~35~

5.9K 305 179
                                    




Enjoy with the song
_____






ما إن خرجت من شقته لم أتمكن حتى لتخطي السلالم بل ذاب جسدي بصمت للجلوس ببطئ وبين ذراعي يكمن غَيم، لا أعلم ماذا الان؟.

ماذا سأفعل؟ بعد أن ظهر على حقيقته التي كان من المفترض أعلم عنها قبل كل هذا، كيف سأتعامل معي؟ كيف سأقنع ذاتي أنه فعل هذا فقط من أجل نفسه؟.

كيف سوف استطيع تمضية حياتي الان بينما ملامحي فارغة وداخلي بارد، بارد بطريقة منهكة؟.

هدأت وتوقفت عن أكل نفسي فجأة، حينما أدركت أن ركضي خلف الأشياء لكسبها لم تكن نجاة ، إنما ماهي إلا موت بشكلٍ بطيء بمنتصف الحياة.

‏وكُل الأمور أصبحت تشير إلى أنه ‏لم يعُد مكانًا آمنًا، لكن ما أفهمه الان أنني وحيد وحرّ، ولكن هذه الحرية تشبه الموت قليلاً.

استقمت بعد رفع نظري بثقل واكملت الطريق للمنزل، بينما الخُطى يؤلمني وقعها، وصلت بعد فترة وجيزة لم أشعُر بها وترجلت للدخول.

دفعت بجسد طفلي إلى ذراعين والدتي ولم ألمح سوى استنكارها المدموج في الصدمة قبل الصعود للاعلى، أغلقت باب الغرفة خلفي وعُدت اقف دون حركة.

‏ولأنها الأيام؟، سارت في خطىٍ ثابتة وحثيثة، لا تتوانى ولا تلتفت،
أقبض على اللحظة، أعتصرها حتى تتفصد أطرافي عرقًا، أتفحصها طويلاً.

حتى إذا توارت، أدنو إلى أطلالها كثباً وقوة، وعلى غرار الأيام أنا، لا أتوانى إلا.. أنني كثيرا ما أتوق.

لم أعد أعهد الوقت تمامًا ولم أحاول، وكأن تمّ أغلاق نور جوفي،
دون تنبيه بأنه زرّ الحياة، بأنني لن أستطيع النظر مجددًا.

أنا الذي أعتدت دومًا أن اختصر الطريق، لم أعد أرغب بأن أصل.

توقفت دون وعي عن كلّ شيء وتوقف الوقت عني،
أحاول مرارًا أغلاق تلك النافذة، لكن عقلي يستمر في التكرار بأن المشهد مازال يدور في ذهني.

بذات الثياب وذات انقباضات التعابير،
لا الذكريات السعيدة أو المشاهد الحنونة أو مباهج الحياة كافة بوسعها أن تعيد الأمان الذي تحول فجأة إلى خذلان وندم.

لم يتكفل بي شيءً بعد، بل كفّلت بنفسي التي لم تعتد شيء،
نفسي المجهولة.

تلك التي لا أعلم عنها شيء،
التي كانت تدرك الاندفاع فقط رغبتًا في السلام، في الاستقرار.

كان لديها شغف في البحث عن الحقيقة التي تعني دائمًا المخاطرة برؤية ما يكره المرء أن يراه، لكن الان تمنيت مرور الأيام، تمنيت أن أعود إلى ذلك الجسد المنسي.

Moon story"Tk"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن