النشرَوان | AL NSHRAOAN

4 | ترنيمة مُرسَلَة

- فالتبتعدي عني أنتِ الأُخرى!!. خرجتْ الكلمات من فَم فانتياس الغاضب الذي إستجمع قواه كُرهاً وقد أسرع في الأستدارة نحوها غير عابهٍ بمخالبها التي خرجت من كتفه مُخلفةً جُرحاً عميقاً فيه و بحركةٍ سريعة رماها بقوة مُبعداً إياها عنه مسافةً لا بأس بها إلا إنهُ جثى على إحدى رُكبتيه و رص عيناه ألماً بينما يَتَحَسَسُ جرح كتفه من الخلف

أما عن يورا فقد جُن جنونها حتى إنها لم تعبه بقوة الضربة التي تلقتها من جناحٍ واحد لهذا العُقاب المُصاب بل و حملتُ قواها حقاً للعودة نحوه وقد بانت عروقها برقبتها إثر صرختها الغاضبة و التي تَحمِلُ في طياتها الخوف إن لم تُسرِعَ نحوه لكن و دوماً كُلُ ما يَخافُ مِنه المرء هو حتماً آتٍ يُلاحِقَهُ حتى يَضَعَ يداه خانقاً فريسته غير مُبالٍ بصرخاتِ ضحيته أو آهاتها بل ولا حتى بدمعها و يورا الآن ضحيةُ خوفها فقد أصبَحَ قَلبُها في قبضةِ يَد تانيا بعدما ظَهَرَتْ أمامها في لمح البصر قاطعةً خطواتها نحو فانتياس و هي تَضغَطُ على هذا القلب بقوةٍ جاعلةً الأُخرى تَبصُقُ دمائها تألُماً إلا إن كُلُ ما كان من يورا هو إبتسامَةٌ متألمة و دموعٌ دافِئة خَطتْ خُطاها على خدها لتميل برأسها حيث تَقِفُ الكوشيساكي و بملامحٍ قد جعلتْ يورا تتمنى لو إن لديها فُرصةً أُخرى فإنها لن تُضيعها دون أن تجعل الأُخرى تتقئ قلبها من سُمها القاتل

- أتعلمين من هو الأكثَرُ ضُعفاً هُنا؟ إنها أنتِ كوشيساكي! و نقطة ضعفكِ هو خوفكِ مِن الموت أيضاً جاعلةً منا بيادقاً دوماً إلا إن وقتكِ قد حان اليوم أخيراً. تحدثتْ يورا بصعوبةٍ و ببغضٍ مقيت وهي توجه كلماتها لتلك الشامته على موتها مما جعل ملامح الأُخرى تمتعض و ترمُقها بنظرةٍ كما لو إنها تُخبرها إن -إذهبي الآن إلى الجحيم!-

-سأنتظركِ في الجحيم لا تتأخري. قالتْ يورا ساخرةً على ملامح كوشيساكي فتتجه بناظرها حيث تانيا و تهمُِ آخِرَ كلماتها بأذنها - ترياقُ سُمي لديها أسرعي به و إلا قضى نحبَهُ قبل طلوع شمس الغد.

لِتُخرِجَ تانيا قلبها من موضعه جاعلةً دمها يتناثَرُ و تَسقطُ يورا جُثةً هامِدة على الأرض مُخلفةً تحتها بركةً من الدماء السوداء وقد كانتْ الأبتسامة هي آخِرُ ما رُسِمَ على وجهها قبل أن تُفارِقَ روحها الجسد لتجلس تانيا القُرفصاء حيث جسد الميتة يورا و تضع قلبها مُعيدةً إياه لموضعه ماسحةً عن يدها الدماء بطرف ثوبها الذي تلطخ بالكامل أساساً ثُم توجه نظرها حيث فانتياس الذي قد سقط أرضاً مسبقاً و الذي يكاد يكون فاقداً للوعي لتعيد عينها حيث كوشيساكي حالما شعرت بتحركها إلا إن الأُخرى لم تكن تتجه نحو أحدٍ منهما بل تتراجع للوراء وقد ارتجفت فرائصها وهي تشعرُ بهالة تانيا النياندرتاليه و التي أصبحتْ في أوجها لغضبها الآن وهي تكاد تثقبُ الكوشيساكي بنظراتها ذات اللون الأزرق المتوهج وقد وقفتْ متوجهةً نحوها و كُلُ همها هو الحصول على الترياق خلال مُدة وجيزة تكون قصيرةً قدر المستطاع بل و يجب أن تكون كذلك عندها أعادتْ الكوشيساكي قدمها اليُمنى للخلف وقد أمالت بجذعها أيضاً للخلف وكرد فعلٍ من تانيا هي الأخرى أرجعتْ قدماً للخلف و أُخرى قدمتها للأمام كجذعها الذي قدمتهُ هو الآخر قُدَّام لتوجه نظرةً أخيره حيث فانتياس بدا إنها قد تواصلت معه بعقله بأستخدام قوتها الروحية قائلةً :