11

205 8 4
                                    

***** يحدق بذهول بعدستين داكنتين تبرق و تلمع بإندهاش ، بشابةٍ هزيلة لطيفة ، شعر أسود طويل و ناعم ، ينسدل على كتفيها العاريين بفستانٍ رقيقٍ أبيض ملائكي ، يغطي بعضاً من جسدها المكدم ، تقف وسط الحضور بالحانة لتغني بصوتٍ رقيق يملؤه الحزن العميق ، تُحدق بالطفل الصغير أمامها و تبتسم بدفئٍ عاجز و حنانٍ مُقيد ...
تنهي عرضها ليُشد ذراعها أحد المتواجدين ، يهم الصغير ناحيته يلكم قدمه بينما يصيح به


" ...أتركها ... أتركها ... أمي ... أتركها ... "


بعنف يلكم و يركل بالرجل الذي طفح كيله ليقوم بركله ككرةٍ بقدمه بعيداً ، لتفلت الشابة يده بعنف و تهم نحو الصغير


" ... صغيري ... حبيبي ... لا بأس ... أمك بخير ... لا تقلق ... سأذهب الآن ... لكنني سأعود ... سأعثر عليك ... لا تخف ... "



" ... لا تذهبي ... أرجوكِ  ... إبقي معي ... أرجوكِ ... لا تدعيهم ياخذونك مني ... "



تقبل جبهته المصابة ، بينما تّمسك وجنتيه المحمرتين الباكية


" ... لا تقلق ... سنلتقي قريباً ... قريباً جداً ... أمك تحبك ..." *****


ضبابيةً تلحف عينيه و تعيق رؤيته ، يفتح أجفانه بثقل ، يحاول التركيز لتتوضح أمامه ، صورةٌ لإمرأة تقف فوق رأسه بجانب سريره


رين بخدر : ... من أنتِ ؟! ... ماذا تريدين ؟! ... انا لا أعلم شيئاً ؟؟...


الصمت و التحديق بهدوء هو كل ما يخرج منها ،


رين بيأس : ... رجاءً ... لا تؤذينا ... أنا لن أفعل شيئاً صدقيني ... لن أتكلم بشيء ...



" ... لكنني أريدك أن تتكلم ... "



رين : ... من أنتِ ... أنا لا أستطيع التحدث بشيء ... رجاءً... دعيني أذهب ... دعي أصدقائي لوحدهم ... سنعيش بعيداً عن الجميع ... لن يعلم أحد بنا ...


" .... لست بحاجةٍ لذلك ... أنت بالفعل بمكانٍ آمن ... لا أحد سيصل إليكم ... لا إيبيس و لا النادي و لا الشرطة ... و لا حتى البلاد ... لا أحد ... إطمأن .... "



رين : ... ماذا تقصدين بأمان !! ... هل ستقتلينا ...



" ... هههه ... عزيزي ... إلى أي مدى أرعبوك لتعتقد أن المكان الوحيد الآمن هو الموت ... "



رين : ....


" ... لا تقلق ... ما قصدته بالأمان هو هذا المنزل ... و هذه الضاحية ... لا أحد يستطيع الوصول هنا ... بكل بساطة أنت الآن تحت حمايتي ... "


رين : ... من أنتي ؟! ...


" ... الشخص الذي يرغب بتحريرك و الآخرين من تلك القذارة و تدميرها ... لا تقلق ... لدي السلطة و لدي القوة لذلك ... لكن ما ليس لدي هي المعلومات و الطريقة ... "



نادي الشرفاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن