9 | أَهِيَ أَوهَامٌ ؟!

33 2 6
                                    

بعد مرور أسبوع
قاعدة أمارگي

تتمددُ سديم فوقَ سريرها نائمة بينما يتحرك بؤبؤاها بحركاتٍ عشوائية ظاهرةٍ من أسفل هذان الجفنان المُطبقانِ بطريقةٍ مُسرعةٍ اَبدَتْ عَدَمَ راحتها خلال نومها و قد أبعدتْ اللحاف عنها بيدها فجأةََ وهي لا تزال نائمة  ليُبانَ تعرقُ رقبتها كوجهها أيضاً رُغمَ برودة الشتاء فيما تتقلبُ فوقَ السرير بينَ لحظةٍ و أُخرى غير مُرتاحةٍ مِما تراه في منامها أيضاََ عندها و من دون باقي الفتيات النائمات في أسرتهن تعالَتْ همساتٌ مُزعجةٌ وهي تقتربُ شيئاً فآخر نحو أُذُنُ سديم التي لا تبدو معالِمُ الراحةِ في وضعيةِ نومها فيُزيدُ هذا الهَمسُ مِنَ الضغط عليها و هو يرتفعُ و يزداد عدداً قُربها حتى فَتَحَتْ عينيها على مصرعيهما بسرعةٍ تتنفسُ سريعاً و تُناظِرُ السَقفَ فوقها الذي كانَ أولَ شيءٍ يُقابِلُها الآن فتمُرَ بضعُ لحظاتٍ وهي على هذه الحالة بينَ شهيقٍ و زفير حتى إستعادت رُشدها مُجدداً فتعتدل بجلوسها فوقَ السرير و توجه نظرها ناحية الفتيات النائمات بعمقٍ ثُمَ تغير نظراتها نحو الساعة المُعلقة على الجدار قُبالتها تُحاوِلُ رؤيَةَ الوقتِ الآن في ظِلِ هذا الظلام الدامس بغرفتهم التي لا يضيئها سوى ذلك الضوء النافع قرب عتبة الباب

- الرابعة و النصف فجراً . همستْ سديم بعدما تمكنتْ أخيراً من تحديد إتجاه عقارب الساعة بالضبط لِتُخرِجَ أقدامها من داخل اللحاف نحو الأرض الباردة جاعلةً باطنها يتحسسُ و يمتصُ برودة الأرضِ أسفله نحو جسمها هذا الذي تشعُرُ كما لو إنهُ يتشعلُ حرارة من الداخل في هذا الوقت من الليل لتقوم بنزع سترتها الصوفية من على جسدها أيضاً مكتفيةً بهذا التيشيرت الأسود ذو الأكمام القصيرة مع بنطال الجيش أيضاً و قد أعطتْ أمراً لقدميها بحملها تاركةً سريرها الدافئ و تتجه نحو بابَ الغرفةِ تفتحه ببطء شديد في محاولة عدم إصدار أَيَّ صوتٍ قد يوقِظُ إحداهُنَ

سارتْ سديم بعدها في رواق الطابق الخاص بهم بأقدامٍ عارية واضعةً يديها داخل جيوب بنطالها بينما تتحركُ بخطواتٍ غير متزنة تتجهُ نحو الشُرفة الخارجية لطابقهم دونَ أَن يراها جنود المناوبة الليلية الذين يتحركون في الأرجاء ، لتقف سديم أخيراً في نهاية الرواق عند الشُرفة الواسعة تنظُرُ للأُفُقِ أمامها بينما تتكأُ بظهرها على جدار العامود خلفها و نسماتُ الهواءِ البارِدَةِ تُلامِسُ كُلَ بشرتها المكشوفة و تُحَرِكُ خصلات غرتها المجعدة السوداء و المنفصلة عن باقي ضفيرتها الطويلة فيما هي قد كانت تزفرُ بتعبٍ كُل دقيقةٍ وهي تفركُ رقبتها بكفها تحاول تخفيف ذلك الضيق الذي تشعرُ به الآن و هو يكبتُ على تنفسها جاعلاََ دقات قلبها تضطرب وهي تعاود تذكر الشعور بتلك المشاعر الغريبة التي ترا دها بسبب أضغاث أحلامها تلك

لتقوم بأخراج أجنحتها البُنية من ظهرها فيتحرك ريشها الكثيف تبعاً لمرور الهواء عبره بينما هما ينفردان على الجانبين للأسف بشكل سكين حادة مقلوبة الأتجاه  فيما عن سديم فقد قدمتْ جناحها المُصاب مسبقاً لتتلمس موضع عضمتهُ حيثُ إخترقها الخنجر في ذلك الوقت السابق وهي تتحسسهُ بأصابعها بينما تُبعِدُ الريش الذي يُغطيه و تُطالِعُ هذا الجُرح الذي خُطَ فوقه بعمقٍ جاعلاََ الوَهَن الذي تشعرُ به يتلاشى قليلا َ وهي ترى وضع جنحها هكذا

النشرَوان  | AL NSHRAOANحيث تعيش القصص. اكتشف الآن