أنوبيس

الفصل الثاني عشر: لتمتزج صرختنا معًا.

وتضيقُ دنيانـا فنَحسبُ أنّنا؛
سنموتُ يأساً أو نموتُ نحيبا

وإذا بلُطفِ الله يَهطلُ فجــأةً
يُرْبِي من اليَبَسِ الفُتاتِ قلوبا..

‏قُل للذي مَلأ التشاؤمُ قلبَه
ومضى يُضيِّقُ حولنا الآفاقـا

سرُّ السعادةِ حسنُ ظنك بالذي
خلق الحياةَ وقسَّم .. الأرزاقا

_ الأمام الشافعي.

__________________________𓂀
𝕄𝕒𝕝𝕚𝕜𝕒

⟬ ماليكا ⟭

صعدنا للحافلة التي سوف نذهب بواسطتها إلى الأسكندرية، فركضت شهد بطريقة مرحة وهي تعانق كف "نجمة" تجاه الأريكة الخلفية، جلست نجمة جانب الشرفة ثم شهد، أنا، غزل وجميلة، وجلست ريحان جانب أختها "ليلة" في المقعد أمامنا مباشرة وعاليا جانب زوجها الذي يقود الحافلة.

- والله وحشتيني يا امرأة.

قالتها غزل وهي تضربني في كتفي بطريقة مرحة فضحكت بخفة واخبرتها أنني شعرت بالمثل كذلك.

- أنتِ بتعملي إيه؟

قلتها بتساؤل عندما نهضت غزل ووقفت بزاوية أمام ثم مدت يدها في شعري، فقالت ببساطة وهي تقسم جزء منه وتقوم بعقد جديلة به:

- هحطلك أصداف زي دول.

اشارت على الأصداف الصغيرة الجميلة المتعلقة في غرتها، ثم بدأت بتعليق مثلها في الجديلة بعدما اخرجتهم من حقيبتها.

- قمر يا امرأة.

قالتها بنبرة مازحة بعدما نظرت إليَّ بتفحص عقب انتهاءها وهي تصفعني على وجنتي بخفة، ثم عادت لمجلسها.

- خايفة مني أنا؟ ده أنا عبيط خالص.

قالها رائف بنبرة مازحة إلى نجمة بعدما نظر لها أثناء وقوفه أمام المقعد الذي يسبقنا بمقعدين في نية منه للجلوس فوقه، فأفتر ثغرها عن ابتسامة خجولة بسبب ما حدث منذ قليل.

عندما دلف رائف فبدأت بالصراخ والأرتجاف والهرتلة بكلمات غير متجانسة لم يفهم منها أحد شيء، لكن فهم نيلان منها إنها تقصد الوشم الذي يزين مرفقة والذي هو خاص بالمامبا -كما فهمت- لأنها تذكرت الحقير الذي خطفها والذي يُدعى "سليمان" حيث إنه يحمل نفس ذلك الوشم الكريه.

- كلنا عندما نفس الوشم بصي، أنا كمان عندي مفيش حاجة تخوف، أنا أنقذتك صح؟

قالها نيلان وهو يرفع كم سترته وينزع الضماضة الملتفة حول مرفقة فظهر آثار حمراء لجرح طولي عميق جانب الوشم المماثل لرائف لكن باختلاف الرقم الموضوع على رسخ يده حيث يظهر رقم سبعة بالأنجليزية على يده ويظهر رقم خمسة على رسخ يد رائف.

فتراخت أعصابها المنتصبة حد الأنفجار، وجالت بنظراتها من بين ذراعيها اللذان تدفن رأسها بينهم فوق مرفقه وعلى خاصة باسل الذي رفع كم سترته هو الآخر ليؤكد حديث نيلان.