عاد بهجت في المساء.
حيته نور ، وسألها عن صدر الدين.أخبرته إنه بغرفته يجهز أموره للسفر كي ينام باكرا.
قال بهجت:
-- لا أدري إن كان علي ان أرافقه ام اتركه يسافر لحاله؟
-- هل انت قلق؟ أليست سفرية إعتيادية؟
-- واجهتنا مشكلة في تسليم الطلبية ولست أدري مالذي سيواجهه هناك !
-- أنتَ تخيفني على ولدي..إن كنت ترى إن الموضوع خطير فالأفضل ان ترافقه .
-- ألستِ واثقة بولدكِ؟
-- بل أثق به وبجدارته..لكني أم وهو ابني الوحيد !
-- وأنا أبوه. واريده ان يتعلم حل المشكلات أيا كان نوعها..عليه الاعتماد على نفسه والثقة بها !
قالت بقلبٍ معصور :
-- لكنه سيكون في الغربة بمفرده وسط تلك المشكلات ! كيف لقلبي ان يطمئن؟
ونزل صدر الدين وسمع حديث أمه الأخير ،فألقى التحية عليهما ، وقال لأمه بعد ان جلس : ليطمئن قليك يا أمي.. فلست ذاهباً للحرب .
-- الحرب ستكون بقلبي حتى تعود !
تناول كفها وقبله وقال وهو يبتسم : فديت قلبك الذهب !
وسأله بهجت :
-- هل جهزتَ اوراقك ؟ هل حجزت على اول طائرة؟
-- أجل ابي..ستقلع الطائرة في الخامسة والنصف صباحاً.
وقالت نور : إذا عليكَ ان تنام باكراً جداً حبيبي..هل أطلب أن يقدموا العشاء الآن؟
فأجاب بالموافقة.
..........................................................
كانت سمراء منشغلة بأعداد وجبة العشاء لعائلتها ، وكانت تعمل بسرعة ، وهي تفكر بموضوع ذهابها للقاء صدر الدين في المرسم.
كانت تتسآل عن ما الذي يود التحدث به معها. وهل سيعاملها ببراءة كما عهدته؟ أم أنه ينوي ان يتصرف على نحو آخر معها إن ذهبت لرؤيته هناك؟!
وبينما هي سارحة بأفكارها ، جاءتها أختها زهراء وقالت : --الطعام يحترق..أم هو قلبكِ الذي يحترق ؟
وراحت تضحك.
أنتبهت سمراء لما بيدها وأبعدته عن النار وقالت بأرتباك : كم أنتِ تافهة !
فيما استمرت زهراء بالضحك وقالت :
-- وأخيرا جاء من يجعلكِ تسرحين وتنسين نفسكِ !
-- ماذا تقصدين؟!
-- قصدي أن صدر الدين ..أستطاع أن يخرج الانثى المختبئة بداخلكِ !
-- كفاكِ اتهاماً وشكوكاً ..أنتي وحوراء تلتقيان به أكثر مني..هل شككت بكما أو قلت شيئاً عنكما؟!دخلت حوراء وشاركت بالنقاش قائلة :
-- صحيح إننا نلتقي به أكثر منكِ..لكننا لم نسرح ولم نتوتر او نرتبك حين يذكر أسمه!
-- هذا لأني لم اعتد على وجود رجل بحياتي غير والدي..وكما تعلمان انا لست إجتماعية او لبقة مثلكما !
-- صحيح ..انتِ بحاجة لتعلم الجرأءة واللباقة لتكون شخصيتكِ قوية..لأن الشخصية الضعيفة مهددة بالاستغلال والخداع !
ورغم ان كلام حوراء قد جرح مشاعرها ، إلا إنها أكتفت بالتنهد و قالت : نعم معكِ حق !
.......................................................
انتهى صدر الدين من تناول عشاؤه وأستاذن من والديه ، فقالت نور : يستحسن ان تنام حالاً يا ولدي، بلكاد أن تنال قسطاً كافياً من النوم. قال : حاضر امي ..سأصعد بعد قليل لأنام.
وخرج من غرفة الطعام وتوجه نحو حديقة المنزل، منتظراً سمر.
فيما كانت هي متوترة وغير قادرة على الافلات من نظرات أختيها.
وبعد أن خلد والدها للنوم ،وصعدت اختاها لغرفتهما، قالت حوراء وهي تصعد السلم :
-- ألن تصعدي سمره؟
-- سألحق بكما بعد قليل..علي ان انهي تنظيف المطبخ.
-- يمكنك ترك ذلك للصباح فغدا الجمعة ويمكنني مساعدتك.
-- ولأن غدا الجمعة يتوجب علي ان انهي عملي الآن..كما اني لا اشعر بتعب او نعاس.
صعدت الاختان وبدأت سمراء تحاول ان تشجع نفسها للخروج والالتقاء بصدر الدين.
أنت تقرأ
الإختيار
Romanceيعود من السفر بعد سنوات ليجد إن بنات البساتي الذي يعمل لديهم قد كبرن وأصبحن جميلات ،فيقرر وضعهن تحت الإختبار ليختار واحدة منهن زوجة له، فهل سينجح الإختبار أم سيكون للقلب رأي آخر؟