الجزء الرابع

988 60 71
                                    


ابتسامه طفيفه أرتسمت على شفاهي
تلاشت فورًا عندما أدركتها، فـ كيف يحِق لي الإبتسام؟ ولِمَ أبتسم؟ فـ نمنا على فراشٍ واحد لأعوام وتلامسنا لسنينٍ طوال ولم أبتسم حينها قط
أأبتسم الان للأهوال المميته بيننا؟

لا أعلم ما بي، اظُن اني أفتقر للإبتسام حتى اصبت بالخرف

وصلت لـ مقّر العمل وعقلي مشغولاً بعادته، لا يتوقف، يفكر يفكر يفكر، لا يصمت لا يُريحني ولو لثوانٍ قصيره

جلست على مقعدي خلف المكتبه.. انظُر للفراغ أمامي، وأتذكر، خطواتك وهيَ آتيه نحوي، عيناك وهيَ تنظُر اليّ، أهدابك الطويله التي إن حَنوتَ ولحفتني بِها سـ تنتهي قسوة الشتاء

كتفاي وهيَ تلمس بخفه كتفاك، اكاد مره اُخرى على الإبتسام

رفعت اناملي موضع كتفي الذي لمس كتفه
اتحسسه، أوّد أن اُقبّله
أوّد أن اُقدِسه

و شعرت بالإبتسامه مرسومه على شفتاي
بِلا أن اصنعها، بِلا تنبؤاتٍ لحدوثها

وتلاشت حين أدركتها مره اُخرى وأعتدلت بجلستي ماسكًا الاوراق المتناثره أمامي
لابُد اني فقدت الصواب

سمعت حمحمة اينيس قُرب الباب.. أعلم انه متواجد منذ مده
أتمنى انه لم يراني

"يبدو أن أحدهم سعيد اليوم"
قال وتنهدت، لن أعيره ايّ اهتمام

وضع كوب القهوة أمامي اشعر بنظراته تخترق عقلي لـ تعلم ما بِه

"فضولي انت"
قلت بِلا ان أرفع رأسي عن الأوراق.. فـ لديّ عملاً كثيرًا لأنجزه

"فضولي تجاهك فقط"
قال، رغم علمي بذلك

انه اينيس، من شاركني عُمرٍ مديد، اينيس يديّ اليُمنى، يديّ الوفيه، صديق شبابي، عرفته في دار التأهيل، خُضنا صِعابًا كثيرة معًا، وخرجنا منها معًا، ترعرعنا تحت سقفٍ واحدٍ
حتى وان لم انطق ببنت شفه، يفهم ما بي

"اخرج لديّ عمل"
هذه هيَ لغة الحُب التي استخدمها معه، القسوه

" جئت لأعطيك القهوه وأعطيتني ما ألذ منها
لم أعلم أنك تستطيع الإبتسام.. اشعر بالخيانه
ساُجبرك على تعليمي"

عشنا اعوامٍ طويله معًا، لكننا لم نبتسم يومًا لبعضنا قِط

" كانت حياةً قاسيه، اوليس؟ "
قلت وانا اُقلب بالأوراق، اشعُر بطيفٍ حُزنٍ في وجداني
ليس لأجلي، بل لأجله

المُرابي.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن