.
انا...من انا؟
الوحش الذي يهابه الجميع و يترقبه؟! لطالما ظنوا إنهم قد ختموني و جمدوني لكنهم مُجدداً بدأوا يترقبوني
ظنوا إنني وحشٌ أو لعنةٌ قد حلتْ عَلَيهم نبذوني لألفياتٍ و قرون أستباحوا حقي في الحياة ! ظنوا إنهم الأعلون و قَد خَسِئوا .. هُم من حولوني لما أنا عليه .. هُمُ الوحشُ لا أنا ! أنا صنيعةُ ظلامهم حقدهم و نفاقهم
وها هي ذي بُشراي إليهم سأعود أعظَمَ الثوراتِ عليهم عائدةٌ و بقوةٍ أُلَملِمُ شتاتي أركضُ أستجلي مسالكي حيثُ رفاتي المدثور في أعماقي مُتَغَلغِلاً في فؤادي لذلك الحزن الذي نهش حياتي و بشروخٍ باهتةٍ يهابها أسلافي
و أنا ؟ و أنا أَتَقَدَمُ جاثِيةً على أعتابِ الموت أَسَلِمُ روحي الباكية و تتساقَطُ على جانِبَيَ أَوراقُ خريفي الذي أسطَبَغَ بطابِعِ الشتاء
ولأنني الوحش ..لأنني الدمار ..لأنني النارٌ الملتهبة التي ستُنهيهم .. و لأنني لعنتهم التي ستفنيهم .. سأعود مجدداً و أتقدمُ مع شيطاني كوابيسي و احلامي أخطو خطوةً تلو الأخرى هل لأفتح الجحيم الذي يخشوه مني ؟ أم لأضع نصل سيفي حداً لما يحدث ؟!
لا أحد يعلم ، النهايات مجهولة و الطريق طويل و أقاويل الماضي لم تكتمل ، من هو الشر و من الخير في هذه الحكاية ؟
كُلُ يستجلي مسالكه يتجه فوق خطٍ القدر الذي رُسِمَ له ذاهبٌ لأجله الغير مُسمى و كُلُ ما في جعبتنا جثثٌ هامدة نتخذها سُلماً لنصل إلى ذلك النور
النور الذي سيضئ عالمنا أو يكون نارهُ الملتهمة.
* * *
ها نحنُ ذا..
انا و انت و الصمت...
لن يقاطعني أحد و انا احاول تفعيل فِهمك لِما سأقوم بفضحه بعد قليل..
لكن أولاً إرمي جميع الأفكار و الحيرة نحو سلة المهملات حول اين انت الان..
حسناً يبدو أن فضولك عن موقعك سيكون هو المعيق هذه الليلة لحديثي لذا سأذبحه كَي أتنفس ..
حيث هذه الغرفة المولودة عند نهاية نفقٍ مظلم ضيق يكاد فحيح الهواء يدخل إليه مكونة من سبعةِ اعمدة زُينت بنحتٍ يلتوي حولها يكاد يخنقها على شكل عنقاء في حين علقت على كل عامود شعلة ملتهبة كافية لأشغال المسافة التي تحيطها أما عن جدرانها فسكنت فيها رموزٌ تحاول فضح امرٍ عظيم منتظر ..
و في الامام حيث انت جالسٌ بمقعدك أشبه بالعرش وبمنتصف هذه الغرفة يوجد انا .. أجل انا الشخص الذي سأفضح سر أخفاه الأباطرة حتى يظهر الشخص المقصود من النشروان!
حسناً أرى أن فضولك ينطبق عليه مقوله ذو السبع أرواح مهما قتلته يعاود الاستفهام ؟
تمهل سأخبرك من هم النشروان و من هو الشخص المقصود بل و حتى ما هي الحكاية ..فقط لو تترك فضولك لاكمل الحديث ايها الانسي ليس لدي وقت !!
سأتكلم هشش:
في حُقبةٍ ما وعلى وترٍ حساس حيث تلكَ البُقعةِ مِنَ الكون تَشَكَلَ بحرٌ للضحايا بلونهِ الاحمر القاتِم باعثًا هالةً تَدُبُ الرُعبَ في نفوسِ من لا يَعرِفَ كينونَةَ الحربِ التي دارت هُنا أو حتى من هُم مخلوقاتَها
كائِناتٌ لم تسمع بها الاذآن أو تُسرَدُ قصةُ نزاعِها مِن قبل تجلسُ مُتَرَقِبَةً العودةً العُظمى من جديد لتلك الاسطورةٍ
لتأخذ بثأرها المدفون في ذلك البحر الاحمر بلهبٍ و ثورةٍ سَتَهُزُ اركان المُستمعين
و عِندَ ذلك القمر المكتمل ستحدُثُ النبؤة و يتقابَلُ المَلِكانِ مِن جَديدٍ ليس حلاً للنزاع بل اقتصاصًا للخداع حيث ستتحرر روحٌ وُلِدَتْ مِنْ لَهَبِ العنقاء و أخرى ملعونةٌ من ذاتِ اللهبِ
حينها سيعودُ عهدٌ مضى و مُقاتَلَةٌ لم تكتمل و تتجمعُ المخلوقات لمعرِفَةِ تلك العداوة الغير معروفة من ذي قبل و لتوضَع النُقَطُ على الأحرُفِ مُعلِنَةً اسطورةً تحتلُ عالَمَ حكايانا بِحُلَةٍ أُخرى تُسَمى النشروان.
حسناً يكفي ما أخبرتك عنه لا استطيع اخبارك بالباقي لأنهم علموا بأمري و سيأتون بأي لحظة لقتلي .. أجل فهم لا يقبلون أن يعرف احدٌ بأمر النشروان الذين لم يتكلم أحدٌ عنهم من قبل لذالك سأترك معرفتهم لك
إن كنت تريد أن تعرف التفاصيل ولماذا لا يقبلون ببوح هذا السر فأخرج من هنا سريعاً و خذ معك هذه الأوراق من أجل أن تَبلع غصة فضولك هذه فقد اشفقت عليك وإعلم أن هذه الأوراق بها كل شيئ فحافظ عليها و لا تُريها لأحد ..
فأنت الآن أصبحت وريثي و الراوي لهذه الحكاية لوريثك من بعدك ..
لقد وصلوا سأذهب الان ! ..احرص على أن تبقى على قيد الحياة !..
الى اللقاء ايها الانسي !!..
_________________
أنت تقرأ
النشرَوان | AL NSHRAOAN
Fantasyألف و سبعُمائَةِ عُقابٍ أُزهِقَتْ أرواحَهُم ظُلماً و سُلِبَتْ حياتهم منهم بطريقةٍ وحشية و همجية حينما كانوا يدافعون عن أرضهم بسبب خنجر الغدر الذي إخترقَ قلوبهم ليتوعدوا بالعودةِ مُجدداً ولو بعدَ ألفِ عامٍ للأخذِ بثأرهم وكما أطلقتْ النبؤة عنهم إسمَ ا...
