8 | القَائِدُ البارد ، قَطرَة الندى

53 3 0
                                    


-الكاتب-

-سديم أستيقضي هيا..سديم! . خَرَجَ هَمسُ هولوڤيرا قُرب سديم النائمة في سريرها وهي تَهُزُها برفقٍ تُحاوِلُ إيقاضها بينما تجلسُ بجانب جسمها لتفتح سديم أعيُنها على مصرعيها و تشهقُ طلباً للهواء كما لو أنها لم تتنفس منذ قرن مما جَذَبَ إنتباه روژين التي نظرتْ لوهلةٍ إليها ثُم تابعت سيرها ناحية الحمام دونَ مُبالاةٍ وقد رمت المنشفة بخفةٍ على كتفها و لالي الأُخرى ايضاً التي تقدمتْ نحو سرير سديم بأستغرابٍ و قلق تتسائل عما بِها

أما عن سديم فقد طالعتهُما لوهلةٍ ترمشُ عِدَةَ مراتٍ و تُقَلِبُ عينيها في المكان و الذي بدا مُظلماً قليلاً يُزيدُ من إضائته ضوءُ البرق الخاطف و الداخل من النافذتان بين الفينةِ و الأُخرى إضافةً لذلك المصباح الموضوع في سقف الممر قُربَ البابِ

- أكابوسٌ آخر ؟. سألت هولوڤيرا سديم بعدما إعتدلتْ جالسةً على السرير لِتُهَمهِمَ تهُزُ رأسها بالأيجابِ و تمسحُ على صدرها في محاولةٍ لتهدئة قلبها المفزوع و تنظيم سير الهواء

- خُذي إشربي قليلاً عَلَكِ تشعُرين بالتَحَسُن . تقدمتْ لالي نحو سديم تُعطيها كأسًا من المياه بأهتمامٍ و الذي قد قامتْ بصبه تواً من قارورتها المعدنية و التي رُسِمَ عليها بالكامل أمواجُ البحر الزرقاء الفاتحة يتخللها اللون الأبيض بين كُلِ موجةٍ و أُخرى بطريقةٍ جميلةٍ تَشرَحُ القَلب عِندَ النظرِ إليها

- شُكرًا . تحدثتْ سديم تَرسُمُ بسمةً صغيرة بوهنٍ على شفتها وقد أخذت كأس المياه من يدِ لالي تشرَبُهُ دُفعةً واحدة تروي ضمأها و دون أن تُمهِلَ نفسها للتنفس قليلاً حتى أنهتهُ إلى آخرِه

- لو كُنتُ أعلَمُ إنكِ ترين كابوسًا مُجدداً لأيقضتُكِ أبكَرَ مِنَّ الآن ، لكن وددتُ أن تنامي بعمقٍ ولو قليلاً. قالتْ هولوڤيرا بأسفٍ تتنفسُ الصعداء و هي تُطالِعُ وجه سديم الذي بدا الأرهاقُ جلياً عليه

- لقد كُنتُ أُقتَلُ بِعُمقٍ فليتكِ أيقضتني . أجابتها سديم بنبرةٍ مازحةٍ بصدد تغيير الجو و راغبةً أَن لا تَحمِلَ هولوڤيرا هَمَ كوابيسها فوق ما يشغلُ بالها لتبتسم هولوڤيرا لها و فعلتْ لالي المِثل مما أَدخَلَ السرور لقلب سديم لنجاحها بما رَمَت إليه

- ما دُمتِ تتمسخرين هكذا إذاً هيا قومي و تجهزي ستبدأ التدريبات بعد قليل. قالتْ هولوڤيرا وقد وقفتْ من على السرير تَحُثُ سديم على الإسراع لتنظُر الأُخرى ناحية النافذة تحديداً للجوِ المُمطِرِ هذا لترمش عدةَ مراتٍ بأستغراب

- هل سنتدرب بهذا الجو ؟. تسائلت سديم مُفصحةً عما دارَ في خلجها قبل ثوانٍ وهي لا تزالُ تُطالِعُ السماء في الخارج و تعقدُ حاجباها ببعضهما

- لم يُبلِغونا بألغاء التدريبات حتى لذلك لا بُد لنا و الأستعداد كَي لا نوبخ مُنذُ اليوم الأول . تحدثتْ لالي تُخبِرُ سديم بينما ترتدي بنطالها العسكري الزيتوني فوقَ ستريجها الشتائي الأسود و مِنْ ثُمَ لقمصلتها العسكرية و التي حملت ذات النقوش العسكرية الموجودة على بنطالها الزيتوني ترتديها فوق تيشيرتها الشتائي الأسود فيما قد رفعت شعرها القصير الكيرلي للخلف ، كانَ كُلٌ من هولوڤيرا و روژين التي خرجت فيما بعد من الحمام قد فعلتا المِثل و إرتديتا زيهما العسكري أيضاً لتبقى سديم الوحيدة التي ستتجهزُ الآن مما جعلها تنهضُ مِنْ على السرير تُسرِعُ في تغيير ثيابها بعدما غسّلت وجهها بالمياه المائِلة للبرودة لِغَرَضِ أَن تُصَحصِحَ جيداً و تكون جاهزةً لأول التدريبات ، و ما إن أَنهَتْ كُلَ ذلك تبعتْ الآخرين سوياً مع هولوڤيرا التي أنتظرتها ليتخذا موضعهما بين الباقين .

النشرَوان  | AL NSHRAOANحيث تعيش القصص. اكتشف الآن