«لقد عادت يا جين
عادت.. إنها هي »
ظلت تبكي وتعيد نفس الجملة
حتى وعت على نفسها بأنها وسط المقبرة و في الليل وحدهاااا
نهضت من مستقرها و قررت الذهاب للمنزل لكنها تذكرت الفتاتان فغيرت رغبتها
لتنوي زيارة المشفى للاطمئنان عليهما في طريقها
وهي تتمشى وسط القبور
توافدت الى ذهنها ذكريات لم تستطع نسيانها ولا تخطيها
لكنها تجاهلتها هذه المرة
بصعوبة رغم الدمعة على وجنتها الحمراء من البرد التي انسابت حتى دقنها المنحوت بسلاسة
اسرعت في مشيها خوفا من
الظلام الحالك فقد اوشكت
3:30 على الحلول و هي في جوف المقبرة تقريبا مما جعلها تتوهم احاديث من نسج خيالها
و قلبها صار يدق طبول الخطر
بقوة كادت تخرج قلبها الصغير من مكانه
«أجهضيهااااااا...
و الا ستمووتيين...
هذه ليست ابنتييييابنتي انا ماااااتت......
اتفهميييييييييين.........
ماااااااااتت .....
ولن تعوووووووووود .....»
اغلقت المسكينة اذنيها وهي تركض دون النظر خلفها حتى
«أنا لم أقتلهااااا.....لم أقتلهاااااا.....
ابنتي لازالت حية....»ظلت تجري وسط الامو*ات
و جواهرها على خديها
تنسدل بغزارة كحال الجواهر الشفافة من السماء التي ارتدت
غطاءا أسودا لا يبشر بالخير
فلا نجمة واحدة تظهر من شدة اتحاد الغيوم ليسمع
صوت الرعد والبرق يدويان المكان تزامنا
مع خروج الأخرى من المقبرة جاثية على ركبتيها والخوف
يملأ قلبها قبل جسدها الذي يرتجف من الرعب والبرد
القارس
لينتهي صراعها بفقدانها للوعي بين يدي...
.
.
.
.
أفاقت على أشعة شمس التي اخترقت عيناها لتفركهم بلطافة بيداها الصغيرتان
ظلت تدير رأسها يمينا و يسارا حتى ادركت أخيرا أنها في مكان تجهله وقالت بصوت طفولي يتخلله بعض الخوف
«أختي.... أين انتي
أختيي.. هل تسمعيني..
أين أنا...»
ليكسر حديثها دخول ممرضة لغرفتها بينما كانت تود النهوض
«اجلسي يا صغيرتي ليس عليك النهوض »
اردفت تلك الممرضة بلطف وهدوء جعلت الاصغر تطمئن لكن بادر الى ذهنها سؤال لتطرحه بسرعة على التي
تضع لها مهدئا صغيرا في مصل الدم خاصتها
«أين هي أختي؟»
«اختك بخير الحمد لله ارتاحي أنتي و لا تشغلي بالك بشيئ »
«لكن...»
«أظن أن أختك لن تكون سعيدة إذا أتعبت نفسك أليس كذلك ؟ »
«نعم معك حق شكرا لك
سأنام و استيقظ و اذهب لاختي
جيد هكذا؟ »
«بالطبع يا جميلة »
قرصت وجنتيها بخفة و خرجت تاركة إياها في عالم الاحلام
«هل استيقظت الفتاة؟»
«نعم ثم إن صحتها جيدة
لكنني وضعت لها مهدئا صغيرا كي تنام قليلا فجسدها لازال يحتاج إلى بعض الراحة »
«حسنا ماذا عن الاخرى؟»
«تقصد أختها؟»
«و من غيرها في نظرك »
«اسفة.....
ااه سيدي »
«ماذا»
« الفتاة حالتها خطيرة و حرجة نوعا ما »
«ما هي حالتها بالظبط »
«كانت تعاني من فقر دم في مرحلة ليست بالصعبة و معالجتها سهلة لكن بما انها لم تأكل شيئا بما يقارب الشهر تقريبا »
«شهر؟!»
«أجل و هذا ما جعلها تعاني فقر دم حاد صعبا قليلا
و حتى أنها لما احست بغصة وأرادت الاستفراغ كانت معدتها فارغة لذلك نزلت الدماء عوض الاكل مما جعلها تخسر العديد من الدم و لحد الان نبحث عن فصيلة دمها كونها نادرة و لا نستطيع ان نأخذها من أختها كونه يشكل خطرا عليها »
«ما هي فصيلة دمها بالظبط؟»«سالب B»
«انا فصيلة دمي A+»
فاجأهم صوت من الخلف يقول
«أنا فصيلة دمي B-»
«بماذا تهدي يا جيسو عودي للداخل »
«خذي دمي سأتبرع لها به »
«جيسو قلت...»
«أيسعدك موت أحدهم يا تاي ألهذه الدرجة قلبك حجر»
كانت جملتها كافية لجرح مشاعره وتمزيقها لأشلاء جعلته يخرج من المشفى
بينما الاخرى لا يهمها شيئ سوى إنقاذ تلك الطفلة التي تصارع
الموت داخل غرفتها
أرشدت الممرضة جيسو لغرفة التبرع بالدم
وبعد مدة ليست بالطويلة دامت
تقريبا ساعة و نصف
قام الاطباء بنقل الدم للمريضة الصغيرة التي حالما افاقت كررت نفس حوار اختها حيث سألت عن مكانها و حال شقيقتها قبل كل شيئ الخ الخ
.
.
خرجت روزي من المشفى عندما
تأكدت من سلامة الصغيرتين
و أوصت عليهم كل الاطباء و الممرضات
لمحت طيف تاي امام سيارتها
وهو واضح عليه التعب و الحزن في آن واحد
فالمسكين لم ينم طيلة تلك
الليلة
FLASH BACK ☜
«يا إلاهي لم أستطع النوم حتى بعد نوم روزي المجنونة»
تذكر امر جيسو فاراد الذهاب للاطمئنان عليها والتاكد من رجوعها للمنزل
صعد الدرج للطابق العلوي حيث غرف نوم جيسو وشوقا ومارك وكيلوا
(كانت غرفتها منعزلة قليلا عنهم)
وصل لغرفتها و طرق الباب عدة مرات لكن لا مجيب دخل وبحث عنها و لكن لا جدوى
فهي لم تعد بعد
هنا قلق عليها كونه يعرفها
تكره الظلام و تخاف منه
و ما زاد الطين بلة صوت الرعد و الامطار الغزيرة ترتطم بالارض
فتح هاتفه و اتصل عليها لكن لا رد ففكر في فكرة و هي
انه ذات مرة علمه استاذه كيفية تحديد موقع شخص عبر الهاتف و لم يستغرق ذكينا سوى خمس دقائق و كان موقعها بين
يديه لكن ما صدمه هو تواجدها
في مقبرة
«ماذا تفعل هذه في المقبرة»
أسرع نحو غرفته و أخذ مفاتيح سيارة جيسو
ثم انطلق بالسيارة نحو المقبرة
ولما وصل وجدها تركض خارج المقبرة تصرخ بما لم يستطع فهمه
~ابنتي لا زالت حية ~
لم يكترث وذهب لها لكنها لم تره و سقطت لكنه امسكها في الوقت المناسب
FLASH END ☞
اقتربت منه قائلة بهدوء
«تااي»
لا رد
«ياا تااي »
«تاااتااا»
لا رد فقط يقَلِّب هاتفه
«لا تريد التحدث معي حسنا
لدي طريقتي»
نظر لها بطرف عينه
لتبدأ في دغدغة أطرافه
وهو يضحك بلطافة
رأت جيسو نظرة الطفولة في عينيه
لطالما كانت تُدَلِّلُهُ و تعامله كالطفل تماما
توقفت عن فعلها و قالت بحزن
غزى على نبرتها
«آسفة على طريقتي معك كنت غاضبة فحسب ، سامحني»
عانقها و قال بصوت هادئ
«اووه من يستطيع ان يغضب على أخته اللطيفة و الجمييلة»
«أنت قبل قليل هههههههه»
«هههههه»
«لكن لحضة كيف عرفت مكاني بالأمس؟ »
*غمز لها بابتسامة*
«انه سر المهنة»
«اااااه اخبرني أرجوك أرجوك»
«حسنا 🆗»
أخبرها كل شيئ
لكن توقف عند
«و لكن قبل ان أمسكك كنتي تقولين أشياء لم أفهمها و قلتي
أيضا ~ابنتي لا زالت حية ~ ماذا كنتي تقصدين ؟ »
توترت جيسو في البداية لكنها قالت بعد تنهيدة طويلة
«أناا....»
.
.
.
.
/ يتبع /
هاد البارت هدية 🎁
لاول من دعمني في الرواية
yomaalsharif
شكرا يووووووماااا 💖💖💖
توقعاتكم للبارت السادس
و مين هي ابنة جيسو ؟
و ما علاقة جين بها ؟
كل هذا و أكثر سنتعرف عليه في البارت السادس
باااااي
لا تنسوا تحطوا ڤوت بلييز عشان أكمل
لوفيو 💝💞✨
أنت تقرأ
•The cruelty of life •
Romance«لا اعرف ماذا فعلوا بكي لتصيري هكذا لكن ما اعرفه انني قادر على محوه كيف ما كان أعدك » هل يستطيع 🤍 ربما؟! لا نعرف ......