الجزء الثامن

617 32 3
                                    

أسرعت بخطاها نحو غرفتها بالاعلی ، محاولة التهرب من أستجواب أختيها.
اغلقت باب الغرفة وارتمت بأحضان سريرها وأجهشت بالبكاء.
..............................................................
سمعت نور صوت تحطم الأشياء،فأصابها الذعروأسرعت
لتری الأمر. ذهبت وطرقت باب المرسم ، لكنها لم تتلق رداً ففتحت الباب لتدلف وتجد إن صدر الدين قد بعثر الأشياء من حوله وجلس يتنفس الصعداء محوطاً رأسه بيديه.
إقتربت منه وهي تتسآل :
ــ مالذي حدث؟ مابكَ ياولدي؟ واين سمره؟
رفع رأسه ونظر لأمه بعيون لامعة وقال:
ــ سمره كرهتني..لقد كسَرتُ قلبها دون أن أدري !
ــ كسرتَ قلبها! كيف؟
ــ لقد علِمتْ إني كنت أضعها وأختيها تحت الأختبار.
ــ لكنكَ أخترتها هي ولم تستمر بالإختبار.
ــ لن تفهم ذلك بسهولة..هي تری إني كنت أتلاعب بها دون أن أحسّب ماقد تكون مشاعرها نحوي.
تنهدت نور وأحتظنته بذراعيها وقالت :
ــ معها حق بهذا.. إعذرها ياولدي ..لكن كن متأكداً من إنها عاجلاً أم آجلاً ستفهم وستعود إليك دامها تحبك.
ثم طلبت منه الصعود لغرفته ليرتاح .
فنهض وسار بخطوات متثاقلة وصعد لغرفته.
ووقفت نور تنظر للفوضی التي أحدثها  إبنها بالمرسم
فنادت علی أحدی العاملات وطلبت منها أن ترتب المكان.
.............................................
لم تدرك حوراء وزهراء إن أختهما قد عادت من عند صدر الدين، فإستغربتا تأخرها وبدأتا بالقلق عليها .
قالت حوراء:
ــ  لقد تأخرت سمره.. أيعقل أنها مستمتعة بالحديث معه
هكذا؟
ــ ولمَ لا تكون كذلك؟ أليس هو حبيب القلب ؟
وراحت تضحك. فقالت حوراء:
ـــ لكنها لن تكون علی بعضها معه وتعرفين كم هي خجولة وتتلعثم بالكلام ..كما إنها لا تريد أن يشعر والدي بلقائهما..و الجو ممطر وتعلم إن والدنا سيفتقد وجودها.
ــ معك حق..وماذا تقترحين؟
ــ لا أدري..من غير اللائق أن نذهب و نتطفل عليهما.
ــ لمَ لا تتصلي بها  ؟
ــ لقد تركت هاتفها هنا..هل أتصل بصدر الدين؟
ــ أجل أتصلي.
وأتصلت حوراء بصدر الدين.
.......................................................
كان قد إرتمی فوق سريره وهو ينظر لسقف غرفته بشرود. عندما رن هاتفه.
ألتقطه ونظر لشاشته .فجلس بتملل ظناً إن حوراء
علمت بحال أختها وأتصلت لتعاتبه.
أجابها:
ــ نعم.
ــ اهلا صدر الدين..أ..أردت فقط أن أعلم إن كانت سمره لاتزال معك؟
ــ لقد غادرت قبيل نصف ساعة تقريباً.
ــ أحقاً؟ لم نرها تدخل المنزل.
أنزل قدميه من السرير بإنفعال وقال بتوجس:
ــ كيف؟ اين ذهبت إذاً؟ الجو ممطر ..أين ممكن أن تكون؟
ــ سنری إن كانت قد عادت وصعدت لغرفتنا.
ــ أرجوكِ أسرعي وانظري..وإتصلي بي لتطمئنيني.
ــ حاضر.
وأغلقت الخط وقالت لزهراء:
ــ يقول إنها عادت منذ نصف ساعة تقريباً..إذهبي لتری إن كانت فوق.
إسرعت زهراء ووجدت إن سمره تغط بالنوم .
إقتربت منها لتری إن هناك دموع لاتزال تبلل وجهها
ووسادتها. فعادت تقو لحوراء:
ــ إنها تنام بسريرها.
ــ ماذا؟ هل لحقت أن تنام؟
نزلت زهراء ووقفت قرب أختها وتنهدت ثم قالت :
ــ أظنها نامت بعد بكاء طويل!
ــ أحقاً؟ لابد إن الامور لم تسر علی مايرام بينهما..فحتی هو كانت نبرته مقلقة.
ــ أتعتقدين إنه ضايقها أو تحرش بها؟
ــ لا أظن.. أظن إن المشكلة بسببنا..لابد إنها سمعت حديثنا وتجادلت معه.
ــ إتصلي به لتتأكدي.
ــ كلا ..سأتجاهله حتی يتصل هو لنری مدی قلقه عليها.
وما أن قالت كلماتها حتی رن هاتفها وكان صدر الدين.
قال:
ــ هاا؟ هل وجدتِها؟
ــ إنها بسريرها..لم نشعر  بعودتها..لابد إنها لم تشأ إن نراها.. أحدث شيء بينكما؟
ــ لاتقلقي..لم أمسسها بسوء..مجرد سوء تفاهم بسيط.
ــ حسناً..خذ راحتك إذاً.
ــ راحتي أخذتها سمره !
أغلق الخط وتنهد بحسرة.
.............................................................
قالت حوراء:
ــ أخشی أن الامور بينهما متعقدة جداً..فهو يبدو محبطاً.
ــ سنعرف ماحدث من سمراء .
ــ إن شاء الله.
....................................................،....
إتصل صهيب بصدر الدين ، فأجابه بإمتعاض :
ــ أهلا سيد صهيب !
ــ سيد صهيب؟! ماهذه النبرة الجديدة ؟
ــ هذه نبرة أستياء وزعل يا صديقي !
ــ ماعاش الذي يزعلك.
ــ كيف تخبر حوراء بأمر الأختبار؟ ألم تفكر بالعواقب؟
ــ أهاا..هذا سبب زعلك وأستيائك إذاً؟
ــ اتعرف ماحصل بسبب ثرثتك؟
ــ أرجو ألا أكون قد خربت الدنيا.
ــ لقد خربت أم الدنيا ! سمره علمت بذلك وكانت منهارة..
وكرهتني تماماً ..لقد صرت بنظرها مجرد شخص لعوب ولا أبالي بمشاعرها.
ــ ألم تشرح لها إنكَ لم تنفذ الاختيار أصلا ؟
ــ كانت غاضبةً ومنهارةً ولم تتفهم موقفي.
ــ أنا حقاً آسف صديقي..لكن لاعليكَ..مثلما أفسدتُ الأمر عليكما .. سأعمل علی إصلاحه..برد قلبك عزيزي  سأمر عليكَ هذا المساء لنخرج ونتحدث.
ــ حسناً.
.........................................................
حل المساء والأختان بأنتظار أن تصحو سمراء لتحكي لهما ماحدث بينها وبين صدر الدين. لكنها لم تصح ُ
رغم مرور الكثير من الوقت علی نومها.فبدأتا بالقلق،
وكان والدهن هو الآخر يتسآل عنها وعن سبب نومها الطويل.
فقررت حوراء أن تذهب لتوقظها وتعرف مابها.فيما طلبت من زهراء أن تنتبه للطعام علی النار.
وصعدت لتدلف الغرفة وتقترب من سرير سمراء.
فتجدها نائمة بعمق.
جلست بجانبها وأبعدت خصلات الشعر عن وجهها وهي تقول:
ــ حبيبتي سمره..كفاكِ نوماً..لقد حل المساء.. قومي لتتعشي فأنتِ لم تتغدي حتی !
لم تجد حوراء إستجابة من أختها فهزتها وربتت علی وجنتها ومامن إستجابة أيضاً.
فزعت وهي تقلبها من كتفها..حيث بدت كالفاقدة لوعيها.
هزتها بقوة وما من إستجابة، فصرخت بإسمها وأسرعت تنادي والدها .
جاء الأب يركض بهلع لسماعه صرختها، وخلفه تسرع زهراء.
قالت حوراء ما أن وصل:
ــ سمره لا تتحرك ولا تستجيب !
حوط سالم وجه سمراء بكفيه وراح يكلمها ثم ربت علی خديها ومامن إستجابة. فتسآل بإنفعال:
ــ مابها؟ مالذي أصابها؟ منذ متی وهي نائمة؟
ــ لقد نامت قبل ساعات.
ــ هل كانت تشكو من شيء؟
ــ كلا أبتي..كانت فقط..تشعر ..بضيق.
ــ ولماذا تشعر بضيق؟ هل تشارجتما معها؟
فتدخلت زهراء لتفادي أسألته:
ــ أبي..فلنسرع بأخذها للطبيب او إتصل به ليأتي سريعاً.
ــ سأتصل به..فلا طاقة لي بالحراك..يارب سلمها!
وراحت الأختان تنظران لبعض بعيون باكية.
..................................
إتصل سالم بالطبيب وكان أحد أقربائهم.
فجاء سريعاً ووصل بعد أقل من نصف ساعة.
وكان صهيب قد مر علی صدر الدين ليخرجا لأحد المطاعم ،فإلتقيا بالطبيب قبل خروجهما، وسأله صدر الدين بعد السلام:
ــ أهناك خطب ما دكتور؟ هل العم سالم بخير؟
ــ إنه بخير..لكن إحدی بناته تحتاج للمعاينة..يبدو إنها فاقدة لوعيها.
ــ أي واحدة منهم؟
ــ لا أعرف بعد بصراحة.. إسمح لي لألحق بالمريضة.
تجمد صدر الدين بمكانه للحظات، ثم قال:
ــ لابد إنها سمرة! سأدخل لأری.
أمسك به صهيب ومنعه قائلاً:
ــ توقف..لا أنصحك بذلك..ماذا لو أنهارت من جديد لدی رؤيتك؟ ماذا ستخبر والدها؟ فلنذهب ياصاحبي..سنطمأن عليها من حوراء..هيا فلنذهب.
زفر صدر الدين الهواء من صدره بإنفعال وإستسلم للأمر
وخرج مع صهيب..تاركاً قلبه عند سمراء.
...................................................
عاينها الطبيب وقام ببضع حركات لها وفتح عينيها ونظر فيهما ، فشّخص حالتها بأنها فقدان للوعي بسبب صدمة نفسية عنيفة أو أرهاق كبير.
فإستغرب سالم، لأنه يعلم إن إبنته لم تتكبد أي أرهاق جسدي في الآونة الأخيرة.
وراحت الأختان تتبادلان النظرات بإرتباك وتوتر.
طمأنهم الطبيب إنها ستصحو لامحالة..هي فقط تستجيب لنداء الدماغ بأن يستريح من الضغط الذي تعرض له، وأخبرهم إن الحقنة التي أعطاها لها ستحسن من حالتها.
بعدها غادر الطبيب، وظل الأب مشدوهاً غير مصدق
إن ملاكه ،كما يسميها، قد تتعرض لمثل هذه الحالة.
وإلتفت لبنتاه الأخريين وقال:
ــ إن كنتما تعلمان شيئاً عن حالة أختكما فأخبراني ليطمئن قلبي..ولاتخافا من ردة فعلي أبداً.
تنهدت حوراء وقالت:
ــ أبي..سنخبرك بكل شيء ..لكن أرجو ألا تغير فكرتك
عنا وبالأخص عن سمره.
ــ تحدثي!
ــ لنذهب ونتحدث تحت..وستبقی زهراء قربها.
ـ حسناً.
وسار خارج الغرفة بأتجاه الطابق الاسفل، تتبعه حوراء.
......................................
وصل الصديقان لمكانهم المنشود. جلس صدر الدين بتوتر وقال:
ــ كان يجب أن أبقی وأعرف بنفسي..كان عليّ أن أری
إن كانوا بحاجتي.
ــ صدقني لن يحتاجوا لوجودك بالوقت الراهن.
ــ لكن تذكر ..إن هذا بسببك !
ــ أعلم إني أخطأت بثرثرتي..لكن صدقني لم أكن أظن
إن الأمر بهذا التعقيد بالنسبة للفتيات.
ــ إنها سمره..وليست أي فتاة !
ــ أرجوك إقبل إعتذاري..وأعدك إني سأصلح الأمور.
ــ لابأس..المهم أن أطمئن عليها الآن..سأتصل بحوراء.
ــ تمهل قليلاً فلربما لازال الطبيب ووالدها قربها.
ــ تباً!
وراح يعصر بجبهته بقلق. فتحمحم صهيب وقال:
ــ حممم..هل نطلب الطعام الآن؟
جدحه صدر الدين بنظرة  وقال وهو يتنهد بيأس:
ــ إطلب ..لا أريد أن أعاقبك بالجوع..تستحق عقاباً أكبر!
ــ عادي..أقبل أي نوع من العقوبات إلا التجويع.
هز صدر الدين رأسه بقلة حيلة. بعدها أشار صهيب للنادل بأن يحضر ليأتيهما بالطعام.
......................................................
أخبرت حوراء أبيها بأمر صدر الدين ورغبته بالزواج من سمره، وأخبرته كيف إن صدر الدين كان ينوي إختبارهن جميعاً .
فقال سالم:
ــ أتعنين إن ماحدث لسمره الآن بسبب صدر الدين؟
ــ كلا أبي..أنا لا أعلم ماحدث معها..قد تكون تعبت لسبب آخر..او حتی من دون سبب.
ــ لاحول ولاقوة إلا بالله..المهم الآن هو سلامتها.
ــ أجل أبي.. سننتظر لحين أن تفيق وتخبرنا بنفسها.
ــ بإذن الله خير.
ــ لكن يا أبي..لاتجعلها تشعر بأنك تعلم كل شيء..فسمره
كانت تخجل كثيراً ولاتخبرنا بشيء إلا بعد إلحاح كبير.
ــ أفهم يا أبنتي..ستجعلينها تخبرك سبب تعبها..وستخبرينني دون علمها..فقط لأطمأن وأعرف كيف أتصرف .
وقاطعهما رنين هاتف حوراء.
فإلتقطته  ونظرت لشاشته لتجد إسم صدر الدين.
نظرت لوالدها بإرتباك، فقال:
ــ أجيبي..لنری ماذا يقول..إفتحي صوت المكبر.
وأجابت حوراء :
ــ ألوو
ــ حوراء..هل سمره بخير؟!
ــ إنها بخير .
ــ ماذا يفعل الطبيب عمر عندكم؟
ــ أ..لقد تعبت سمره قليلا..و...
ــ سمره؟! الم تقولي إنها بخير؟
أشار لها والدها بما معناه أن تستفسر منه عن ماحدث.
فقالت:
ــ أخبرني أنت مالذي حدث لها؟
ــ هل حالتها سيئة؟
ــ سألتك مالذي حدث لها؟ هل تعبت بسببك؟
ــ لقد كانت منفعلة ومنهارة بسبب معرفتها بأمر الأختبار.
ــ ألم تشرح لها ...
ــ لقد شرحتُ لها..لكنها لم تتفهم الأمر..أعترف بخطأي
لكن أنا فعلاً أحببتها قبل أن أبدأ بالأختبار اللعين !
أحست حوراء بالأحراج لسماع والدها حديث صدر الدين.
فنظرت إليه بتلبك..فأومأ لها برأسه وهو يغلق جفنيه..
أن لا بأس .
فقالت تحدث صدر الدين:
ــ حسناً..سنتحدث فيما بعد..
ــ لم تخبريني عن سمره.. أهي بخير؟ ماوضعها الآن؟
ــ أنها تنام منذ ساعات وقد طمأننا الطبيب وقال إن ذاك
رد فعل طبيعي لما قد تكون تعرضت له..وقال إنها ستتحسن وتصحو بعد ساعات.
زفر الهواء بحسرة وقال:
ــ عليّ اللعنة!
ـ حسناً وداعاً الآن.
أغلقت حوراء الخط. ونظرت لوالدها بإرتياب وقلق، لما قد تكون ردة فعله.
فتنهد هو وقال:
ــ ماذا عساي أن أقول الآن؟ الرجل يبدو قلقاً عليها بحق.. أرجو أن لاتكون الأمور بينهما قد وصلت لوضع لانحسد عليه..  ساعدني يالله !
...........................................................
عاد بعدها صدر الدين لمنزله، وتوقف أمام منزل البستاني وبناته. أحس برغبة عارمة للتقدم والدخول لرؤية سمرائه. لكنه تماسك وواصل طريقه لداخل منزله .
ألقی التحية علی أمه، وأستأذنها للذهاب لغرفته.
فلاحظت حزنه وإنكساره، فقامت وأمسكت بذراعه وقالت:
ــ أبني حبيبي..مابكَ؟ تبدو مهموماً.
ــ لقد حدثتكِ عما جری بيني وبين سمره يا أمي.
ــ لكنكَ الآن تبدو متعباً أكثر..حالتك تؤلم قلبي.
ــ سلامة قلبكِ أمي الغالية..أنا بخير..لكني علمت إن سمره تعبت وجاؤا لها بالطبيب.
ــ يالله..لابأس عليكَ يا ولدي..ستكون بخير وستتحسن الأمور بينكما بإذن الله.
ــ إن شاءالله.
ــ هل تعشيت؟
ــ تعشيت مع صهيب.
ــ إذهب لترتاح إذاً..ولاتشغل بالكَ بشيء حبيبي.
ــ حاضر.
قبل كفها وصعد بإتجاه غرفته.
وظلت هي تتابع بحزن خطواته المتلكأة بسبب أصابة قدمه وإصابة قلبه أيضاً، حتی غاب عن نظرها.
وكانت عينا بهجت تتربصان بهما ، وهو خارج من غرفة مكتبه.
إقترب منها ووقف لجوارها وقال:
ــ مابه المحروس؟
إلتفتت بفزع نحوه وقالت بتلكأ:
ــ بهجت؟! لا شيء..ليش به شيء..يشعر بتوعك فقط.
ــ همممم..توعك..سلامته!
وسار نحو غرفته وهو يبتسم بسخرية.
........................................................
كان الطبيب عمر يتحدث لأحد رفقائه في العمل وهما يحتسيان القهوة حيث يعمل كطبيب إستشاري بأحد المستشفيات .
قال :
ــ أتعلم يا رشيد..أظنني وجدت  شريكة حياتي أخيراً.
ــ يالله! هذا خبر رائع..ومتی سنفرح بك ؟
ــ ليس الأمر بهذه البساطة..فالبنت لم تتعرف إلي بعد..
ولا أعلم إن كانت ستقبل بي.
ــ أهي من أقاربك أم لا؟
ــ تقريباً.. والدها كان صديقاً لوالدي وهو أبن خاله من الجد الرابع.
ــ ومتی ألتقيت بها؟
ــ هذا اليوم.
ــ ماذا؟! هذا اليوم..وقررت إنها تناسبك ؟
ــ لا أدري.. أنتابني شعور غريب وأنا انظر إليها..كانت كالملاك..وحتی والدها كان يدعوها بملاكه.
ــ ربما تأثرت بتسمية والدها لها بهذا.
ــ لا.. لقد شعرت بذلك منذ أن وقعت عيناي عليها.
ــ أمممم..حب من النظرة الأولی.
ــ أظن ذلك.
ــ وكيف كانت نظرتها لكَ؟
ــ قلت لكَ إنها لم ترني بعد..ألتقينا قبل بضع سنين وكانت حينها صغيرة السن..أما الآن..فقد كبرت وصارت..
ــ ملاكاً..ههههه
ــ تسخر ؟ هاا؟
ــ لا أبداً..قل لي لماذا لم تركَ هي هذا اليوم؟
ــ لأنها كانت فاقدة لوعيها..وإتصلوا بي لمعاينتها.
ــ أهاا..وقع الطبيب بحب مريضته !
ــ لديها أختان..الأكبر سناً أجمل بكثير.
ــ ماهذا؟ هل أحببتها هي الأخری؟
ــ لا ولكن أقصد لِمَ رف قلبي لتلك النائمة وليس لها؟
ــ ربما تشعر بالتعاطف معها ليس إلا.
ــ لا أدري..ربما.
ــ وماذا ستفعل بهذا الشأن؟
ــ سأمر غداً لأتابع وضعها الصحي..وسأری كيف تسير الأمور مع أحاسيسي.
ــ بالتوفيق صديقي.. وإذما قررت إنك تريدها لكَ..فلاتنس أمر صديقك المسكين.
ــ وماذا أفعل لكَ يامسكين؟
ــ قدمني لأختها الجميلة.
ــ أهاا..بسيطة..إن شاء الله خير.
ــ إن شاء الله.
.........................................................
لم يحتمل صدر الدين أكثر. فبعث برسائل لحوراء.يسألها
فيها عن حال سمراء. فكتبت له إنها لازالت نائمة.
تسطح علی سريره وأغمض عينيه محاولاً النوم للهرب من ضوضاء التفكير التي تعصف برأسه.
......................................................
كان صهيب قد قرر مفاتحة والده بشأن رغبته بالزواج بحوراء. لكنها طلبت منه تأجيل الأمر لحين الإطمئنان علی أختها ومعرفة ماقد يحدث في الايام المقبلة.
فوافقها الرأي مكرهاً.

*******************************
عذراً علی قصر البارت. وأنتظروا الأحداث المقبلة.
ممكن تصويتكم إن أعجبتكم الأحداث الحالية؟

الإختيارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن