وعلى الجهة الأخرى ، إستيقظ المُخدر من نعاسٍ شديد و إسترخاءٍ جميل ، يتثائب بتثاقل ، يحاول تدارك ذاته و محيطه ، يُحدق بالمكان الغير مألوفٍ له ، غرفةٌ خشبية واسعة لكن مليئة بالفوضى اللطيفة ، وسائد كثيرة و ملونة بتدرجات الخريف الأنيقة ، أغطية و ملائات يدوية فنية ، مكتبةٌ واسعة بالجهة المقابلة لجانبه ، و خلف سريره الذي ينام فوقه بزاويته ، نافذةٌ واسعة ببعض النباتات القزمة اللطيفة ، المكان يُشعر بالدفى الشديد و الإلفة ، رائحة الڤانيليا تفوح بالأرجاء ،
يستقيم بهدوء محدقاً ببابٍ آخر بزاوية المكتبة ، إنتابه فضولٌ ليتجه نحوه و يدخل بهدوء ، حائطٌ كامل من الأحذية الباهظة و الأنيقة ، بعضها لطيفٌ بألوانٍ مُبهجة و أخرى أنيقةٌ كلاسيكيةٌ فاخرة ، بالإضافة لبعض أحذية الكعب الإستعراضية منها و النسائية ، ليبتسم بقلة حيلة و ينفي برأسه بهدوء ، بالحائط المجاور ، صفين طويلين مليئين بالألبسة و الأزياء ، ينضر بتعجب و إندهاش بتنسيقها وفق تدرج الألوان و بشكلٍ مرتبٍ و منظم ، بينما الحائط الثالث المقابل للأحذية مليىءٌ بالرفوف التي تحمل صناديق كثيرة ، إتجه يلقي نظرة ، ليجد رفاً مليئا بالساعات ، و آخر مخصوصٌ للقلادات ، واحد آخر أيضاً للحلي كالأقراط و الخواتم و بعضٌ للشعر ، رفع حاجبيه بإندهاش للكم الهائل ، ليتنهد بعدم إستيعاب ، يستدير ليصطدم بالحائط الأخير ، و الذي تتوسطه مرءاة كبيرة مضيئة ، و وسادةٌ أمامها على الأرضية ، و على كلا طرفي المنضدة طاولتين قصيرتين تستقر على إحداها العطور و مراهم الجسد و الأخرى تحمل المساحيق التجميلية و المرطبات ، بالإضافة لخزانةٍ كبيرة بزاوية الحائط ، مليئةٌ بالمزيد من المنتجات الأخرىإيغيت : ... انت حقاً مهووس بعملك رين ... حسناً فلنخرج من هنا إيغيت قبل أن نجد أموراً أخرى أكثر غرابة
يخرج و يغلق الباب خلفه ليتجه للصالة ، منتبهاً للوقت
إيغيت : ... قلتُ أنك ستعود قبل إستيقاظي ...
أخذ بورقة ملاحظات ليكتب أمراً ، يلصقها على الثلاجة و يهم بالخروج ، متجهاً لإحدى الأحياء المعينة ، لأحد المنازل ، ليدخل بمفتاحه الخاص ، ليكون أول ما يستقبله عناقاً دافئاً و حنوناً
" ... اووه صغيري ... أين كنت ... قلقت عليك كثيراً ..."
يحتضنها أكثر يُغرقها بين أحضانه مُقبلاً خصلاتها بلطف
إيغيت : ... أمي ... حبيبتي ... لقد أتيت ...
تبتعد بلطفٍ لتمسك بوجنتيه محدقةً بالأطول منها الذي يُخفض جذعه قليلاً لتتسنى له التحديق به عن قرب
" ... صغيري ... أنت بخير ! ... ما خطب عينيك ؟! ... أكلُّ شيءٍ على ما يرام ؟!!! ... "
إيغيت : ....
يُمسك بيكفيها بلطف مبتسماً بحنية ليجذبها معه متجهين للجلوس على مائدة الطعام بالمطبخ اللطيف ذو رائحة المخبوزات التي تفوح بالأرجاء
أنت تقرأ
نادي الشرفاء
Randomبمجتمعٍ يُمنع و يعاقب فيه من يختلفون عن فطرتهم بميولاتٍ حددوا أنها غريبة و مرفوضة ، يتوسطهم ملهاً ليلي ينفي جميع تلك القوانين ، و يكسر كل المعايير ، يُجند به العهرة و المغايرين لإرضاء النبلاء ذوي الشرف و النسب و أصحاب المكانة ... إنها قصة حبٍ نقية...