الجزء الثالِث عشر

775 45 43
                                    

شعرت بيداه تحاوط خصري.. فـ أستكّن سائِر جسدي على مشاعِرٍ فقدتها.. مشاعِرٍ حُرِمتها

وشعرت بتدفق الدمع من عيني كـ قطراتٍ ضخمه.. قطراتٍ تحِن لليالٍ كهذه.. كدفئٍ شديد لا نحتاج بِه لمدفأه

العالم قاسٍ عليّ جونكوك، العالم يغرسني بأنيابه، لكن يداك الدافئه.. تُحلي مرارته

تركته.. يفعل ما يشاء، لا أقوى على الرفض، لا أقوى على العناد فـ إني احتاجه، احتاج هذا القُرب، احتاج هذه الأحضان كما تحتاج قطراتٍ مُتدفقه من الغيوم للإرتطام بالأرض، لا تجِد سُبل اُخرى، لا طُرق لديها الا الأرض، ولا شيءٍ لديّ أنا ، الا أنت

" أتؤلمك "
جاء صوته بهدوءٍ خلفي، أنفاسه تُلامس رقبتي من الخلف

تؤلمني..
كل تصرُفٍ مِنك يؤلمني، كُل نفسٍ منك يخنقني، كُل كلمة منك تُمزقني

" ماذا "
سألت بنفس الهدوء

" جروحك "
قال بإهتمامٍ وُضح في عذوبة نبرته

يسأل عن جروح وجهي التي نسيتها قُربه

" سأكون على ما يرام "

" سأجعلك كذلك..  "
قال بِلا تفكير مُجهزًا جُمله تستطيع إيقاف نبضات هذا القلب الذي لأجله ينبض

ايا رأفة الرب عليّ منذ القِدم ، ايا الرجُل المنشود، رجُلي القاسي اللا مُبالي انا على مايرام، بين كُل أحرُفٍ حتى وان كانت مُزيّفه تلقيها لهوًا عليّ

و تؤنس الليل،  الليل اذا كان بين ثغرك وبين كلماته المُعذبه سأحبه كما أحببت الماضي حين عشته قُربك

فـ تنهدت.. ونظرت للأسفل حيث يداه تُحاوطني، عروقها بارِزه، يدان رجوليه تستطيع حمايتي حتى من هبوب الرياح، يدان قويه مُتمسكه بي وكأنها تخشى مني التلاشي والزوال

اياليتها تمسكت بي عند الإحتياج، اياليتك كُنت قُربي حين قسى عليّ النسيم حتى نزفت، اياليتك داويتَ الجِراح بقُربك حين أحتجته

أغمضت عيناي بإنهاكٍ سكن جفوني، اُحاول مقاومة النوم قُربك خشيةً من الإستيقاظ بلاك، خشيةً من فقدانِك بالصباح

" جونكوك "
نبست مُغمضًا عيناي، لا أقوى على فتحها، وتراءى لمسامعي صوت هطول المطر حين طرق النوافِذ، الجو شديد البروده والثلوج تُغطي البيوت ومازال المطر يسقط لـ يُعذبني، كُل شيئٍ أكره يُصّر على الحدوث ليؤلمني

المُرابي.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن