بجسدٍ مرتجف وعينين حمراوين ومنتفختين من كثرة البكاء سأمت من حياتها لم تعد تستطيع التحمل، كل الأحداث من حولها تجبرها على فعل ذلك، تضع قدميها على سور البناء وهي تبكي بشدة نظرت إلى الأسفل بخوفٍ شديد وأخذت تتصبب عرقًا من حرارة الجو وأشعة الشمس تلفح وجهها الرطب ، أغمضت عينيها ووضعت يديها على قلبها و أخذت تردد بضعف
"يارب سامحني يارب مبقتش قادرة استحمل"
ليأتي صوته من خلفها الرجل الذي أحبته بصدق الوحيد الذي حاول تعويضها عن ماضيها الأليم، عندما وقف كل العالم ضدها وقف هو ضد كل العالم ودعمها فقط، وقف مصدومًا من هول الموقف لا يستوعب ما يحدث الآن وما هي مُقبلة على فعله هز رأسه بعلامة الرفض والدموع في مقلتيه ثم ركض إليها مسرعًا وأردف بخوفٍ حقيقي
"ليان أنزلي يا ليان متعمليش كدا عشان خاطري"
توقع أن تتراجع عن قرارها هذا ولكن صدمته جملتها
"فات الأوان" قالتها بنبرة مرتعشة ثم ألقت بجسدها إلى الأمام
ليرطتم جسدها بالأرض وتسقط فاقدة للوعي، الدماء متناثرة من حولها وتغطي وجهها وقدميها بالكامل كما فُتحت بعض الجروح في جسدها الوهن
نظر إليها المارة ثم اجتمعوا من حولها وأخذوا يلتقطون لها الصور والڤيديوهات وينشرونها على مواقع التواصل الاجتماعي، لم يحاول أحد إنقاذها الجميع يسعى إلى "التريند" وإثارة الجدل فقط!!
يجلسون على فراشهم ويمسكون هواتفهم ويكتبون أسوأ الكلمات التي حطمت نفسيتها وأجبرتها على فعل ذلك كم أن الناس سيئون حقا!! يرمون الكلام القاسي دون مراعاة شعور من حولهم تسببوا في انتحار فتاة مسكينة لا حول لها ولا قوة كل ما أرادته فقط هو أن يتركها الناس وشأنها__________________________________________
تنويه: دي أول رواية ليا يارب تعجبكم ومواعيدها تكون يوم الجمعة والثلاثاء إن شاء الله
YOU ARE READING
ضحية ماضي
Mystery / Thrillerكُلنا ضحية ماضي بشكلٍ أو بآخر... ماضي نهابه، نخفيه..! لكن هل سنتمكن من هزيمته يومًا؟