الغريب

فتاة جميلة جداً 💙

أكاد أفقد عقلي من كثرة التفكير، لا أعلم ماذا يجدر بي أن أفعل الآن، ومن هذه الفتاة التي رأيتها البارحه، و ما علاقتها به، و ما الذي كانت تحاول قوله لي، ليتها استطاعت البقاء ولو لدقيقة أخرى لكنت عرفت ما يجب علينا فعله، مر بخاطري ما حدث البارحة سريعاً، شراء الغريب لبعض الثمار و تركه لها عند الباعة، وقوفنا على الجهتين المتاقبلتين من الطريق الكبير المقسوم على طريقين، انتظاري لإشارته لأتحرك، إنشغالي بالسلة التي كنت أحملها عن الطريق، صوت بوق سيارةٍ يضرب بقوة، ثم اللون الأبيض الذي يغطي كل شيء و الفتاة التي ظهرت من العدم فجأه، جميلة! جميلةٌ جداً! أكاد أجزم أنها كانت أشد إبهاراً من كلما حدث! عينيها البنيتين المشربتين بلمعةٍ ذهبيةٍ و كأنّها قطةٌ شرسة، لونها الأسمر الصافي، و شعرها الحريري الذي طغى على اللون الحليبي الذي حولنا، كان ينساب بروعة متخللاً البياض حوله، يشبه بطرافةٍ شكل الحليب حين يوشك على الإنسجام بالكاكاو، لم أستطع سماع كلما قالته، لكنّي أذكر بعضه بوضوح
_هل ترينني؟ أتسمعين صوتي؟ إن كنتِ كذلك فأرجوك ساعدي آسر، أعيديه إلينا، نحن بحاجته!
أذكر أنّي سألتها عمّا يجب علي فعله و كيف يمكن لآسر أن يعود
_يجب أن يتم مهمته، سأخبرك باختصار قبل أن يأتي سيدي ويكتشف أمري، لقد أنهى آسر بالفعل الكثير مما يجب عليه، و هذا بفضلك، لذا أرجو أن تقدمي له يد العون فيما تبقى، هل تستطيعين أن...
وهنا تلاشت فجأةً وكأنها لم تكن، استيقظت لأجد نفسي متكئةً على إحدى أشجار الجامعة!، كيف؟ و متى؟ لا أدري، كلما أعرفه هو أنّي قد أصبت على رأسي إصابةً خفيفة تسببت في هذا الورم الطفيف و الصداع الذي لم يفارقني حتى الآن، لم أرى الغريب بعدها ولا أعلم أين ذهب، يبدو أنّه عاد إلى عالمه بالفعل، لقد كان محقاً بشأن الحلم، لكن إن كان كذلك، فهذا يعني أن الفتاة مخطئه، و قد أكمل مهمته فعلاً، وإن لم يكن قد عاد فأين ذهب، سأعرف ذلك غداً حين أذهب للجامعة، هذا إن استطعت فيبدو أن هذا الصداع يأبى أن يفارقني..

#زينب_أبوشيبة
#الغريب
ـــــــــــــــــــــــــ

_الصداع لي هسي ما فكاك؟
_ شبه راح الحمد لله
_ مبالغه والله أول مره أشوف لي صداع بقعد أسبوعين
_ ااي والله حتى انا
_ ياربّي مساعد دكتور محمد مالو بقى م بجي
_بري، يكون عشان ما كان عندنا شغل كتير الأسبوعين ديل
_آي فعلاً
_ خلاص خلاص اسكتو الدكتور داير يتكلم
_ طيب يا شباب زيما كلمناكم من المحاضرة دي حيحضرو معاكم مجموعة من طلاب جامعة (.....) كل اللابات إن شآء الله، يا ريت ترحبو بيهم و تزحو ليهم يقعدو بطريقة سريعه كدا عشان نبدا محاضرتنا
حدثت جلبةٌ كبيرةٌ أثناء دخول عددٍ ليس بالقليل من الطلاب الجدد، و ما أن هدأت حتى رأيته يقف في المقدّمه!، أصابني الذهول حقاً، يبدو أن الفتاة كانت على حق في النهاية..

يتبع...