بينما أسيل تنظر إلى البحر وتنتظر أن تنهي ليان المكالمة ثم تُخبرها ماذا يحدث سمعت صوت ارتطام جسدها بالأرض نظرت إليها بفزع ولكن سرعان ما تنهدت براحة وحمدت ربها حين وجدتها في وعيها هتفت وهي تساعدها على النهوض
"في إيه يا ليان باباكي قالك إيه يخليكي مصدومة أوي كدا لدرجة إنك تقعي في الأرض!"ردت ليان تقص عليها كل ما حدث سامحة لدموعها بالسقوط
"في عريس هييجي يتقدملي بكرا وبابا مُصر إني أقعد معاه وبيقولي ده غني وبتاع واصلًا انا ووليد متفقين على الجواز زي ما انتي عارفة بس انا مش عايزة اعرف حد أن في اتفاق بينا وفي نفس الوقت مش عايزة أقابل العريس ده ومش هيبقى ليا حجة قدامهم لو رفضت"نظرت إليها أسيل بنفاذ صبر وهي تهتف
"بجد والله؟ هي دي يعني الحاجة اللي مزعلاكي أوي كدا؟ إيه اللي فيها يعني قابليه عادي وبعدها أبقي ارفضي وقولي مش مرتاحة مش هيعلقولك حبل المشنقة يعني"تابعت بمرح وهي تحاول إخراجها من حالة الحزن
"بصي بقا انا مش هسيبك هنروح نشتريلك فستان جميل كدا تقابلي بيه عريس الندامة ده وتجيبي شوية لبس تاني بردو ونروح الكوافير تعملي body care و Manicure واللي انتي عايزاه واستمتعي باليوم كدا أصل مفيش حاجة تزعلك كلها ربع ساعة تقعدي فيها مع العريس وبعدها أرفضيه يعني ومفيش حاجة مستاهلة دموعك دي"ابتسمت ليان باقتناع قائلة
"معاكي حق يا سو انا عارفة محل تحفة استني هطلب oper يودينا هناك"حرك لقب "سو" بعض الذكريات داخل أسيل لكن مسحتها من رأسها سريعًا وأردفت
"اشطا جدًا"أتت السيارة التي ستقلهم إلى المتجر ركبوها وعم الصمت قليلًا حتى أنهاه السائق بتشغيل أغنية
"حبيته بيني وبين نَفسي
ومقولتلوش على اللي في نِفسي
معرفش إيه بيحصلي لما بشوف عينيه
مبقتش عارفة أقوله إيه
معرفش ليه خبيت عليه"استمعت ليان إلى كلمات الأغنية لا تدري لماذا ولكن لا يخطر في بالها أحد سوى آسر ظلت تتذكر كل لحظاتها معه بشرود وابتسامة بلهاء حتى أفاقت لنفسها سريعًا فمحت ابتسامتها تلك وهي توبخ نفسها
"إيه الهبل اللي بتفكري فيه ده مستحيل طبعًا ، فوقي لنفسك تلاقيه نِسي انتي مين أصلًا ، عادي يعني انتي بالنسباله مجرد مريضة كان بيعالجها زي ما عالج ميت واحدة قبلك ، وبعدين انتي ملكيش حق تحبي حد عشان آخرك وليد ويإما وليد يإما الفضيحة فاختاري وليد وانتي ساكتة أحسن ومتعشميش نفسك في حاجة مش هتحصل"دمعة سقطت من عينها فمسحتها سريعًا ، كل ذلك تحت نظرات أسيل التي بدورها فهمت كل شيء ولكن فضلت أن تصمت الآن حتى وصلوا إلى وجهتهم ليهبطوا من السيارة متجهين إلى المحل وقد عزمت أسيل أن تجعل هذا اليوم يعم بالفرح والبهجة فقط
________________________________________________
كانت علا جالسة في مكتبها تؤدي المهام التي تخص العمل حتى دلفت إليها السكرتارية بعد أن طرقت الباب وأردفت
"جيت أبلغ حضرتك أن الأستاذ نوح مستنيكي في الكافيترية"
YOU ARE READING
ضحية ماضي
Mystery / Thrillerكُلنا ضحية ماضي بشكلٍ أو بآخر... ماضي نهابه، نخفيه..! لكن هل سنتمكن من هزيمته يومًا؟