الآن تأكدت أن أولويات ليان مُقدمة على أولوياتها هي بدرجة تفوق الحدود!!
شردت تتذكر يوم حفل استقبالها ويوم إعلان والداها عن تلك القضية في نفس الوقتكانت جالسة على أحد المقاعد بإنهاكٍ سيطر عليها فأتت إليها ليان وتفوهت باستعجال:
"قومي يا سما دلوقتي ماما وبابا هيتكلموا وعايزينك معاهم"نظرت إليها سما بعدم استيعاب وتحدثت:
"مش فاهمة هيتكلموا مع مين وفي إيه يعني؟؟"شرحت لها ليان الأمر بقولها:
"بصي دي بتبقى زي كلمة افتتاحية كدا بيقولولها في وقت من الحفلة في المايك قدام المعازيم كلهم يعني بيوضحولهم الحفلة دي اتعملت ليه وكده""أيوة أيوة فهمتك، قايمة أهو"
قالتها ثم هندمت ملابسها وأعادت خصلاتها إلى الخلف ونهضت تقف بجانب والديها على المسرح مُتنهدة بتوتر فسمعت قول أحمد وهو يُمسك بيدها كي يشعرها بالأمان وباليد الآخرى أمسك بمكبر الصوت حتى يصل صوته إلى الجميع:
"أول حاجة حابب أشكر كل الناس اللي قبلت الدعوة وجت الحفلة دي، واللي عملتها بمناسبة رجوع بنتي"سما" بعد 16 سنة وهي بعيدة عننا، عيلتي كانت ناقصة فرد ورجع تاني والفرحة مش سايعانا كلنا، وبالمناسبة انا حابب أعلن قدام الصحافة كلها إن بنتي مضاعتش بالصدفة لأ دي كانت عملية خطف مدبرة وإحنا بإذن الله هنرفع قضية على الميتم ده وبصفة خاصة المديرة والناس اللي تبعها، وكان ممكن أقفله خالص بس امتنعت عن ده رأفة بحال الأطفال اللي ملهومش مأوى غير هناك، وشكرًا"تأملت سما أحمد بحبٍ يشع من عينيها وأردفت ببعضٍ من الإحراج:
"بجد يا بابا هترفع القضية دي عشاني؟، خايفة وقتك يضيع فيها واعطلك عن حاجة"كان حنانه واضحًا وهو يرد عليها:
"أيوة يا حبيبة بابا، وحتى لو هتعطلني فيها إيه يعني كفاية إنها عشانك، سنينك اللي ضاعت في الميتم ده انا مش هسيبها تروح في الأرض كده لازم آخدلك حقك من كل حد اتسبب في بعدك عننا، ومهما حصل مفيش حاجة هتمنعني أرفع القضية دي"ارتسمت ابتسامة على ثغرها وقد عوضها الله أخيرًا بظهور عائلتها في حياتها،
اطمأنت وتلاشى توترها قليلًا فتوافد الناس عليها يسألونها بعض الأسألة وكانت هي تجيب بثقة، حتى لو كانت ادعتها لكن ظهر دهائها واضحًا لهمعادت بذاكرتها مرة آخرى وتنهدت بضيق،
أخبرها والدها أن لا شيء سيمنعه من رفع هذه القضية لكن ظروف ليان منعته بكل بساطة!،
كيف تتمكن ليان من سلب عقولهم هكذا؟ صحيح أنها عانت لكن ألم تعاني سما أيضًا ستة عشر عامًا؟ أليست معاناتها أكبر بكثير!، على الأقل قضت ليان طفولتها مع عائلتها بينما قضتها هي في زوايا الميتم والغرف المتهالكة! كانت هذه القضية مهمة جدًا لها ولم تتمنى سواها لكن ستتهمش بِكل بساطة والسبب معلوم!!!قاطع شرودها قدوم ليان إليها وهي تمسك بكوبين من القهوة بالحليب فقدمت إحداهما لسما وبودٍ نطقت:
"عملتلنا كوبايتين نسكافيه نشربهم سوا ونتكلم براحتنا"
جلست بجانبها وتابعت بمشاكسة:
"ها عايزة نبدأ كلام في إيه إحنا سهرتنا مع بعض مطولة ممكن نشوف فيلم كمان"
YOU ARE READING
ضحية ماضي
Mystery / Thrillerكُلنا ضحية ماضي بشكلٍ أو بآخر... ماضي نهابه، نخفيه..! لكن هل سنتمكن من هزيمته يومًا؟