الحلقة التاسعة والعشرون

131 6 16
                                    

واصل سكان الصحراء الغربية الإستعداد للسفر والمغادرة..

لكن كان لابد من مناقشات ودية مع الملك...

بالطبع سينفذون أوامره لكنهم يريدون الإطمئنان على مستقبلهم....

ثلاث ساعات كانت مدة إجتماع الملك (موسى) مع زعماء العائلات في مجتمع الصحراء الغربية..

عائلات عريقة  يمتد نسبها  لملوك الفراعنة القدماء...

فهناك عائلات تملك إسم الملك (تحتمس الثالث) مثل الكابتن (شو)

وعائلات تنحدر للفرعون الأخير (نختنبو الثاني)
ك(تي)

وهناك نسل الملك (أحمس) الذي ينحدر منه الملك (موسى)....

وهكذا حتى الملك (مينا)  موحد القطرين...

لازال نسبهم موجوداً إلى الآن...

تم النقاش حول الدمج...توزيع الأماكن التي ستعيش بها كل عائلة في مصر... نظام التعليم... العمل... المواطنة في مجتمعنا...

عبروا عن مخاوفهم المحتملة ولم يواجهوا سوى الطمئنة من ملكهم...

تم الإتفاق على دمج نساء وأطفال القبائل المتمردة - والتي تم تصفية رجالها- كل امرأة و أطفالها في عائلة مختلفة عن عائلتها لإحتواء خطرهن مع تخصيص مبالغ مناسبة لهن ولأطفالهن تدفعها الحكومة بالتعاون مع بقية العائلات...
و لكي يضمنوا محو تلك القبائل المتمردة إلى الأبد...

                       ****************
كان الصباح جميلا... على الرغم من أنه يونيو إلا أن الرياح كانت نشطة محدثة زوبعات خفيفة بين الحين والآخر....

توقفت تلك السيارة موديل الثمانينات أمام العمارة وترجل منها حافظ الذي كان يرتدي بذلته الرمادية واقياً نفسه الجو البارد... كان يحمل طلبات المنزل الكثيرة...

كانت تراقبه من فتحة الشباك (سجى)..

تحاول بسرعة أن تلم بتفاصيله قبل أن يصعد ويختفي من أمام ناظريها...

لقد أدمنت تلك العادة...

ترقب بسمعها الباب الأمامي لشقتهم وما إن يحدث صوتاً وتتأكد أنه هو حتى تنتظر لكي تراه يركب سيارته أو يتجول هنا أو هناك...

حاولت أكثر من مرة السيطرة على تلك الرغبة الجامحة لرؤيته...

لكنها أخفقت....

تخشى عواقب ذلك كثيرا...

وتود لو تعلم لماذا.. لماذا تفعل ذلك؟!

ألا يمكن أن تكون... ؟!

أبعدت بسرعة وفزع ذلك التفكير عنها..

إنه يعمل لدى الدولة...

إذن.. كافر!

أو ربما -على أفضل تقدير- فاسق!

الروح المصرية (الجيل الجديد من الفراعنة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن