"رؤية وجهك"
قال، وتحركت عيناي نحوه بغير استيعاب، لا أرى من الخلف الا أهدابه، وجزءً من وجههحين أستوعبت ما قاله خرجت ضحكة سُخرية مني استمرت ثوانٍ قليله الا أنها فورًا تلاشت
وقفت وتقدمت نحوه ومسكته من ذقنه بقوه وصوّبت رأسه نحوي بغضب
كنت مستعدًا للشتم، كُنت مستعدًا للكمالا أنّ
عيناه ..
التي انظُر داخلها مُباشرةً الآنأعادتني للخلف
عيناه تحمل ذكرياتي
وتعرضها كـ مقتطفاتٍ سعيدةعيناه الناعِسه
أعادتني للطفوله..
لمنزلي الذي كان معه، كان هوَاعادتني لـ ريعان الربيع،
و تفتَح قلبي كـ زهره مُرتويهحين تذكرته بحِلته البهيّه، مرتديًا زيًا مدرسيّ كما أرتدي، احمله على ظهري واركض به ضاحكين على الساحِل
تذكرت ابتسامته المُتألمه، وانا أمسك يداه بكلتا يداي، أحتضنها بكفوفي.. وهوَ على سرير الطوارئ
تذكرت ملاحقتنا لجدته في المطبخ أثناء تحضير الطعام لـ نتعلم وكأننا سـ نُحضّر الطعام في الغد
و تضحيتنا بالقطعة الاخيره من الطعام اضعها على طبقه مُبتسمًا، ويحملها يضعها على طبقي بعبوس، ونتشاجر بصمت هكذا طوال الليل، حتى في النهايه تقسمها جدته لنا قطعتان لنأكلها كِلاناتذكرت وجهه المجروح، جسده المُتقرّح، وعيناي الباكيه لأجله.. وابتسامته القَلِقه عليّ
نَزَلت عيناي ببطئ.. رغم أني وددت أن أتذكر أكثر وأبني لي ملجأً هُنا، وأموت به بين الذكريات
نَزَلت عيناي مرغومه، مجبوره، مثقوله بالكثير
كيف لـ غمٍ يسكن الجفون بثقل حتى لا نستطيع فتح الأعين
كيف أرغب بإغلاق عيناي الآن الى الأبد، لـ تكون هذه الذكريات آخِر مشهدٍ أراه، آخِر سعادةً أعيشها
وأثناء نزول عيناي ثُبِتت على شفتاه.. لطالما رأيتها مُبتسمه، ضاحكه معي، برفقتي، وقربي..
فـ لِمَ اليوم لأجلي كُل هذا العبوس ؟يا فتاي، فتاي الحبيب تاي، رفيق طفولتي.. ماضيَ وحاضري وكُل مستقبلي، لِمَ كُل هذا الغضب نحوي ؟
عادت عيناي نحو عيناه
كم أودّ البكاء في أحضانكأرى عيناه تنظُر نحوي بـ حِقد، غضبٍ عارم
الا يرى بالمُقابل الحُزن في عيني ؟
أنت تقرأ
المُرابي.
Romanceحين كان الحزن في داخلي يأكلني و يشربني رأيتك أنت يا أسباب الشقاء في غاية الاُلفه، والنقاء..