10

198 7 0
                                    

على متن باصٍ يقود وسط بريةٍ قاحلة بتلالٍ صخرية و أشواك مدببة ، الشمس حارقة ، و العبوء يملئ داخل المركبة ، يجلس كل المهاجرين الأربعة المرهقين برفقة ستة من المُهربين ، يراقبون الطريق بحذر و مستعدين لأي تشاحناتٍ مع مجموعاتٍ أخرى أو مع حرس الحدود ، شاردٌ بالتحديق عبر النافذة ، صامتٌ و ذابل ، مرهقٌ و متعب



إيغيت بإطمئنان : .... رين !! .... أنت بخير ؟! ...



ليميئ الآخر بغير إهتمام مُرَكزةٌ عينيه على الطريق ، ليلتفت الجالس بجانبه للشابة ورائه برفقة الشاب الآخر

إيغيت بخفوت : ... ما خطبه ؟! ....


گولير : .... أدويته و العقاقير بقيت هناك ...


إيغيت بإندهاش : ... أهو مدمنٌ على شيءٍ ما ؟!!!! ...


لتصمت بدورها تحدق عبر النافذة بذات الهدوء و الإرهاق ، عاهرَين وسط نادٍ فاسق محاطان بالقذارة و السموم ، أن يخرجا بأقل ضرر و أدنى نسبةٍ من الإدمان إنها لمعجزةٌ بحد ذاتها ...
توقف الباص فجأة ، ليستفهم الآخرون بريبة


" ... هيا علينا النزول ... سنكمل سيراً ... "



و بالفعل ، هبطوا جميعاً ليعود الباص أدراجه بالإختفاء عن المكان ، يمشون وسط العدم ، بدأت الشمس الحادة تلين معلنةً إقتراب المساء ، ليهم أصغرهم بالجلوس ارضاً بتعب


إيغيت بينما يساعد : ... هيا رين ... القليل فقط ...


رين بخدر يتذمر : ... كلااا ... لم يعد بإمكاني أكثر ... لم يكن علينا منذ البداية القدوم هنا ...



إيغيت : ... رين ... توقف عن هذا ... لقد هربنا ... لم يعد بإمكاننا العودة ... لذا حتماً علينا الإستمرار ... هيا لا فائدة من الندم ...



رين بإرهاق : ... تعبت ... لا أستطيع أكثر ...



ليصمت قليلاً محدقاً بتعابيره المرهقة و أنفاسه المتقطعة ، ليستدير بظهره نحوه و هو جاثٍ أرضاً ، يرفع يديه ناحية كتفيه بينما ينتظر و الآخر يُحدق بإستفهام


إيغيت بلطف : ... هيا ... سأحملك ... إصعد ظهري ...



باستفهام يرفع حاجبيه ليعتدل بهدوء يمد ذراعيه حول عنقه و يحاوط ساقيه جذعه ليستقيم الآخر عن الأرض يمسك بيديه ركبتي الأصغر يسندهما جيداً بينما يحني ظهره للأمام قليلاً ، ليكملوا سيرهم ، طوال طريقهم لم يستطع الأصغر إيقاف ضربات قلبه المتسارعة ، لم يستطع أبعاد عينيه عن تأمل جزء وجهه ، أو التوقف عن دفن أنفه بعنقه و إستنشاق رائحته ، لم يكترث لِهمِّ الطريق كل ما يشغل عقله و بصره هي الفتنةُ الجذابة الملاصقة به ، ليس و كأن الأكبر لم يشعر بذلك لكنه فقط يتجاهل و يُكمل السير مركزاً بالطريق ، بينما الآخران يمشيان خلفهما ، بتبسماتٍ هادئة و مرهقة ، تشبك الشابة ذراعها بذراع الآخر و تسند رأسها على كتفه بينما يسيران بصمتٍ تام و تعبٍ غالبٍ عليهم ...


نادي الشرفاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن