الجزء الحادي عشر

633 26 9
                                    

أنتهت حوراء من عملها مبكراً وإتصلت بصهيب تخبره إنها مستعدة للقائه.
أراد القدوم وأخذها بسيارته، لكنها رفضت وأتفقا للإلتقاء بمكان معين.
وصلت للمكان المنشود، لتجده في إنتظارها، وأنشرحت أساريره لدی رؤيتها تطل عليه .
رحب بها وأجلسها أمامه. ثم قال:
ــ لِمَ لَم تقبلي إن آتي لأخذكِ؟
ــ صهيب..أنا لا أريد أن أخذل أبي وأتصرف معكَ وكأنكَ
خطيبي أو زوجي..صحيح إننا نتحدث لبعض..لكن أن
تتطور الأمور للركوب معك بسيارتك لوحدنا..فلا أستطيع
ــ لوحدنا؟! ألا تثقين بي؟
ــ ليس هذا قصدي..أقصد إنني لا أريد التمادي بعلاقتنا..
إحتراماً لوالدي .
ــ فديت الاخلاق ..أنتِ تثيرين أعجابي وأحترامي أكثر وأكثر !
إبتسمت بإمتنان .وقالت:
ــ الحمد لله..والآن سأخبرك بالمستجدات.
ــ فلنطلب شيئاً نأكله.
ــ كلا..لا أريد التأخر كثيراً..سأكتفي بشراب دافيء.
ــ لابأس..هل  أطلب كابتشينو؟
أومأت موافقة. فأستسمح من النادل للحضور أليهم وأبلغ٘ه بطلبهما.
إلتفت لحوراء وقال:
ــ إذاً..ما الأمر المستجد؟
ــ لن تصدق !
ــ تكلمي ماذا؟
ــ لقد طلب الدكتور عمر يد سمره من أبي.
ــ مستحيل! وماذا قلتم له؟
ــ أبي معجب به أكيد ..لكن سمره رفضته بشدة.
ــ الحمد لله ! أهم شيء هو قرار سمره..سيجن جنون صدر الدين إن علم بالامر !
ــ وما الفائدة؟ هي غاضبة من صدر الدين وهو الآخر يعاني من جحود والده.
ــ لهذا علينا أن نسرع بأمر زواجنا..علّ الامور تتحسن.
ــ وهل تظن إن بهجت سيتأثر بشيء.
ــ بإذن الله سيتأثر.. سأكلم والدي هذا اليوم .
ــ بهذه السرعة؟
ــ مامن داعِ للتأجيل.
ــ كما تری..إن شاء الله خير.
ــ إن شاء الله.
..........................................................
في المساء..
كان صدر الدين يعتزم الذهاب لسالم وطلب يد سمراء منه ووضعها أمام الأمر الواقع.
لكن ماحدث..غير مجری الأمور.. فقد بعث بهجت بطلب سالم.
وجاء سالم لرؤية مايريد منه بهجت ، وبالوقت الذي دخل فيه المنزل وسار بإتجاه الغرفة بعد أن سلم علی نور وإستأذنها .كان صدر الدين يهم بالذهاب إليه ، وتفاجأ لرؤيته يدخل غرفة مكتب والده.
فجلس قرب  مه تسآل:
ــ لماذا أتی العم سالم ؟
ــ أبوك بعث بطلبه.
ــ بعث بطلبه؟! فليستر الله !
ــ ولدي الحبيب.. أبوك قال أنه من المستحسن أن تذهب
هذا المساء للبصرة وأتمام عملك..وأنا أيضاً أری إنه من الأفضل لك الذهاب الآن بدل أن تستيقظ الفجر.
ــ أمي..لدي ما أفعله قبل ذهابي.
ــ وماهو ؟
ــ سأكلم العم سالم وأطلب منه سمره.
ــ ياولدي..ليس الوقت مناسباً الآن..فالبنت لاتزال تحتاج لبعض الوقت..كما إن لديكَ عمل ولن تلحق .
ــ أبي يحاول إبعادي ..والان يبعث بطلب سالم..لابد إنه يخطط لشيء! سأنتظر خروج العم واكلمه.
.......................
أما في مكتب بهجت ، فقد جلس سالم متوتراً بأنتظار كلام بهجت الذي قد سيجارة له لكنه شكره قال إنه لايدخن. بدأ بإشعال سيجارته الباهضة الثمن.
سحب نفساً ثم أطلقه من فمه .بعدها قال:
ــ إذا ..فلندخل بصلب الموضوع..تعرف إني لا أحب المماطلة في الأمور.
ــ أنا بالخدمة سيد بهجت..إن شاء الله خير.
ــ بصراحة لا أری خيراً بالموضوع.
ــ لماذا ؟ أهناك سوءاً ماحدث؟!
ــ أبو حوراء..أظنكَ تعرف كل شيءوتعرف مالذي أريد
قوله.
ــ بصراحة ..لست متأكداً ..قل ماعندكَ سيد بهجت
فأنا أصغي إليك.
ــ لاتغشّم نفسك يا رجل..فكلانا يعرف ماحدث
تنفس سالم الصعداء وقال بإنزعاج:
ــ سيد بهجت.. قلت إنك لاتحب المماطلة في الكلام..
فأرجوك أخبرني إن كان هناك أمر .
ــ يا أستاذ سالم..لا أظنكَ تجهل إن صدر الدين يريد الزواج بأبنتك سمره.
ــ أهذا هو الأمر؟
ــ طبعاً وهل من أمر غيره يثير الجدل بيننا؟!
ــ ولماذا الجدل سيد بهجت؟ أبنك يريد أبنتي نعم..لكن
لم يطلبها مني بعد..أتعرف شيئاً لا أعرفه ؟ أحدثت مشكلة بينهما؟
ــ أنا لا أعرف مابينهما..ما أعرفه إن الولد يتصرف معي بعناد بسببكم !
ــ بسببنا؟!
ــ طبعاً..أليست أبنتك من أغرته وجعلته يصر علی الزواج بها ويتحداني؟!
ــ ولما يتحداك كفی الله الشر؟ أساساً سمره ترفض الزواج.
ــ ترفض الزواج ؟ ولماذا إذاً هو متمسك بها لهذه الدرجة؟ إن لم تكن قد أغرته و..
قاطعه سالم بحدة بعد أن رأی تماديه وإنفعاله عليه فقال:
ــ ليست من أخلاق سمره أن تغري الرجال ! إنها أصلاً
لا تتقرب منهم !
ــ فيما عدا صدر الدين ! فهو هدف سهل وجيد بالنسبة لها !
ــ أرجوك سيد بهجت.. إسلوبكَ معي غير مقبول..أنت تهينني وتهين أبنتي !
ــ هي من أهانت نفسها بتقربها لصدر الدين !
ــ أنت تطعن بتربيتي لبناتي..سمرة لا تفعل ذلك..وإن كان إبنكَ يرغب بها وأنت تستكنف منها فهذه المشكلة بينك وبينه..لكن كل ما أقوله لك..إن سمره رفضت الزواج بصدر الدين..وهي الآن مخطوبة للدكتور عمر !
إزدرأ بهجت ريقه لشعوره بالإحراج ، وقال:
ــ هي رفضت صدر الدين؟!
ــ نعم وإسأله إن كنت لاتصدق !
ــ لكنه لم يطلبها منك بعد..أليس كذلك؟
ــ عرض الموضوع بشكل غير مباشر.
ــ أهاا..وأنتم رفضتم ! أليس غريباً أن ترفضوا صدر الدين؟
ــ ومالغريب بالامر؟ الزواج نفسيات واختيارات.
ــ ليس هذا ما فهمته من موقف صدر الدين..فهو يعارضني ويعاندني بشدة ويصر علی الزواج بها ..لابد
إن أبنتكَ قد سيطرت علی عقله وجعلته لايری غيرها..
فهي كانت كثيرة التواجد هنا بالفترة الأخيرة !
ــ سيد بهجت ..قلت إن سمره مخطوبة..فرجاءا توقف
عن أتهامها بتوريط صدر الدين.
ــ هه! قد تكون خطبتها مجرد فخ آخر لتوقعوا به
ليصر علی عصياني!
ــ ياااه ! لم أكن أتصور أن يأتي يوم وأسمع منك هكذا كلام بحقنا ! ولا كأننا تربينا كعائلة واحدة!
ــ لسنا عائلة واحدة..ومايحدث الآن هو بسبب أبنتك
فأذهب وأخبرها أن لا تتواصل مع صدر الدين أبداً..
ولاتحلم بالزواج منه.. ماحييت !
لاحت دمعةً طرف عينّي سالم لكنه تماسك وقال:
ــ أطمئن ..لن يتواصل أحد مع أبنك ..سنقطع أي أثر لنا..
لأجل راحتك ورضاك..سيد بهجت !
وغادر منفعلاً.
خرج من الغرفة وهو مغتم، وشاهده صدر الدين يهم بالخروج من المنزل، فإستوقفه قائلاً:
ــ عم سالم..هل تسمح لي ببعض ٍ من وقتك؟
نظر إليه سالم بغضب وشفقة بذات الوقت وقال:
ــ أعتذر منك َ..لا كلام بيننا بعد الآن..وإن كان بخصوص سمره..فسمره قد تمت خطبتها لعمر..فأرجوك أتركنا بحالنا بعيداً عن مشاكلك مع والدكَ ..بالإذن.
وغادر  تاركاً صدر الدين بصدمته .
ظل يقف متحجراً فجاءت نور وربتت علی كتفه وقالت:
ــ كل شيء بالقسمة والنصيب حبيبي..لعلها لم تُكتب لكَ!
إلتفت بعينين حمراوين وقال بإنفعال:
ــ سمره لن تكون لغيري..وعلی بهجت أن يفهم ذلك ويرضی به !
ــ صدر الدين ! كيف تقول بهجت هكذا؟ إنه أباك !
ــ إنه أب بلا مشاعر ! أب لايريد لإبنه السعادة..كل همه
المال والجاه والصيت ! لن أتراجع وسأنفذ ما أردت فعله..وسأطلب سمره من والدها.
ــ والدها طلب منك أن تتركهم وشأنهم للتو! وأخبرك إنها ستكون لغيرك !
ــ لن تكون لغيري..إلا علی جثتي !
خرج بهجت من غرفة مكتبه وقد سمع كل شيء، وقال:
ــ وعلی جثتي أن تتزوج سمره! كفاك ضعفاً وغباءاً !
أنظر كيف أهانوك..أنتَ تصر عليها وهي ترفضكَ وترضی بالزواج من غيرك !
ــ هذا كله بسببك ! لقد علموا برفضك والآن لابد إنكَ أهنتهم بما فيه الكفاية !
ــ هذا أقل مايستحقون! هذا جزاء من ينظر للأعلی..
تنكسر رقبته !
بعدها سار بإنفعال نحو غرفة نومه ودلف واغلق الباب بعنف.
فيما ظل صدر الدين وأمه تائهين..ثم قال صدر الدين
يحدث نفسه بصوت مسموع:
ــ مستحيل ! سمرة لن ترفضني..ولن تقبل برجل غيري !
ــ أهدأ حبيبي..إصعد لغرفتك لترتاح الآن..ستحل بإذن الله.
ــ لا..سأخرج قليلاً..فأنا أشعر بالإختناق .
ــ ياولدي لاتؤلم قلبي هكذا عليك !
ــ كلا أمي..سأكون بخير..مجرد شعور وسيمضي..سأتصل بصهيب ليلتقيني وسأرتاح بالتأكيد.
ــ حسناً أبني..أهتم بنفسكَ لأجلي.
ــ حاضر أمي.
وخرج من المنزل وهو يشعر إن الكون قد أظلم بعينيه.
وأستقل سيارته وأتصل بصهيب.
.....................
خرج بهجت من غرفته وقال لنور:
ــ أين ذهب المحروس؟ أليس عليه الذهاب للبصرة الآن؟
ثارت حفيظة نور وغضبها وقالت:
ــ أرحم الولد قليلاً ! تكسِر قلبه وتريد أن تسخره للعمل
بمزاجك؟ أنا لن أسمح له بالذهاب وهو بهذه الحالة !
ــ ياسلام ! أنتِ الأخری تماديتِ بتصرفاتكِ معي !
ــ وسأتمادی أكثر إن أتعبت أبني أكثر !
قالت كلماتها وأسرعت بأتجاه غرفة الضيوف وأقفلت بابها بقوة.
....................................................
عاد سالم لمنزله منكسر الخاطر، غير مصدقٍ إن بهجت ممكن أن يعامله بإحتقار هكذا.
جلس ببهو المنزل كسيراً مهموماً يعتصره الألم والحزن علی العشرة التي هانت.
رأته أبنته زهراء فأحست بسوء حالته وسألته:
ــ أبي..أأنتَ بخير؟
رفع رأسه أليها وأجاب:
ــ أنا بخير يا أبنتي..أشعر بتوعكٍ فحسب.
ــ هل أجلب لكَ شيئاً ساخناً تشربه؟
ــ كلا ..نادي لي أختك حوراء .
وذهبت لمناداة أختها، فإنضمت لهما حوراء وقد أقلقها
منظر أبيها الحزين. فتسآلت بقلق:
ــ نعم أبي..أتحتاج لشيء؟
ــ هل سمره مستيقظة؟
ــ نعم ..لازلت مستيقظة.
ــ أخبريها إنني سأتصل بعمر وأخبره بموافقتنا علی زواجه بها .
ــ ماذا؟ لكن.. سمره لاتريده..أقصد لاتريد الزواج.
ــ هذا قراري ولن أتراجع !
ــ أبي ! معقول أنتَ من يتحدث هكذا؟ كيف تجبر سمره ملاكك.. علی هكذا أمر؟!
ــ ملاكي؟! ملاكي تسببت بمشكلة بيننا وبين أرباب عملنا..تعرضت للإهانة والتسقيط بسببها !
ــ مالذي تقصده أبي؟ من يجرؤ علی أهانتكَ؟!
ــ بهجت يجرؤ !
ــ أكنت عنده؟ ماذا قال؟ ماذا فعل لكَ؟
ــ لاشيء يهم الآن..سوی رد الإعتبار..ورد الأعتبار سيُرد
بزواج سمره من عمر !
كانت سمره تقف بأعلی الدرج وتستمع لهم ، لكنها لم تتفوه بشيء..بل عادت ادراجها لسريرها وجلست تحملق للفراغ أمامها بشرود.
ذهب بعدها سالم لغرفته ،بعد أن أكد علی حوراء أن تخبر سمره بقراره.
دخلت حوراء تتبعها زهراء، لغرفتهن ، بخطواتٍ متوترة.
وجلستا قبالة سمره التي كانت متجمدة بجلستها.
قالت حوراء بعد صراع وتردد:
ــ أ...سمره...
قاطعتها سمره فجأة وقالت:
ــ أنا موافقة !
ــ ماذا؟
ــ موافقة علی الزواج من عمر ..كل شيء إلا زعل والدي.
وتسطحت بفراشها ودثرت نفسها وأغمضت عينيها .
تبادلت الأختان النظرات بينهما وأحستا إن سمره تكابد أمراً عسيراً..فقالت حوراء تحدثها:
ــ عزيزتي سمره..يمكنكِ أن ترفضي.. لا أحد يجبرك علی ما لاتريدين.
وقالت زهراء :
ــ لن نترك بهجت الظالم وكلامه يؤثر بكِ وبأبينا !
نطقت سمره دون أن تدير وجهها لهما وقالت:
ــ من فضلكما..أريد أن أنام..فغداً عليّ تجهيز نفسي للقاءِ بخطيبي عمر.
...................................................
جاء صهيب للإلتقاء بصديقه المنهار.
جلسا بأحد الأركان المنعزلة من الكافتريا. وكانت حالة صدر الدين سيئة وواضح عليه القهر والأسی.
قال صهيب:
ــ مابك َصديقي؟ وكأنكَ محمل بغيض الدنيا وستنفجر
بأي لحظة !
ــ أنا فعلاً سأنفجر صهيب..سمره ستذهب من بين يديّ!
ــ هون عليكَ عزيزي..سمره لكَ ولن تكون لغيركَ.
ــ أبوها قال أن عمر خطبها وهي وافقت..أتصدق؟
ــ كلا لا أصدق..أنا أعلم بأمر عمر..أخبرتني حوراء هذا اليوم.
ــ تعلم؟ ولمِ لم تخبرني؟
ــ ياعزيزي الأمر ليس مقلقاً كما تتصور..عمر طلب يدها وهي رفضت .
ــ لكن العم سالم يقول أنها وافقت؟ قد تكون وافقت الآن بعد أن علمت بموقف أبي .
ــ لا أظن..ربما العم سالم يقول ذلك لانه يريدك  أن تبتعد عنها بسبب موقف والدكَ.
ــ والله لا أستبعد ذلك.. فقبل قليل تكل معه ويبدو إنه أثار غضبه وحزنه.
ــ لاتقل إنه تجاوز عليه أو أهانه؟
ــ لا أدري..لكن والدي يفعلها..فهو أصبح جاحداً جداً !
ــ أووف..أخشی إن العم سالم سيشعر بالأهانة ويجبر سمره علی قبول الزواج من عمر.
ــ وإن حدث فلن أسكت!
ــ وماذا ستفعل؟
ــ سمره لن تكون لغيري..إلا وأنا جثة هامدة..إن حدث هذا..سأقتلها أو أقتل نفسي !
ــ ماهذا الهراء الذي تتحدث به؟! لقد أصبحت مجنوناً حقاْ!
ــ لن أحتمل فكرة أن يلمسها رجل غيري..سأجن بالفعل!
ــ يااه..حالتكَ يرثی لها حقاً..أصبر وحكّم عقلكَ يارجل..
لقدكلمت والدي بخصوص حوراء وسنذهب غداً لنكلم سالم..وقد تحدث بعدها تغييرات بمسار الأمور..فلا تيأس هكذا !
مسح صدر الدين وجهه بكفه في محاولةٍ لتخفيف النار التي تتقد بداخله.ثم قال:
ــ أبعث لحوراء وأسألها عن وضع العم سالم الآن بعد أن كلمه والدي.
ــ حسناً.
وبعث صهيب برسائل لحوراء وسألها عن آخر تطورات الأمور. فأخبرته بقرار والدها الجديد وقرار سمراء أيضاً.
حاول كتم صدمته عن صديقه، لكن الأخير أحس بتغير ملامحه فقال:
ــ ماذا؟ مالذي أخبرتكَ به؟ تكلم !
إزدرق صهيب ريقه ثم قال:
ــ ليس هناك ما يقلق..قالت إن والدها بدا منزعجاً وخلد للنوم.
ــ أمتأكد؟ لاتراوغ معي!
ــ لست أراوغ صديقي..علی العموم سنأمل تغيراً بمجری الأمور بعد أن أتقدم لخطبة حوراء.
ــ ومالذي يمكنه أن يتغير؟ والدي؟!
ــ كل شيء جائز..فقط قل يا الله.
ــ يا الله !
..........................................................
في اليوم التالي..
إتصل سالم بعمر وأبلغه بموافقته علی طلبه ليدسمراء.
فكان عمراً سعيداً بذلك وقرر زيارتهم والإتفاق معهم.
ومن جهة أخری فإن صهيب جاء للتحدث مع سالم حول حوراء.
وسار بينهما حديث حول الكثير من الأمور. منها إن صهيب أعترفَ له بأنه معجب بحوراء وبأخلاقها، وإن والده سعيد بإختياره لزوجة المستقبل ولم يعارض.
وإنتهی الحديث بالموافقة علی الخطوبة بعد أن علم سالم بموافقة أبنته ورغبتها بالزواج.
وكانت سعادتها وسعادة صهيب كبيرة إلا أنهما يشعران بالغصة لأجل صدر الدين وسمراء.
............................................................
وفي المساء ..حضر عمر ومعه والدته.
وكان صدر الدين يراهما وهما يسيران نحو منزل سالم.
فخفق قلبه بعنف وإضطرب كيانه وإتصل بصهيب.
وطلب منه أن يستفهم من حوراء عن سبب زيارة عمر ووالدته لهم. وهنا كان لابد لصهيب من الأعتراف لصديقه فقال له:
ــ مامن داعي لأسأل حوراء..سمره وابوها وافقا علی عمر.
ــ مالذي تقوله؟! سمره مستحيل توافق! هي تحبني أنا!
ــ صدر الدين إهدأ أرجوك ولا تنقهر..كل شيء وله حل..
فقط إصبر.
ــ أصبر؟! أصبر حتی تذهب سمره من يدي؟ سأذهب لأوقفهم الآن !
ــ لاتتهور يارجل! ستتسبب بالمشاكل والفضائح لهم وسيكرهونك صدقني !
ــ وهل أبقی أتفرج هكذا؟
ــ صدر الدين.. أستعن بالله وإذهب للبصرة لتنهي أعمالكم
وعند عودتك ستجد ألأمور قد هدأت وسمره ستشتاق لكَ وتشعر بالندم وسترفض الزواج بغيرك صدقني !
ــ أتعتقد ذلك؟
ــ بل متأكد..دامها تبادلك الحب ..فسينتصر هذا الحب !
ــ حسناً..سأذهب الفجر للبصرة..سأحاول أن أبتعد قليلاً لأفكر بشكل أفضل..فأنا مشوش وأعتقد إني مقبل علی إرتكاب جريمةٍ!
ــ توكل علی الله وابعد هذه الأفكار الشيطانية عن رأسك..وبإذن الله خير.
أغلق صدر الدين الخط..وقرر الإستسلام مؤقتاً لضغط والده بالسفر لإنهاء العمل..هرباً من أفكار القتل الذي بدأت تنتاب عقله.
........................................................
أنتظروا الجزء القادم والأخير بأحداثه المشوقة والمميزة.

الإختيارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن