***** يحدق بذهول بعدستين داكنتين تبرق و تلمع بإندهاش ، بشابةٍ هزيلة لطيفة ، شعر أسود طويل و ناعم ، ينسدل على كتفيها العاريين بفستانٍ رقيقٍ أبيض ملائكي ، يغطي بعضاً من جسدها المكدم ، تقف وسط الحضور بالحانة لتغني بصوتٍ رقيق يملؤه الحزن العميق ، تُحدق بالطفل الصغير أمامها و تبتسم بدفئٍ عاجز و حنانٍ مُقيد ...
تنهي عرضها ليُشد ذراعها أحد المتواجدين ، يهم الصغير ناحيته يلكم قدمه بينما يصيح به" ...أتركها ... أتركها ... أمي ... أتركها ... "
بعنف يلكم و يركل بالرجل الذي طفح كيله ليقوم بركله ككرةٍ بقدمه بعيداً ، لتفلت الشابة يده بعنف و تهم نحو الصغير
" ... صغيري ... حبيبي ... لا بأس ... أمك بخير ... لا تقلق ... سأذهب الآن ... لكنني سأعود ... سأعثر عليك ... لا تخف ... "
" ... لا تذهبي ... أرجوكِ ... إبقي معي ... أرجوكِ ... لا تدعيهم ياخذونك مني ... "
تقبل جبهته المصابة ، بينما تّمسك وجنتيه المحمرتين الباكية
" ... لا تقلق ... سنلتقي قريباً ... قريباً جداً ... أمك تحبك ..." *****
ضبابيةً تلحف عينيه و تعيق رؤيته ، يفتح أجفانه بثقل ، يحاول التركيز لتتوضح أمامه ، صورةٌ لإمرأة تقف فوق رأسه بجانب سريره
رين بخدر : ... من أنتِ ؟! ... ماذا تريدين ؟! ... انا لا أعلم شيئاً ؟؟...
الصمت و التحديق بهدوء هو كل ما يخرج منها ،
رين بيأس : ... رجاءً ... لا تؤذينا ... أنا لن أفعل شيئاً صدقيني ... لن أتكلم بشيء ...
" ... لكنني أريدك أن تتكلم ... "
رين : ... من أنتِ ... أنا لا أستطيع التحدث بشيء ... رجاءً... دعيني أذهب ... دعي أصدقائي لوحدهم ... سنعيش بعيداً عن الجميع ... لن يعلم أحد بنا ...
" .... لست بحاجةٍ لذلك ... أنت بالفعل بمكانٍ آمن ... لا أحد سيصل إليكم ... لا إيبيس و لا النادي و لا الشرطة ... و لا حتى البلاد ... لا أحد ... إطمأن .... "
رين : ... ماذا تقصدين بأمان !! ... هل ستقتلينا ...
" ... هههه ... عزيزي ... إلى أي مدى أرعبوك لتعتقد أن المكان الوحيد الآمن هو الموت ... "
رين : ....
" ... لا تقلق ... ما قصدته بالأمان هو هذا المنزل ... و هذه الضاحية ... لا أحد يستطيع الوصول هنا ... بكل بساطة أنت الآن تحت حمايتي ... "
رين : ... من أنتي ؟! ...
" ... الشخص الذي يرغب بتحريرك و الآخرين من تلك القذارة و تدميرها ... لا تقلق ... لدي السلطة و لدي القوة لذلك ... لكن ما ليس لدي هي المعلومات و الطريقة ... "
أنت تقرأ
نادي الشرفاء
Randomبمجتمعٍ يُمنع و يعاقب فيه من يختلفون عن فطرتهم بميولاتٍ حددوا أنها غريبة و مرفوضة ، يتوسطهم ملهاً ليلي ينفي جميع تلك القوانين ، و يكسر كل المعايير ، يُجند به العهرة و المغايرين لإرضاء النبلاء ذوي الشرف و النسب و أصحاب المكانة ... إنها قصة حبٍ نقية...