المكتبة💙

52 11 2
                                    

_لماذا كنت تصرخ البارحة كالمجنون أمام بوّابتنا، ألم أخبرك أن الدخول ممنوع؟
_أعلم، ولكنّي كنت هارباً..
_ماذا؟!
_ ألم أخبرك أني سأبحث عن مكانٍ لأبيت فيه، لم أستطع المبيت داخل الجامعه فقد أُخرجت منها، فبحثت في الخارج حتى وجدت بيتاً كبيراً و ساكناً، خُيّل إليّ أنّه مهجور فدخلته، وبالفعل لم أجد أحداً فنمت في أول غرفة وجدتها، وبينما أنا غارقٌ في نومي أحسست بحركةٍ غريبة، فتحت عيني في تباطءٍ فرأيت شخصين يسيران نحوي بهدوء و بيد أحدهما سيف وبيد الآخر سكين ضخم! حاولت أن أشرح لهما لكنهما لم يصيغا لي فقلت محاولاً إخافتهما: أنا ابن سيّد هذه المنطقة و إصابتي بمكروه ستكلفكما الكثير!، لكن حدث عكس ما توقعته و لوّحا بسلاحيهما و هجما علي و هما يصرخان: دعّامي ودكلب! دعّامي ود كلب!، فلم أجد إلا أن أهرب نحو الجامعة فقد ظننت أنهما لن يدخلاها بسبب وجود الحرس لكن لسوء حظي كان الحرس غائباً فقصدت كليتكم لأني رأيت فيها حرساً من قبل فأردت الإحتماء بها.
_ كان يجدر بك أن تقول لهما الحقيقه لربمّا ظنّاك مجنوناً وتركاك
_ وماذا لو ظنّاني محتالاً وضربا رأسي بسيفهما ذاك!
_على كل حال إن لم ينجك الصدق فالكذب لن ينجيك، أرأيت كيف سار الأمر بروية حين صدقت القول في المخبز؟
_نعم معك حق، ولكن لم هما عدائيّان هكذا! لم أكن لأنوي قتل أي شخص أجده نائماً في منزلي!
_اعذرهما أيّها الغريب، فالحرب تدمّر الأخلاق قبل الأملاك..
_ كان الله في عونكم، هل وجدتي شيئاً على ال.. ال
_الإنترنت
_بلى، بلى
_للأسف لا، كلما وجدته كان مجرد خرافات لا يبدو أنها قد تفيد
_ حسناً لا بأس، يمكننا البحث في المكتبة العظمى
_أي مكتبة عظمى؟
_ألا تملكون واحده؟، في بلادي كل منطقة لديها مكتبة عظمى.
_لدينا الكثير من المكتبات لكنّها ليست قريبةً من هنا، ولا أعرف كيف أصل إليها.
_المواصلات، أليست تأخذكم إلى أي مكان؟ ربما هناك مواصلات لبلادي حتى
_ لا أذكر أني سمعت الكمساري ينادي المازين المازين من قبل، وأخشى أن أضيع إن حاولت الذهاب إلى المكتبة
_ لن تعرفي أبداً ما لم تجربي
_حسناً سأفكر في الأمر حتى نهاية اليوم الدراسي.
    انطلقت مبتعدة عنه، وما أن غبت عن نظره انفجرت ضاحكة! يبدو أن لعنة الدّعامة قد أدركت حتى هذا الغريب..

ـــــــــــــــــــــــــ
_يا أبوي أنا ماشه المكتبة، عندي بحث ما لقيتو في النت وإلا أمشي المكتبة عشان ألقاه
_.........
_لا لا ما ماشه براي طبعاً؛ أنا ما عارفه الطريق زاتي، طيب مع السلامة.
_هل منحك موافقته؟
_نعم، وقد حصلت على بعض المعلومات من رفيقاتي ومن الإنترنت، وأظن أنه يجدر بنا الذهاب إلى (قصر الشباب والأطفال)، ففيه مكتبةٌ عريقةٌ قد تساعد.
_حسناً، هيا بنا فأشعر بحماسٍ شديدٍ وكأني سأجد هناك بوابة ستنقلني مباشرةً لبلادي!
_ ليت ذلك يحدث..
(عربي! عربي! عربي!...) ترددت على مسامعي وأنا أركب العربة وقلبي يتواثب على صدري وكأنما صار ينبض ألف نبضة في الثانيه، أنا في طريقي نحو مكان سأزوره لأول مره و مع من! شخص غريب ما زلت لا أدري من هو حقاً، ماذا لو كان من الجنّ مثلاً! ربما أنا مسحوره! لا لا، فقد رآه الجميع أمام البوّابه، بدأت اتلو بعض الآيات علّها تهدّئ من روعي قليلاً..
_معليش ياخالتو محطة (....) وصلناها؟
_ياها الجايه دي يا بتي لمن نصلها بكلمك
_طيب
_ بسس هدي انزلي هنا
_طيب شكرا ياخالتو
    سيارة ثم سيارة، سؤال بعد سؤال، ثم وأخيراً وصلنا إلى مقصودنا.
_هذا ليس قصراً! وأيضاً الغالبية هنا كبار سن! هل أنت متأكدة من العنوان؟!
_نعم، إنه مجرد اسم وليس بالضرورة أن ينطبق تماماً على المبنى.
    المزيد من (امشي بي وين و ياتو اتجاه) حتى وجدنا المكتبة، كانت مهيبةً جداً، راعني منظر آلاف الكتب المتراصة على رفوفها المنتظمة، كانت المرة الأولى فلطالما حلمت بزيارة مكتبةٍ كهذه، أردت أن أسأل الأمين عن شيء قد يفيدني وكنت سأتظاهر بأني أودّ قراءة أسطورة ما، لكن الغريب اتجه مباشرة نحو الكتب وكأنّه يدرك مبتغاه جيداً!
_انظري، هذا قسم التاريخ قد أجد هنا ما يفيد، أين ستبحثين؟
_قسم الظواهر الفلكيه، فربما انتقلت إلى هنا عن طريق فجوة أو ثقب ما
_حسناً، فلنبدأ..

يتبع...

الغريبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن