9

241 6 0
                                    

بعد قطع أميالٍ طويلةٍ على الطرقات الخالية ، بدأ الوقود ينفذ بالفعل ، ليُهدء كلٌ منهم نفسه متأملين الوصول لأي مكانٍ يسكنه بشري قبل تعطلها ، ترتفع إبتساماتهم بظهور مدينةٍ أسفلهم حيث كانوا على سلسلةٍ من التلال ذات الطرقات المُعبدة ، إنتبه ذو الخصلات البنية لسيارةٍ سوداء مفيمة تظهر خلفهم ، تمشي بسرعةٍ عاليةٍ جداً ، ليُعاود الفحمي الإنفعال محدقاً بذعرٍ تام ، جاعلاً من السائق يتوتر ليسرع بالقيادة أكثر ، تُحاول السيارة إعتراض طريقهم بالفعل و الإلتصاق بهم ، تُفتح النافذة المفيمة ليظهر رجلين ملثمين بيد كل منهما سلاحاً ، يوجهانه نحوهم ، يحاولان قتلهم جميعاً ، بضع رصاصات ، أُتلفت بها عجلات السيارة لينعطف مارت بقوةٍ شديدة ينحرف عن الطريق ليسقطون جميعاً من الجرف يتدحرجون نحو الغابات الكثيفة بأشجارها الضخمة ، بينما الآخران خرجا من السيارة يقفا بقمة التلة لينظرا لأخرى تتدحرج بعنف ناحية الهاوية .....

................

سعالٌ حاد إستوطن حلقه ، يفتح عينيه ليُغمضهما بحرقةٍ شديدة لتألمه بها ، يتفحص الأرجاء حوله ليجد نفسه محاطاً بذراعين تُخفضه ناحية الكرسي للأسفل بينما صاحبها فاقداً لوعيه ، و الدماء تنسال من رأسه ،
يحدق حوله بعجز ، ليجد الآخران مغميان أيضاً بينما الدماء تنزف بغزارة من رأسيهما خصيصاً گولير ، حيث إمتلئ قميصها الرصاصي بالدماء الداكنة ،
يأن و يهمهم يحاول إيقاظهم إلا أن لاصقةَ فمه تمنعه من التحدث أو إصدار صوته بشكلٍ عالٍ رغم صراخه ، ينتفض بقوة يحاول فك يديه إلا أن ذلك لم يزيد سوى من تألم ذراعه أكثر ، أغمض عينيه بإحكام ١بينما ينعقد وجهه لتنسال قطراتٌ حارة من زجاجيتيه لعجزه و لحالهم ، خائفٌ و مذعورٌ و قلق ، لا يريد الموت لأي منهم لا يريد خسارتهم ، يُحاول مساعدتهم لكنه غير قادر ، بصعوبةٍ يتزحزح ، يحاول إخراج ذاته من مكانه ، يحاول الخروج من بين ذراعي الآخر المحكمتين ، يتزحزح ناحية النافذة ، بجبينه يضغط قفل الباب ليبتعد يعود بجسده العلوي للداخل و يمد ساقه محاولاً فتح مقبض الباب ، عدة مرات إلى أن إستسلم بالفعل ليقوم بركل المقبض بغضبٍ شديد جعل منه يتحطم دون فتح الباب مما جعله يصرخ بغضب أكبر و عجزٍ أشدّ ، جسده متكئ على الآخر بجانبه ليدير رأسه مقابلاً وجهه و ينظر بتحسرٍ لملامحه الساكنة ، يستجمع شجاعته ، يأخذ نفساً عميقاً ليركل النافذة بقسوة ، لكن بأساً فالسيارة مفيمة و مضادة للرصاص ، جميع سيارات النادي هكذا ، مما جعله ييأس أكثر فأكثر ، لاحظ إقتراب أحدهم نحو السيارة ليكتم أنفاسه بذعر يُغلق عينيه متظاهراً فقدان وعيه ، و يتلو بداخله كل ما يتواجد بالكون من صلواتٍ و أدعية ليتجنب إيذائهم ، قلبه يرتجف بشدة إلا أنه مُحافظٌ على تعابيره لإيهامهم



" هيي ... لا أعتقد أنهم سيكونون على قيد الحياة بعد تلك الرمية ... "


" ... مع ذلك تأكد ... "


نادي الشرفاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن