هذا الشخص مجددا....١١

160 12 36
                                    


دخل كامل لوالده وذهب اتجاه سريره بسرعة وهو يتصبب عرقا من كثرة القلق والتوتر.

أشار له شريف بأن يقترب أكثر لكي يستطيع سماعه.

اقترب كامل ليقول شريف بنبرة تشبه الهمس من شدة التعب: بني...أنا...آسف..اعرف..اني...حملتك..عبئ
فوق..طاقتك.

كامل باكيا: ابي لا تقول هذا الآن ارجوك، لا يجب أن تتحدث كثيرا.

شريف: يجب أن...ترجع...حقك...ياكامل.... .

انهي شريف كلامه واغلق عيناه فورا فنظر كامل لجهاز نبضات القلب ليجد أن الخط بدأ في الأستقامة بالفعل.

لم يستوعب الأمر وشعر أن روحه قد سُحبت منه ومر أمامه شريط ذكريات بينه وبين والده،

تمني لوهلة أن يكون مكان والده الآن فسقطت دموعه ليسقط هو بعدها فاقدا للوعي.

شئ مأساوي أن تجد اعز شخصان في حياتك جدك ووالدك يموتان امام عينك وانت لا تستطيع فعل شئ ومع ذلك انت تعرف من هو السبب في موتهم،

لكن مبادئك ودينك يمنعاك من الأنتقام وعقلك يجبرك علي قتل الفاعل وليس الأنتقام فقط،

وفي حالة ضعف مثل هذه سيتحكم بك العقل اللاوعي أو الذي يسمي بالعقل الباطن وسيعميك عن المبادئ وعن الدين وعن قلبك الذي يبعث المشاعر وستصبح شخص آخر لا يهمه اي شئ فقط من أجل احبائك.

في هذا اللحظه عندما سقط كامل بدأت الممرضة في مناداة الطبيب وأما أدهم فدخل لكامل بسرعة وحمله وخرج من الغرفة في اللحظة التي كان الطبيب ممسك بالكهرباء محاولة إنعاش قلب شريف.

أحضرت أحدي الممرضات زجاجة مياه لأدهم ليحول بها آفاقه الأخر لكن هذا الأمر لم يجدي نفعا فذهبت الممرضة لإحضار سريرا لأخذ كامل لكي يتفحصه طبيب آخر.

واما شريف فكان قد مات ولم يجدي أي محاولات من الطبيب نفعا، وكان من يراقب كل هذا ماجد الذي كان يبكي بحرقة لا يعرف ماذا يفعل ولا يعرف علي من يبكي علي والده الذي فارق الحياة دون أن يعلمه اي شئ ولكنه كان يعطيه الحنية دائما ، ام يبكي علي حاله شقيقه الذي كان يحميه ويحبه دائما ،

ظل ماجد في هذه الحاله الي أن شعر بمن يعانقه ويتنفس بصعوبه أثر ركده، وبالطبع كان هذا أدهم.

فقال أدهم بنبرة حنونة: ماجد أنا أعرف أنك قوي، وايضا والدك سيحزن كثيرا اذا علم انك تبكي كثيرا هكذا وانت بالطبع لا تريد من والدك الذي يراقبنا الآن أن يحزن صحيح.

ماجد بنبرة باكيا: ا.اجل أنا لن ابكي(شهقة) لكن ا.انا لن اري ان.ابي مجددا ص.صحيح لن أراه.

ربت أدهم علي ظهر الآهر فهو يشعر بمدي آلمه جيدا ولكنه قال بنبرة حنونة: لا تحزن يا ماجد لأن والدك الآن في الجنة وهذا مكان جميل وهو ينتظرك هناك بعد عمر طويل لذا يجب ألا تحزن يا عزيزي فهمت.

نار تحت الرمادحيث تعيش القصص. اكتشف الآن