ضحية ماضي

الفصل الخامس عشر: وتلاقت الأَعْيُن!

تعلن رفضها بكل صراحة والآخر يهز رأسه بإنكار هل ستكون هذه آخر علاقتهم وآخر مقابلة بينهم
النظرات بينهما مشتعلة وآلاف الأسألة تعصف برأسيهما ويبقى السؤال الأهم
"هل انتهى كل شيء الآن"

أغمض عينيه وهو يسألها بوجع
"ممكن أعرف السبب؟"

حاولت أن تتظاهر بالهدوء على عكس داخلها المشتعل مسحت عبراتها وهي تجيبه
"انت اكتر واحد عارف أنه مينفعش وعارف إني لازم أتجوز وليد ، وبعدين انا مش هسألك انت جاي تتقدملي ليه ، لأني عارفة الإجابة كويس أوي ، انت مشفق عليا مش أكتر"

رد عليها بسخرية من تفكيرها
"مشفق عليكي! يعني انا هجازف بأني أكمل نص ديني وحياتي كلها مع واحدة لمجرد أني مشفق عليها وانا بيجيلي ميت حالة قصصهم أسوء من قصتك بكتير"
تابع بوجع
"مش يمكن أكون حبيتك ، حبيتك من أول مرة شوفتك فيها ومتسألينيش ازاي لأن انا نفسي معرفش ازاي ، وأكبر دليل على كدا..."

عاد بذاكرته إلى الخلف وهو يقص عليها حديثه مع طبيبة ليان النفسية 'رانسي'
"مش قادر أقول الكلام ده لحد غيرك ، بس انا احساسي ناحية ليان مش عادي! شكلي كدا حبيتها"

هتفت رانسي بجدية وهي ترتدي عدساتها الطبية
"بس انت عارف كويس أوي أنه مينفعش ، مينفعش واحد يتجوز مريضته وطبعا مش لازم أشرح الأسباب لأنك عارفها أكتر مني"

"عشان كدا اخترعت أي حجة وجيبتها تتعالج عندك ، اومال انتي فكراني عملت كدا ليه انا عارف الكلام اللي بتقوليه ده كويس أوي ، وبالنسبة لأول جلسة اللي هي جت فيها عندي فهي قالتلي فيها حاجة كدا كدا كان لازم أعرفها بصفتي جوزها ، لو وافقت يعني"

عاد بذاكرته إلى الحاضر وهو يقول
"فهمتي؟"

أجابته بارتباك وهي تبكي
"أيوا فهمت ، وعشان أكون صريحة معاك انا كمان حسيت ناحيتك بنفس الشعور بس كل حاجة في الدنيا ضدنا وتمنع العلاقة دي عشان كدا حاولت أنساك ، بس محاولتي فشلت للأسف"

تبادله نفس الشعور!
هذا هو الشيء الوحيد الذي احتاج إلى معرفته ولا أهمية لأي عائق بعد الآن
أردف بنبرة يشوبها الأمل
"ودي أهم حاجة إن مشاعرنا متبادلة ، غير كدا مش مهم ومفيش أي حاجة هتمنع سعادتنا ، الحب بيعمل المستحيل بس لازم نحاول ومنستسلمش"

"طب أفرض انا وافقت ، ممكن تقولي الجوازة دي هتِّم إزاي؟ وهعمل إيه مع وليد؟"
كانت هذه كلمات ليان ورد عليها هو يحاول إقناعها
"نكتب الكتاب بعد اسبوع ولا اتنين ونعمل الفرح مع كتب الكتاب ويستي لو مش حابة نبقا نعمل الفرح وقت ما تعوزي كدا كدا انا عندي ڤيلا صغيرة بشتغل من بدري عشان أجهزها وخلاص يعني فاضلها حاجات بسيطة ، ومنعرفش حد أي حاجة لحد ما نكتب الكتاب وبعدها بقا اللي يعرف يعرف هتكوني خلاص مراتي ومحدش يقدر يعملك حاجة ولحد الوقت ده ما يجي متكلميش حد عن سرك عشان الجوازة متبوظش"