6 | صَوتُ الحَربِ

27 4 1
                                    

ذلك السائل الملحي الدافئ الذي خَطَ خُطاه خارجاً من عيني لقد شَعَرتُ بمرارته و هو يسقُطُ على الجانب بهدوء جاعلاً إياي أستَعيدُ وعيي و أُدرِكُ الأصوات من حولي دون أن أرغب بفتَحَ عيناي بَعد و فيَّ رغبةٌ شديدة بالبُكاء
لأتَذكِرُ ذلك الحُلمُ الغَريب الذي راودني حيثُ كُنتُ غارِقَةٌ في أعماق المُحيط و الظلامُ الدامِس يحاوطني لا أستطيع التَنَفُس أو الصُراخ أنظُرُ للأعلى حيث سَطحُ البحرِ البعيد الذي إحتوى نوراً ضئيلاً إلا إني لَم أستَطِع الذهاب إليه، لم أستطع السباحة، كُنتُ كما المُـقيدة في قعر البحر المظلم، حتى إن دموعي لم تَكُن ظاهِرة و شهقاتي لم تَكُن مسموعةً مما جعلني أُجَنُ وأنا أُحاوِلُ السباحة التي كانتْ كُلُ محاولاتي بِها تَذهَبُ سُدىً فَكُلَما تَهَلَلَ قلبي و بذلتُ مجهوداً أكبر للأقتراب إبتَعَدَ سطحُ البَحرِ عني أكثر فأكثر و جعلني أختَنِقُ ضعفاً تارةً مِنْ رئتاي اللتان فقدتا مخزونهما من الأوكسجين و أُخرى من صدري الذي حاوَطَهُ الهَمُ و الخوف

-أنشطتها الحيوية بخير ستستعيد وعيها قريباً لا تقلقا. صوتُ الطبيب الذي شعرتُ بأنه يَقِفُ على مَقرُبَةٍ من سريري إنتشلني من تَذَكُري لذلك الحُلم بل الكابوس الذي راوَدَني
لأقوم بفتح عيناي ببطئٍ و ثقلٍ بسبب الألم الذي شَعَرتُ بهِ حتى إن سَحبَ الهواء للتَنَفُس كان مؤلماً و بصعوبةٍ حركتُ رأسي ناحيتهم، ناحية خالتي و هولوڤيرا و الطبيب فأبتلعتُ ريقي و حاولتُ إستجماع طاقتي لمناداتهم و جذب إنتباههم قدر إستطاعتي

-خال_تي. خَرَجَ صوتي مُتحشرجاً و بتَعَسُّرٍ و أنا أُحاوِلَ رفع إصبعي الصبابة الذي قد أُدخِلَ بجهازٍ صغير قليلاً مُرتبط بسلك مع هذه الشاشة بجانبي من السرير ليلتفتْ الجميع إلي و يحاوطوني بينما إتَجَهَ الطبيب مُسرعاً نحوي و أخرَجَ مصباحاً صغيراً فاحصاً تحركات عيني و مِن ثُم نبضي لينظُرُ للشاشة التي بجانبي و التي تُظهِرُ مؤشراتي الحيوية

-هل تَشعُرين بألمٍ ما؟. سألني الطبيب ينظُرُ نحوي بينما يضعُ سماعته الطبية حول رقبته و المصباح الصغير الذي كان على شكل قلمٍ في جيبه

-فيما عدا الصُداع و ألم الجُرح فلا. أجبتُهُ ماسكةً أسفل معدتي و قد حاولتُ الجلوس بتَوَجُّعٍ لتساعدني المُمرضة في ذلك

-لا تقلقي سنقوم بأعطائكِ مُسكناتٍ الآن أيضاً . أجابني مبتسماً مُطمئناً لثلاثتنا و قد أشار للمُمرضة فتومئ له و تُخرِجَ أبرةً تَحقِنُ بها الكيس المُعلق و الذي يرتبط بأنبوبٍ طويل مُتصل في نهايته بكانيولا موضوعة على ظاهِر كفي

-ماذا عن جناحي الأيمن؟. سألتُ الطبيب أستوقفه قبل مُغادرته بسرعة

-سيحتاج وقتاً ليلتئم جُرحه لكنه سيتحسن قريباً ، بالشفاء . تحدثَ يَخبرني متمنياً لي الشفاء قبل فتحه الباب و الخروج لأشعُرَ بِطُمَأْنينةٍ جعلتني أتنفس الصعداء

النشرَوان  | AL NSHRAOANحيث تعيش القصص. اكتشف الآن