7 | كوابيس حُرة، كوابيس حقيقية

30 3 0
                                    

مَرَتْ خَمسَةُ أيامٍ بالضبط مُنذُ حَدَثَ ذلك الهجوم في الشمال و إنتفاض الجنوب عليه حيث إنَهُ و كما صُرِحَ ف الأخبار تَمَ تقسيم المتقدمين على القاعدة إلى جزئين جُزءٌ ذَهَبَ مُسبقاً للجبهةِ شِمالاً يحتوي عُقباناً مِمَنْ كانوا في الخدمة العسكرية سابقاً كدعمٍ لجيش الشمال ، أما نَحن الجزءُ الآخر أَي المُستجدين سنُكمِلُ تدريبنا داخل القاعدة أولاً ثُمَ يلتحقُ بعضنا بِهم بَعدَ شهرين ، و ها قَد أتى اليوم المنشود أخيراً من أجل ألتحاقي و هولوڤيرا مع باقي المستجدين نحو القاعدة العسكرية أمارگي لِنَستَيقضَ في الخامسة صباحاً نُعِدَ العُدَّة من أجل الرحيل

فتحتُ الدولاب أُخرِجُ البِذْلة العسكرية زيتونية اللون خاصتي لأرتديها ثُمَ أقِفُ أمام المرآة الطويلة أُطالِعُ نفسي بالكامل بهذا الزي السادة ، شَعري الأسود الطويل الذي ضفرتهُ مسبقاً و غرتي المموجة التي تُغطي جبتهي ملامحي الهادئة و نظراتي المُبهمة ، نَظَرتُ لوسَطِ عيناي الزرقاويتان و اللتان لطالما شعرتُ بأني أرى شخصاً آخر يُشارِكَني بهما ، شخصاً حزيناً يَمتَلِكُ جُرحاً عميقاً و يُحارِبُ الأَلَمَ و في ذاتِ الوَقتْ أظهَرُ أنا سديم بنظراتي الغاضِبَةِ المُتَِقدَة وَ رَغبَتِيَ الثائِرة للأنتقام ، كِلانَا إمتزجنا معاً كوجهانٍ لِعُملَةٍ واحِدة مكونانِ هذه الأعيُنِ الزرقاء ، رُبما يكون الشَخصُ الآخَرُ هذا هو ذاتِيَ الحزينة و الضعيفة التي أمقُتُها و أدفِنُها في أعماقي مُظهِرَةً قوَتِيَ فَقط

وَجَهتُ نظري ناحية أدراج الخزانة لأفتَحَ إحداها أُخرِجُ مِنها قطعةَ قُماشٍ صغيرة ذهبية و مُدماة كما و إنها مُمزقة الحواف دلالَةً على فتقها من مكانها فوق الثوب و التي تحتوي إسماً تعريفياً ، إسمُ جوزيف كابيو الشَخصُ الذي كان سبباً رئيسياً بدخولي الجيش ! ، لأُمسِكَها بكفي بغضبٍ أُكَورُ يدي عليها أتذَكَرُ تلك النُدبة فيَّ و التي خَلَفَتها طَلقتُهُ بعدما إخترقتْ كَبَدَ أُمي !! زفرتُ أنفاسيَ الحارة و دقاتُ قلبي إزدادَتْ فيما قد شعرتُ بذلك الثقل يجلسُ فوق صدري يكادُ يَخنُقُني لا بل يُنهيني كُلما طالَعتُ هذه البطاقة التي بين يدي أستطيعُ أَنْ أجزُم إنَّ عروقَ جبهتي بَرُزَتْ أيضاً كما و أشعُرُ برغبةٍ لأتقيأ من مُجَرَد فِكرَة إني سألقاهُ في المستقبل البعيد أو القريب لا يَهُم الأهَمُ إني سأرى وجه جوزيف اللعين و هذا وَحدَهُ كافٍ لجعلي أتقيأ

_ سديم هل أنتِ جاهِزَة؟ . دخلتْ هولوڤيرا الغُرفة فجأةً تسألُني مُتفقدةً وضعي مما جَعَلَني أستفيقُ من شرودي و من الأفكار التي تراودني عن كيفية قتله حالما ألتقيه لأومئ لها بالأيجاب ثم أتنفسُ الصعداء و أتجه بعدها ناحية السرير أرتدي جاكيتي الزيتوني و آخذُ حقيبتي مع القُبعة

لكن و قبل خروجي لَفَتَ نظري قلادة والدتي و التي كانَتْ في ذاتِ الدولاب الموضوع داخله بطاقة جوزيف كابيو الذي لم أغلقه لأفتح كفي الذي يحتوي بطاقته أنظرُ لَهُ لحظاتٍ سُرعان ما وضعتُها داخل الدُرج و أخذتُ القلادة أدُسُها في جيب جاكيتي سريعاً ثُم أغلِقُ السحاب خاصته لأتبع هولوڤيرا للخارج حيثُ السيارة التي سيأخُذُنا بها العم تورغوت نحو مركز اماگي و التي كانتْ تقفُ قُربها والدة هولوڤيرا الخالة ايڤانجلين وهي تبتسم بهدوءٍ لنتقدم إليها مُبتسمتانِ و بزينا العسكري الزيتوني و نحنُ نرتدي قبعتينا الزيتونة السادة ذات الحافة الأمامية الذهبية و المقدمة السوداء

النشرَوان  | AL NSHRAOANحيث تعيش القصص. اكتشف الآن