نعم إنني أتذكرها.
ماكس: كيف لك أن تثقي بفتى لم يكن قادرا على حمل سيفه كما ينبغي؟
تاليا: لقد رأيت ما لم تراه أنت داخلك. لم يسبق لي أن دخلت في جسد بشري من قبل ولا أعلم كيف يبدوا من الداخل ولكن داخلك يا ماكس مليء بالنبض والحيوية، على الرغم من ظلام المكان إلا أن هذا الظلام بدأ ينجلي شيئا فشيئا، أنت أعظم بكثير مما تراه عن نفسك. لِمَ تخفي هذا الشيء تحت جلد الخوف من نظرة الآخرين لك؟ تصرف على سجيتك وستكون دائما أفضل مما كنت عليه البارحة، وهذا ما دعاني لكي أقول لك إنني أثق بك فإنك أهلٌ لها!
ماكس: شكرا لك على كل شيء. أظن أن القدر في صفي هذه المرة وأتمنى أن يبقى حتى النهاية هكذا!
تاليا: حتى وإن قلب ضدك واجهه وانتصر عليه كما فعلت مع الحراس الألف!
يبتسم ماكس ويقول: كما تشائين أيتها القائدة.
تضحك تاليا ومن ثم يغط الجميع في نوم هانئ وعميق.
ومع بزوغ الشمس يستيقظ محاربنا مع فرقته ليكمل رحلته بتجاه العالم الآخر حيث سينسى كل النعيم الذي عاشه طيلة السنوات الماضية فقط بدخوله للجحيم!
يغادر ماكس النعيم بنفس الطريقة التي دخل بها من خلال ذلك الباب الأبيض، ويعود للغرفة البيضاء حيث يخرج منها.
يقف قليلا يتأمل تلك الغرفة ذات الباب الثقيل ثم يأخذ نفسا عميقا وينتقل آنيا نحو منزل الساحرة حيث سيكمل مهمته هناك.
عند وصوله يجد الجميع هناك يحتسون الشوكولاتة الساخنة والبرد القارس خارج المنزل يعصف بشد على الرغم من محاولة الشمس أن تضيء العالم ولكن الثلوج كان لها التأثير الأقوى.
ينظر ماكس للساعة حيث علم أنه لم يمض على غيابه سوى ساعة ونصف في العالم البشري! يتذكر ما جرى معه حين قامت لوسي بإسقاط الكوب الزجاجي، ويقول في نفسه: حقا إن الغرفة البيضاء معجزة بحد ذاتها!
وعندما يريد النزول للقبو تستوقفه أخته تريد معرفة ما جرى معه ولكن إيمرود تمسك بها وتقول لها: دعيه يا رين فإن رحلته لم تنته. يبتسم لها ثم يتابع سيره بتجاه القبو حيث يقوم بتنفيذ تلك التعويذة التي كانت بداية لكل شيء! التعويذة التي فتحت بوابة عالم الجحيم.
قام ماكس بفتح البوابة وعندما فتحت شدة الحرارة كادت تخنقه والمنظر امامه لم يكن سوى أنهار من الحمم وبراكين في كل مكان تفور والسماء مزينة بألوان اللهيب المختلفة التي تشير إلى عشائر الجحيم. التردد كاد ينال من بطل قصتنا ولكن استجمع قوته وعزم أمره ودخل الجحيم! وبعد دخوله أغلقت البوابة تلقائيًا يلتفت خلفه عندما سمع صوت البوابة تغلق وصوت الندم داخل عقله يزداد شيئا فشيئًا فقاطعت سيل الافكار السلبية تاليا قائلة: ماكس هَّل أصيغت لي؟
ماكس: ماذا هناك؟
تاليا: إنني أعلم أن هذا المكان مليء بالألم والخوف وحرارته التي تحرق الهواء ولكن ماذا لو كان هذا المكان الذي سيحقق أمنيتك هل ستدع ظروفه القاسية تحطمك قبل أن تحاول حتى؟ لا، إنني أعلم أنك أقوى منها وأقوى من شياطينها التي ستحاول إسقاطك بأبشع الطرق كما حدث سابقًا مع إيفان، ولكنك لم تعد ماكس ذاته الذي كنت عليه سابقا.
سأكون بقربك أساندك بكل ما أتيت من قوة ومعرفة.
ماكس: لن أدع الخوف من الفشل يتملكني مرة أخرى.
تاليا: هذا هو سيد الشياطين!
سار ماكس بخطوات واثقة نحو عمق الجحيم حيث يقبع "قلب الجحيم"

الجانب الآخر من القدر "المعجزة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن