الفصل السادس عشر: الأخت المفقودة

143 29 19
                                    

أفاقت علا لنفسها وهي تزيح يديها من على عنقه وقد أوشكت على البكاء مما حدث بينهما الآن ورؤية الجميع لهما في تلك الحالة
"طلعني حالًا"

"حاضر....انا آسف كنت عايز اساعدك مش أكتر"
قالها وقد أفاق لنفسه هو الآخر ، ماذا يتأمل هذا الأبله؟ يتأمل عيني المرأة التي تعمدت إهانته واحراجه!
ازاح إحدى يديه من على خصرها وأمسك سلم المسبح وهو يسحبها باليد الآخرى ساعدها على الصعود من المسبح لتنظر إليه وهي تمسح وجهها والدموع في مقلتيها ثم تركض إلى سيارة والدها مسرعة ويعتزر والدها من أسرة نوح على تهور ابنته راكضًا خلفها
ما زال نوح في حالة صدمة مما حدث الآن ينظر إليهم بفاه مفتوح ، ركضت إليه فريدة وهي تساعده على ارتداء سترته والدخول إلى المنزل  بينما تركه شهاب الذي لم يعجبه ما حدث اطلاقًا

_____________________________________

"ميرال...بصراحة انا مش قادر استحمل أكتر من كدا وعايز أقولك حاجة"
كانت هذه كلمات طاهر التي قالها بارتباك وردت عليه ميرال بعد أن صبت كامل انتباهها له
"قول يا طاهر سامعاك"

هتف وهو يحك مؤخرة عنقه بتوتر
"انا قررت افتح مكتب خاص بيا بدل ما كل يوم حوارات مع الناس اللي مشترك معاهم وفعلًا لقيت مكان واشتريته وهبدأ أجهزه ، كنت عايز أقولكوا بعد لما يجهز وتبقى مفاجأة"
تابع بابتسامته التي تزيده وسامة فوق وسامته
"بس انتي عارفة انا مبقدرش أخبي حاجة عنك"

ردت عليه وقد خاب أملها فقد توقعت أن يخبرها بشيء أكبر من ذلك
"ألف مبروك يا طاهر"
سرعان ما وبخت نفسها على خيبة الأمل تلك ، فماذا تتوقع أن يخبرها وبماذا تعلق نفسها الآن!
وما سر اللمعة التي تظهر في عينيها وابتسامتها البلهاء عند النظر إليه؟!
هو يبادلها الشعور ويريد علامة منها كي يعترف ولكن لا هو أخاها ليس إلا ولن تقع في حبه على الاطلاق!

_____________________________________

مر اسبوعين ولا جديد يُذكر في علاقة نوح وعلا حيث أنها منذ ذلك اليوم لم تخرج من المنزل وهو حاول مرارًا أن يأتي إليها في الشركة لكن دون جدوى وما زال أمر الصفقة مُعلق لم يقرر سيلغيها أم لا
وتكررت الزيارات بين أسرتي ليان وآسر مما زادهما تعلقًا ببعضهما
ووليد يعد الأيام حتى يعود إلى بلده ويتزوج بمحبوبته ولم يتصل عليها كل تلك الفترة بسبب انشغاله فالعمل مما اراحها كثيرًا
ورانيا لم تُعلم أي شخص بزواج ابنتها سوى قبله بليلة كي لا تُحزنها
وحينما علمت تاج بزواج ابنة خالتها لم تخبر وليد مخافة أن يتهور ويقدم على أي أفعال مجنونة وهو وحده في الغربة وحذرت الجميع كي لا يخبروه وينتظروا قدومه سالمًا اولًا
وميرال تحاول أن لا تتعلق بطاهر وتتجنبه بقدر الإمكان منذ ذلك اليوم

وأخيرًا جاء اليوم المنتظر اليوم الذي ستتغير فيه حياة آسر وليان كليًا
تلك المرأة التي طُعنت من أعز أصدقائها واصبحت غارقة في همومها وأحزانها وخائفة من الاعتراف لأهلها
تتزوج من ذلك الرجل الذي كرس حياته لمهنته واختار عدم العمل في مجال أبيه وأن يتجه إلى حلمه في ممارسة مهنة الطب النفسي ، ولم يقع في الحب ولم يدق قلبه إلا لها في ذلك اليوم الذي أتت إليه العيادة وتغيرت فيه حياتهما كليًا ليصبحا قلبًا واحدًا لن يقدر أحد على تفريقهما بعد الآن

ضحية ماضيWhere stories live. Discover now