الفصل الحادي عشر: كلمات طاعنة

155 35 19
                                    

وضعت يديها على فمها تكتم شهقاتها والدموع تهبط من عينيها اللتانِّ اصبحتا حمراوين كالدم أخذت تردد وهي تضرب على وجنتيها بحسرة
"يا نهار أسود اتفضحت أتفضحت أعمل إيه"

وقفت تُطالع الصور بصدمة ثم اتصلت برامي الذي رد عليها مسرعًا بنبرة ساخرة
"إيه رأيك في صورك يا قمر؟"

سألته بغضب وحزن
"انت عملت الصور دي إزاي انا عمري ما بعتلك صور ليا وانا بالمنظر ده يا شيخ حسبي الله ونعم الوكيل فيك انت عايز إيه مني"

أجابها بتهكم ما زادها وجعًا
"بتدعي عليا! ولما انت شيخة والإيمان بيخر منك أوي كدا ارتبطتي بيا ليه نزلتي معايا في شارع مقطوع ليه وسيباني بحضنك وأمسك إيدك عادي معترضتيش ليه؟"

عقبت على حديثه بوجع
"حبيتك يا أخي ملعون أبو الحب اللي عماني ده وخلاني ماشية ورا كلامك وموافقة على أي حاجة تعملها حتى لو انا من جوايا رافضة مكنتش ببين عشان مزعلكش عشان كنت فكراك هتتجوزني بجد عُمري ما توقعت منك كدا بجد"

هتف هو ضاحكًا
"أتجوزك إيه يبنتي انتي هبلة ولا إيه هو في حد بيتجوز واحدة مشيت معاه بردو؟ ده انا كنت بفرج صورتك لصحابي هتجوزك إزاي بس وبعدين انتي الله أعلم ارتبطتي بكام واحد قبلي  كمان"

صُدمت ميرال من طريقته تلك كيف تبخرت كل وعوده الزائفة لها وكيف تغير عليها ويُحدثها بهذا الأسلوب ويرسل لها هذه الصور!!
الآن تذكرت حينما أخبرها طاهر أن ليس هناك رجل يتزوج بفتاة قد دخلت معه في علاقة غير شرعية تحت مسمى 'الارتباط' ولكن هي المخطئة فقد كانت ترضى بكل إرادتها وعليها أن تتحمل عواقب فعلتها الآن
وضعت يدها على قلبها الذي يعتصر ألمًا وأردفت وهي تزدرء ريقها
"انا مش هقولك غير أني اتصدمت فيك بجد! انت إزاي كدا انت لا يمكن تكون بني أدم جيبت الصور دي منين أصلًا وعايز مني إيه دلوقتي؟"

هذا هو السؤال الذي كان ينتظره أجابها مُسرعًا
"أيوة كدا ندخل في المفيد ، عايزك تجيلي الشقة وبكرا مش يوم تاني وبعدها همسح الصور دي ، ولو موافقتيش وربنا لأبعت الصور لعيلتك كلها نفر نفر وانزلهالك فيس وانستا وفي كل حتة من الآخر كدا هخليكي فُرجة
وبالنسبة لسؤال عملت الصور أزاي فبرامج الصور كتير جدًا وبصورة واحدة بس قدرت أعمل كل ده عادي"

وضعت يدها على فمها مصدومة من هذا الكلام وردت عليه قائلة بغضب وقد حملت كره العالم كله في قلبها له في تلك اللحظة
"أجيلك فين انت اتجننت؟ مستحيل طبعًا"

"براحتك يا قطة بس متزعليش بقا لما تفتحي الموبايل تلاقي صورك نازلة في كل حتة وشوفي أهلك بقا هيعملوا معاكي إيه ، طب أقولك حاجة؟ انتي مش صعبانة عليا خالص عارفة ليه؟ عشان انتي اللي قبلتي على نفسك كدا من الأول وزي ما نفسك مصعبتش عليكي وانتي بترخصيها ب مشيك معايا ومقابلتك ليا من ورا أهلك مش هتصعب عليا انا كمان"

ضحية ماضيWhere stories live. Discover now