-تانيا آيلا-ألا يُقال إن الزَمَن يُغَيُرَكَ ؟ بالضبط هذا ما فعلته بي الأعوام العشرة الماضية أذابَ الحُزنُ بِها جليد قلبي و أصبح هو الملك ، لم أتوقع قط إني قد أُصبِحَ شخصاً هكذا شخصاً لا أعرِفَهُ أنا أيضاً حتى و إن أخبرني أحدٌ بالأمر لكن رُبما هذا ما يقصدونه بـ إن أردت العيش فعليك دفع ثمن حياتك و في الغالب يكون الثمن غالياً ...وجداً
رغم ذلك لم أعشِ بلا هدفٍ فلو عشتُ دون وضع سببٍ لأستمراري لكنتُ في عداد الأموات الذين يستعدون لدخول جهنم عقاباً لتفريطهم بأنفُسَهُم إلا إنني أظنُ إن نفسي عَلَيَ حقٌ بأن أحتويها و أُسَكِنُ من روعها و وحدتها ففي نهاية الأمر لا أحد يشعر بما أشعُرُ بِهُ أو سيوقف حياته من أجلي
لكن هل يـقال عن هذا بفضل؟ أم إضطرار و حجةٌ تحججتُ بها و أوهمتُ نفسي كي أمضي قدماً و أقِفُ على قدمي مجدداً ؟ جُل ما في جعبتي مهمةٌ كلفتني بها تلك الحسناء الملائكية التي تقدمتْ نحوي يومها هامسةً بأذني لغزاً عَلَيَ حَلَهُ لتنعُمَ روحي بالسلام و رُغم إن حديثي معها كان مجرد رؤيا إلا إنه أشبه بالواقع بل هو كذلك فلا زِلتُ أذكُرُ تألُمي بأبهامي عندما أَدخَلَتْ دبوسها به لتُخرِج دمي الأزرق جاعلةً إياي أبصُمُ به على ورقةٍ سُرعان ما إحترقتْ دون أن تُخَلِفَ رماداً حتى قائلةً قبل تلاشيها في الهواء هي أيضاً
-سأعود إليكِ في الوقت المناسب فإستعدي و حتى يحين أعثُري على الشخص المطلوب.
لكن ألا تعتقدين بأنكِ أطلتِ الغياب؟ لو لم تَكُن قلادتكِ الذهبية التي سلمتيها لي و التي نُقِشَ عليها شكل الشمس و القمر و هما يكادان يندمجان ببعضهما لظننتُ إنكِ وهمٌ فعلاً
(روحان وُلُدتا من ذات النار و تصادمتا مسببتان الأضرار تريهما واحداً لكنهما إثنان سيجعلان النهار ليلاً و الليل نهار فإن لم يتحدا سيحققان الدمار )
ما هذا اللغز بحق؟ لم أرى شخصاً ذو روحين أو ما شابه هذه المواصفات فكيف سأجد الشخص المطلوب؟! أظُنُ إن مطلبي في السلام سيتأخر عشرة أعوامٍ أُخرى أيضاً ربما قد تبصِرُ عيناي أيامها أو يحين أجلي المُسمى
فاجئني دخولُ فانتياس لمكتبي على عجلةٍ مما جعلني ابسقُ ما أشربُهُ تواً من قهوتي و أُفلِتُ خصلةَ شعري التي لففتها حول أصبعي متلاعبةً بها لأُدير بأنظاري نحوه قائلةً أُحاوِلُ السيطرة على هدوئي إلا إن نبرتي المتذمرة خانتني في نهاية كلامي:
-فانتياس أيها الصغير الذي لم يَعُد صغيراً ماذا حدث لتقتحم المكان هكذا؟.
- لقد وجدناه! وجدنا الشخص المنشود أخيراً هيا لنذهب إليه نيرها!.أخرجَ كلماته على عُجالةٍ مِن أمره وهو يحثني لِيُسرِعَ فاتحاً الخزانة الخشبية متوسطة الحجم و الذي إحتوت أشيائهُ في نصفٍ منها و خاصتي في النصف الآخر مُخرجاً منها لوحه التعريفي بهويته و زجاجةٌ شفافة متوسطة الحجم واضعاً إياهما في حقيبة الكتف خاصته ثم أسرع مخرجاً مقبض سيفه الذي لا يحتوي نصلاً بالكامل و أدخله في حزام بنطاله حاشراً إياه وهو يفعل كل هذا سريعاً كما لو إن ذلك الشخص سيهرُب من أيدينا وهو كذلك
أنت تقرأ
النشرَوان | AL NSHRAOAN
Fantasyألف و سبعُمائَةِ عُقابٍ أُزهِقَتْ أرواحَهُم ظُلماً و سُلِبَتْ حياتهم منهم بطريقةٍ وحشية و همجية حينما كانوا يدافعون عن أرضهم بسبب خنجر الغدر الذي إخترقَ قلوبهم ليتوعدوا بالعودةِ مُجدداً ولو بعدَ ألفِ عامٍ للأخذِ بثأرهم وكما أطلقتْ النبؤة عنهم إسمَ ا...