الحلقة العشرون

80 7 2
                                    

  
يتمشى ليلا ومع أنها الإجازة الأسبوعية إلا أن أصدقاؤه لم يكونوا معه...ليلة أمس دار نقاش بينه وبين والده عنه وعن أهدافه إكتشف أنه يذاكر فقط ليجمع علامات وليرضي والديه..لكن ماذا عنه؟ ما الذي يريده؟ والده أمس ذكره بأن عامه القادم مصيري..آخر عام في المرحلة الثانوية...ذلك العام الذي سيحدد أي كلية ستدخل..أي أنه يحدد مصيرك..لكن هل مجال الدراسة هو ما يحدد المصير؟
مل من التفكير فاتجه الى السينما الصغيرة التي بجانب منزلهم...قطع تذكرة ليدخل فيلم تاريخي...بالأساس فعل ذلك لأنه لن يشاهد الفيلم هو فقط سيجلس في تلك القاعة الضخمة يتصفح هاتفه براحة...لم يجد أحد في القاعة...جلس مرتاحا ماداً قدميه على الكرسي الذي بجانبه...وإذ به يسمع صوت سعال أحدهم! يبدوا صوت فتاة! لكنه لا يرى أحدا!
بدأ يقلق وصاح بصوت عالي:
-مين هنا؟

لا إجابة!

كرر وهو يطوف بالقاعة وقد شعر بالغضب الشديد لأنه ظن أن أحدا يعبث معه:
-والله لو إنت يا محمد ل....

لتظهر أمامه فتاة ظنها للوهلة الأولى طفلة من ضآلة حجمها مقطبة الحاجبين وتتحدث بتردد وعصبية:
-ايه فيه ايه؟ كنت بكح!

توقف مشدوها وتمتم:
-أنا آسف...بس إتخضيت..

أخرجت هاتفها وقالت بعصبية:
-انا ماشية أصلا..

ثم همست لنفسها بضيق:
-فين ماما وبابا هو ده اللي خمس دقايق؟!

اعترض طريقها للحظة وقال:
-هو أنا شوفتك قبل كده؟

التفتت له بحدة وقالت:
-انت بتعاكس صح؟

تعجب للغاية وتلجلج وقال:
-لأ خالص أنا بسأل بس...

نظرت له متفحصة بإزدراء وأسرعت في الذهاب...

نظر في أثرها ونفخ بغيظ وتمتم:
-ايه البنات دي!

في نفس الوقت خارج السينما كانت تنفخ هي الأخرى بغيظ وتتمتم:
-ايه الولاد دول!

      ********************************

يخرج من دار السينما..يلمح الفتاة التي تشاجر معها منذ دقيقة تركب سيارة والدها..ينفث بملل..لقد رأى فتاة تشبهها في المدرسة في نفس العام لكن في صف مختلف..فقط هي مدللة والديها وإلا ما كانت لتتصرف هكذا...ماذا فعل لكل هذا ؟ مجنونة حتما..!
أخرج هاتفه ليتصل بسيارة أجرة تقله...

     *********************************

بدت ليلة سمر عصيبة وهي توضع على كرسي متحرك فقط لتذهب إلى الحمام..تشعر بالضيق الشديد والإهانة خاصة أن والدتها رفضت أن تقوم بشؤونها بدلا من الممرضة..لو عادت لماضيها لتعيش لحظة واحدة لكان أفضل بالنسبة لها فقد كانت تتحرك على الأقل..قطع صوت أفكارها صوت الممرضة الغليظ:
-قومي كده شوية

مدت يدها وما استطاعت تحريكه من بقية جسدها لتستند على ذلك العكاز وتجلس على قاعدة المرحاض بصعوبة بالغة..تركتها الممرضة لتتكفل هي ببقية أمورها..

الروح المصرية (الجيل الجديد من الفراعنة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن