المطر يهطُل بِغزاره رُغم إشتداد برودة الطقسأصوات صفارات السياراتِ المُسعفه، وحاملة الجنائِز تعلو حتى ترددت في خواء السماء
اللون الأحمر والأزرق أنار ظُلمة ليل هذه القرية بإختناق، وإرتجاف
تجمّع أهل القريه أمام البناية الضخمه التي قامت بِها مجزره قبل ساعات
تخرُج أسِرة عليها أجسادٍ مُغطاه بأقمشه بيضاء
صراخ ، نِواح، بُكاء لم تستوعبه الأعيُن
تحت السماء الحالِكة.. المُظلمه
النازِفه بغمٍ سقط كـ أدمُعٍ ضخمه منها..
" تايهيونق ..
كياني وقُرة فؤادي
وفتاي الحبيب، تايهيونقهناك الكثير من الأحاديث والكلمات التي أخفيتها وحبستها داخلي خوفًا عليك، و علينا
حين لم يتبقى لنا في هذه الحياةَ الواسِعه الا أنا وأنت، بِلا ملجأ، او فردًا راشِداً يدُلنا للصواب، كان عليّ أنا أن اُعلمك، و أبعدك عن الطُرق الوعره والأفكار التي لا تؤدي الا لهلاكٍ كبير
فـ أنتَ كـ الطفل ياحبيبي
لم أبتغي أن تُصاحِب رفقة سوء
فـ كيف إن كُنتَ أنا، منهم ؟الآن فقط، سأكون مُخلصًا بالحديث وصريحًا أكثر من أي وقتٍ مضى
في تِلك الليلة التي دفعت بِها اُمنا ورأيتها جِثه بارِده في أحضانَك لم أعي فداحةَ ما أرتكبته حتى تركت جنازةّ والدي، أبي الذي لا يملك غيري وأتيتك لأكونَ قُربك في جنازة من أحببتها أكثر من عائِلتي الحقيقيه
ورأيتَك حينها ، تجلسُ أمام صورتها المُبتسمه بِلباسٍ أسود، رأيتك بحالٍ أتاني كـ احلامٍ تُبكيني حتى الأمس، احلامٍ هربت كي لا أراها من النوم، بِحلتك اليائِسه، بعيناك الداميه..
فـ وقفت اُراقِبك مُتسائِلاً بأني أنا، أنا من أوصلك لِهذا الحال، أنا من سلب منك كُل ما تملك، هل سـ تغفر لي، ان أتيتك الآن ووقفت أمامك كيف سـ تستجمع قواكَ لـ تصفعني، بأي كلماتٍ قاتِله سـ تطعنني، وهل سـ أحتمل كُل هذا الحُزن منك وأفكارٍ عديده أخمدت حواسي وتراجعت بأقداميَ للخلف، وخطوت خطواتٍ أبتعد بِها لأول مره عنك
ووجدتني فوقَ بنايةٍ عاليه، تحت سماءٍ ماطِره.. قطراتَ المطر تُبلل وجهي فـ لم أعُد اُميّز كُثرة أدمُعي، لكني أتذكر أني بكيتَ بسخاء، بكيت بألمٍ كاد أن يسلب أنفاسي، ليس لـ ابي ، وليس لـ اُمي ، بل لـ فتاي، بكيت لـ خسارتي ايّاك تاي، بكيت لأني عاجِز عن أخذك رُغم بؤسي لـ أحضاني
أنت تقرأ
المُرابي.
Romanceحين كان الحزن في داخلي يأكلني و يشربني رأيتك أنت يا أسباب الشقاء في غاية الاُلفه، والنقاء..