الجزء السابع

797 49 62
                                    

ان الزمن لا يتغيّر ابدًا
الزمن لا يتغيّر منذ ولادتي
فـ الصيف كـ الخريف
والأحد يشبه الجمعه
والأزهار ذابِله في كُل الفصول

كُل ما زاد هوَ شعوري بعدم الإنتماء
لأي مكان، او أي شخص وكُل بقعه في انحاء الأرض
الوحشه لازمتني، حتى على وسادتي، ومع نفسي

تربيت في دار الأيتام، جُرحنا، عُنِّفنا، بكينا، اُضطهدنا، ولم يلتفت علينا يومًا أحد

الا أن وقفت يومًا في الشرفه

وقفزت منها بِلا إرتياب
الموت احيانًا رحمه
الموت هوَ حلٍ أخير

واستيقظت من سُباتٍ عميق
مكسور الأقدام، مكسور الوجدان

بكيت بِحرقه، بكيت بشراسه
هل الموت ايضًا لا يرغب بي
هل انت ايضًا ايّها الرب
لا تقبل بي؟

فـ وجدتك حينها، آتيًا رُغم جروحك نحوي
جلست أمامي.. نظرت لـ عيناي المُغبشه من البُكاء

وبلا قول احاديثٍ مُمله، بِلا مواساة الكلام

أحتضنتني

أنا الذي اُضطهدت من الكُل
أن الذي لم اُجرب حتى حنان الاُم قط
أحتضنتني.. بِلا أن تعرف اسمي، واسيتني

انا الذي لم اُحتِضن قط، انا الذي لم أعش الحنان قط
انا الذي لم اُعامل كـ انسانٍ قط

منك للمرة الاوُلى، شعرت أني أستحق العيش

وعلمت حينها
ان النجاة من الإنتحار هوَ الرحمه

حين نمت جواري طوال الليل
بينما تدور الأرض العتماء وتلف بأمواتها
أستيقظت فجأه في وسط الظِلال مكروبًا باكِئًا من أحلامي، والتفت ذراعاك حولي للإطمئنان

وبالقُرب منك أستعدت اسمي، اسمي الذي لم ينطقه يومًا برأفه أحد، حين سموني اليتيم
أستعدت عينين لم تعودا مغطاتين بالبُكاء والحُمى
بالقُرب منك أستعدت قلبي الذي لم يُجرح

أستعدت اُلفتي، طمأنينتي، حين أخبرتني بعد خروجنا من دار التأهيل بأنك لن تُعيدني للميتم قِط
فـ هربنا يدًا بيد، لـ منزلك واحتويتني الى أن كبرنا

فـ ها أنا هُنا أمشي بسلامي اليوم
مُتعهدًا كُل يومٍ بأني سـ أحميك
سـ أحرص ان لا يمسّك ضرَرٍ مادُمت حيا

وإن جاءك الموت ساُقاتِله، سأذهب معه بدلاً مِنك
لـ تعيش عُمرٍ مديد
سـ أحرص على ذلك

ذهبت الى المطعم وأبتعت بعض الطعام
وخرجت متوجِهًا لمنزله كما اُمِرت

المُرابي.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن