ما زلت استيقظ أحياناً غير مصدقٍ لما حدث لي، أشعر وكأنّي أعيش حلماً، ترى ماذا فعل أهلي كل هذا الوقت، ما هو شعورهم ناحية إختفائي مدةً طويلةً كهذه دون سابق إنذار، لابدّ أنهم ظنّوا أنّي قد مت!، ولا شك أن صقر قد انتهز غيابي و نال المركز الأول في التدريبات، آه سحقاً! ماذا لو أنّ المعلم صار يفضله عليّ، أودّ أن أعود، صحيح أن الحياة كانت كريمة جداً معي طيلة هذه الفتره، لكنّي مللت، تعبت من كثرة التفكير، أودّ أن أجد إشارة على الأقل.
تذَكّر الحلم الذي حدثني عنه و بدأ يتمتم..
طريقين.. شجرتين و ثمار.. وسلة ملأناها بها.. أيعقل أن حلُمي ذا معنى كما قالت؟!، أيمكن حقاً للحلم أن يكون ذا فائدة ملموسة؟، وإن كان كذلك؛ فما معناه؟، ماذا تعني هذه الثمار؟ و أين الشجرة التي سأجدها عندها؟ آه هذا مرهق، ربما يجدر بي أن أستمع إلى نصيحة الدكتور، وأن أستمتع بالرحلة بغض النظر عن النتيجة، وألّا أضيّع الحاضر لأجل المجهول.
وحين خطرت على باله كلمة (متعة) كان لابد أن يتذكّر ما فعله بي، بدت على محياه ابتسامة ماكره، ما لبثت حتى استحالت قهقهة شريرة.
_ لا شك أنّها غاضبةٌ الآن، لنرىٰ هل ستتخلين عن دور الروبوت هذه المرة و تنتفضين أم لا
أنّبته نفسه قليلاً، ماذا لو أن ما فعلته سبّب لها حرجاً حقيقياً،هل أتلاعب بمشاعر الناس لإرضاء كبريائي فقط؟!، لكنّه طرد الفكرة سريعاً متحججاً بأن ما دفعه لفعل هذا هو دافع المزاح فقط
_سأذهب إليها، أنا بحاجتها
ـــــــــــــــــــــــــ
(ها هي كما توقّعت، يبدو أنّها لا تسلك درباً آخر)
_عديمة العينين
_ .........
_عديمة العينين!
_ ...........
_ توقفي مكانك، أتعارضين موظفاً رسمياً في الجامعة؟!
_(لا أعلم كيف تم توظيفك هنا، بدأت أقتنع أن العمل في هذه البلاد يحتاج إلى (واسطة) أكثر من (شهادة)) قلت ذلك في نفسي
_ هل أنت غاضبة؟ لقد كانت مزحة ليس أكثر (يبدو أنك تتأثرين في النهاية)
_ كلّا، لا بأس
_ إذاً لِم لَم تتوقفي عندما استوقفتك؟
_ لم تعد بحاجةٍ إليّ، لم تريدني إذاً؟
_كلا ما زلت بحاجتك، هناك شيءٌ واحدٌ بعد أودّ تجربته، إن لم يفلح فسأتركك بعدها
_وما هو؟
_الحلم، أودّ تنفيذه
_أتعني حرفياً؟!
_نعم
_ ماذا؟ وكيف ذلك؟
_ أعرف مكاناً مناسباً، لقد بحثت كثيراً حتى وجدته
_أين؟
_ ليس بعيداً عن هنا، يمكننا السير بأقدامنا إليه، الشارع الكبير
_أتريدنا أن نسير على الطريق مع السيّارات؟
_ يمكننا انتظار وقت خمول حركة السير
_وماذا عن الشجرتين؟
_ هناك أشجار بالفعل بكلا الجانبين
_لكنّها ليست مثمرة!
_هناك بائعي خصروات، ربما يفيان بالغرض
_ لا تؤخد الأحلام هكذا، يجب أن تعمل بتفسيره وليس بمعناه حرفياً
_ التفاسير كثيره، كيف سأعرف بأيٍ منها سأعمل
_.......
_أود تنفيذه، أشعر أنّي سأجد الحل حينها
_هذه مخاطره، كيف أعرف أنها ستنجح؟
_ لن تعرفي أبداً ما لم تجربي
_ حسناً، أعطني وقتاً لآخذ قراري
_خذي وقتك؛ حتى الظهيره
ـــــــــــــــــــــــــ
_إذاً؟
_لك ذلك
_رائع! هيّا فهذا أنسب وقت لنجرب
_ لكن لنسرع، لديّ محاضرة عملية بعد ساعتين
_حسناً، خذي، هذه سلّتك التي ستجمعين بها الثّمار، لا تملئيها فليس لدي الكثير من النقود، قال جملته الأخيرة و هو يضحك
_(لا أعلم كيف يضحك و نحن نسير للموت بأقدامنا، لو لم أرفق بحاله وأن هذا طلبه الأخير لما وافقته أبداً، لكنّي استخرت على أي حال، لاشك أن الخير هنا وإن دهستني شاحنةٌ على الطريق)
_وصلنايتبع...

أنت تقرأ
الغريب
Детектив / Триллерمكتملة💙 إنه مجنون.. هذا ما تبادر لذهني في تلك اللحظة، استدبرت وحثثت خطاي مبتعدة عنه.. فتبعني! لحسن الحظ وصلت إحدى العربات التي أقصدها فهممت بالصعود لكنه منعني! اغرورقت عيناي بالدموع، ماذا أفعل.. لم ير ما أنذرت به مقلتيّ لكنّه شعر بسكوني وتصلّبي...