بداية النهاية

121 22 10
                                    

بين وَجَعِ القلب وقِلة الحيلة
بين الجروح العميقة التي خلفها القدر
وبين الذل والضغط النفسي الذي عشته
هناك اقف في المنتصف

كانت حياتي على حافة الهاوية مُحاولةً بشتى الطرق ان اتمسك بتلك الحافة
لكن بطرفةِ عين فقط التي لا تأخذ جزءاً من الثانية كانت كفيلة بقلب حياتي رأساً على عقب
لِأدرك انني سقطت في حفرةٍ لا نهاية لها ولا مخرج منها لأعيش باقي أيامي بشعورٍ موجع ضعف الذي عشته مُسبقاً

أمعنتُ النظر جيداً ...

ه‍ل أنا...

-------

فتحت مالڤينا عينها ويغلب على نظرها الغشاوة فهي لم تتعرف على المكان هو نظيف على مايبدو وباللون الأبيض
حتى بدأت الغشاوة تقل بالتدريج لأعرف المكان واخيراً
انا في المشفى على مايبدو
ولكن كم من المدة مكثتُ هنا يوم او ربما يوم ونصف اليوم
اشعر ان عظامي تُلمني
كان تنفسي صعباً بِحق وكان جانب وجعي الأيمن متورم ولايستجيب لأي حركة
ولوهلة شعرت بأنّي شبة ميتة كانت يدي مجبرةً بجبيرة على مايبدو لكنّي لا اشعر بها
واليد الأخرى مخدرة من ضرب الإِبر وكانت حالتي يُرثى لها
لكن السؤال الذي يدور برأسي من الذي احضرني هنا
وأين ذلك الشخص
انا متأكدة ان لا احد من عائلتي اوصلني الى هنا
قطع تفكيرها دخول الممرضة لتُعطيها الدواء
كانت الممرضة مرسوم على وجهها بعض من التوتر
أو ربما تخيلتُ الأمر
لكن الشيء الذي أعرفه إن هناك من يقف خلف الباب
ولسوء حظي لم ارى من هو ذلك الشخص
لأفتح فمي مُتسائلة بضعف
أين انا ؟

نظرت ألي الممرضة وكانت تتهرب من الإجابة في كل مرة اكرر سؤالي فهي
تارةً تبتسم بوجهي وتُخبرني أن اكون مطيعة وان آأخذ الدواء لِأتحسن بأسرع وقت
وتارةً أخرى تصمت وتكف بالنظر إلى الدواء

عَلمت إن هناك شيئاً يحدث ولكن
ألم الذي إعتصر صدري واللحظة التي ثقُل فيها تنفسي

ما جعلني أصمت لأحافظ على الهواء المحبوس برئتيّ وأن لا أُجهدهما كأقل فعل

وها انا أشعر بالنعاس مرةً أخرى

خرجت الممرضة و الندم مرسوم على وجهها
أمسكَ الحارس بيدها

كان ذو قامة طويلة و بنيةٍ جسدية قوية جداً

: هذه الملامح التي على وجهكِ لا تُعجبني إن فعلتي شيئاً كوني على ثقة كاملة أنّي سأُخبر الرئيس وتصبحين هالكة
أنتِ تعرفين أن هذا المكان أشبه بالمتاهه ويستحيل الخُروج منها
أتضنين أنّ توقيع العقد معنا هو حياة من الرفاهية فقط؟
والأجر المرتفع الذي تأخذيه نهاية كل شهر ؟
لأُضح لك الأمر أن توقيعك للعقد يعني أنك سلمتي لنا رقبتك مع سكينٍ حاد

ولك الحق في إختار أمرين لا ثالث لهما

' إما أن تفعلي كل ما هو مطلوب منك وأن تتجردي من ضميرك لتحصلي على الثروة التي تحلمين بها وعلاج والدتك بأسرعِ وقت ممكن

'أو أن أُوجه السلاح على والدتك وأُحضر جثتها لتكون آخر ما تراه عينك
وبعدها أُقدم رأسكِ على طبق من ذهب للرئيس ..

: أصمت .. سمعت تلك التحذيرات لِمئات المرات وفِي كُل مرة أقول لك
إجل
فهمت
حسناً
مفهوم

إلى أي حد تريد أن تأخذني ...

بهدوء شديد : واجبي إن احذركي لتعرفي حِدودك وأن تلتزمي بالقواعد

خرجت الممرضة وما أن ابتعدت عن الأنظار دخلت الحمام وبدأت تبكي
فهي بين الحاجة الى المال لإجراء عملية والدتها
وبين ضميرها الذي يرفض ما تفعله

ولنقل أن يدها فِعلياً اتسخت بدماء الكثير من الضحايا

وعلى كل دولار تجنيه وتنفقه على علاج والدتها يتملكها اليقين أن نهاية والدتها ونهايتها ستقترب

*على الجانب الآخر*

كان والد مالڤينا سعيد بقدر المال الذي كسبه وكأنه قد فاز بجائزة كبيرة
وإن السعادة العارمة ألتي حظيّ بها
تجعل من يراه وهو بتلك الحالة يوقن بأن جايك قد حصل على مُبتغاه

كان سعيداً لدرجة أن جشعه قد جرده من آخر قطرة ضمير
جايك : آخيراً سوزي سنعيش برفاهية بعد تلك المعاناة آخيراً تخلصت من كل ديوني آخيراً لِ..
لتقاطعة سوزي
يكفي .. يكفي جايك أتضن ان مافعلته كان صائباً
على الأقل هي ابنتك من دَمِك
أجل لقد تمنيت إن انجب فَتًى
وكرهت مالڤينا لأن وبسببها تغيرت مشاعرك اتجاهي
لكن ما فعلته بها كان جرماً شنيعاً
ل...
قاطعها جايك بتلك النظرات الباردة
: لِ .... نقل أن السماء أستجابت لنا
لنأخذ الأمر من الناحية الأيجابية
لدينا مال
سأفتنح المطعم الذي كنت تحلمين به
وسننجب فَتًى
فأنا مازلت احبك أنتِ زوجتي
ولِنُعد تلك الأيام الجميلة تلك التي عِشناها قبل ولادت تلك الملعونة موافقة !
: لكن...
: لا لكن انتهى النقاش لنحظَ بحياة هادئة بعيداً عن الفقر والديون بعيداً عن التهديدات بعيداً عن كل شيء عِشناه سويةً
.

..
#ألكاتبةوالمؤلفة_ديانا ⁦⁦♡

مَسرح ألشياطين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن