( الفصل الثاني عشر )
( احفاد العائلة )
( غارقة في دمائها )
مساء الخير أو صباح الخير يا لطيف .
كن فخورا انك تصلي في هذا العمر ،يقال أن معظم الناس يصبحون متدينين عندما يكبرون لأنهم يعرفون أن الموت قريب ويصلون بدافع الخوف ولكن عندما يصلي شاب يصلي بدافع الحب 🩷🌼)'''''كأن العالم توقف في تلك اللحظة رمش ساهر بأهدابه عدة ثواني يحاول إستوعاب ما يسمعه هل ما قاله هذا الشاب صحيح ولكن كيف خرج من صوت أفكاره علي صوت الشاب :
ساهر انت معايا هتعمل ايه دلوقتي
اتي في تلك اللحظة إسلام الذي نظر إلي ساهر بأستغراب والي ذلك الشاب الذي يقف أمامه يتحدث بفزع :
خير يا ساهر في حاجة ولا ايه
طالعه ساهر بصدمة عقب قوله :
ذكري اتخطفت
في تلك اللحظة هرول ساهر بدون اي تفكير إلي الأسفل ركب سيارته ثم أشار للشاب بأصبعه أن يقترب إليه ثم تحدث بعصبية :
العربية اللي خطفتها راحت من انهي ناحية ولونها ايه بالظبط
تحدث الشاب علي الفور قائلا وهو يشير الي الجهة التي ذهبت بها السيارة :
راحت من الجهة دي العربية كانت بيضاء رانج روفر
تحرك ساهر مسرعا نظر إسلام الي أثره بصدمة وهو يقول للشاب :
انت متأكد من كلامك دة
اومأ له الشاب بخوف هرول إسلام الي البناية ثم دق باب شقة عنه بعنف شديد جعلت فاطمة وفوزي وسامح وكريمة وفرح والجميع يخرجون من منزلهم بفزع علي أثر ضربه العنيف فتحت ملك الباب بخوف وهي تطالع ملامح إسلام المتوترة :
في ايه يا إسلام بتخبط كدة ليه
اردفت فاطمة قائلة :
إسلام ما تخلص قول وقعت قلبنا
ابتلع إسلام الغصة في حلقه :
ذكري اتخطفت
________________
في تلك السيارة كانت تقودها مروة وعلي ثغرها ابتسامة انتصار تطالع ذكري المغمي عليها من الحين لآخر الان أصبحت مشكلتها الأساسية في الحياة معها كانت تنوي علي فعل اشياء لا تخطر علي العقل البشري كمية الشر والحقد في قلبها عماها تماما أن تفكر أن هذه فتاة مثلها وبعد قيادة دامت حوالي 20 ساعة وصلت مروة بذكري الي مكان شبه مهجور يملؤه الأشجار التالفة من كل مكان بالإضافة إلي بيت صغير متعفن قديم وكأنه أشبه بفيلم رعب لا اكثر أخذت مروة بزجاجة المياه ورشا القليل منها علي وجه ذكري لتستيقظ الأخري بفزع عقب قولها وهي تنظر لها بخوف شديد :
انتي .. انتي عايزة مني ايه انا فين
ارتسمت ابتسامة خبيثة علي ثغرها :
انتي لسة شوفتي حاجة انزلي
أمسكتها من ذراعها بقسوة ساحبة إياها إلي ذلك القبو الغريب كانت ذكري جميع أوصالها ترتجف من الخوف تطالع المكان بأعين دامعة لا تدري ماذا ستفعل بها هذه الحقيرة وهل هوسها بشاعر أوصلها الي تلك المرحلة حقا رمت بها مروة علي الارض لتصرخ ذكري بألم أمسكت قدمها وهي تبكي بشدة :
انتي بتعملي فيا كدة ليه انا عملتك ايه
ارتسمت ابتسامة حقد علي وجهها لتردف قائلا بغل :
اخدتي مني ايه انتي اخدتي مني اهم حاجة في حياتي يا ذكري انتي عارفة انا عملت ايه علشان اوصل لساهر اكيد متعرفيش صح طب خليني انا بقي اقولك انا ضحيت بحاجات كتيرة اوي وأولها اني قبلت اتكلم مع إسلام المغفل دة اللي هيموت عليا وانا اصلا عمري ما فكرت فيه ولا هفكر فيه انا طول عمري بحب ساهر وعلشان أوصله اتضطريت ارتبط بإسلام لاني عارفة انو ساهر بيحبك ومش بتاع بنات من صغره حبه ليكي خلاه يقرف من كل البنات اللي حواليه واللي من ضمنهم انا مكنش بيحب يتكلم معايا كان بيعاملني وكأني جرثومة انا بجد مش فاهمة انتي فيكي ايه زيادة عني علشان يحبك بالطريقة دي انا حبيته اكتر منك يا ذكري
طالعها ذكري بغضب قبل أن تهب من مكانها ناظرة إياها بحدة في عيناها :
هو انتي ايه بجد مفيش في قلبك رحمة علقتي إسلام بيكي وخليته يتحدي الكل علشانك اتخانق مع أبوه بدل المرة الف ومع بابا وعمي سامح ومع ساهر شخصيا وفضل متمسك بيكي لآخر لحظة وانتي كل دة بتخدعيه انتي عارفة ممكن يحصله ايه لما يعرف الحقيقة دي انتي هتدمريه وبعدين انتي بتقولي انك بتحبي ساهر اكتر مني انتي مجنونة صح انتي عارفة انا وساهر بنحب بعض من امتي يا معتوهة انتي انا بحبه من وانا عندي 6 سنين يعني انتي ساعتها مكنتيش موجودة في حياتنا اصلا ساهر دة انا مستعدة لديه روحي لو طلبها واتحداكي انك متقدريش تعملي كدة انتي بس بتخدعي نفسك مش اكتر واديكي قولتيها ساهر بيحبني انا وعمره ما هيفكر فيكي يا مروة انسيه
ابتسمت مروة بغل وهي تمسك فكها بقوة :
ولو قولتلك اني هفضل احبه وهخليه يتجوزني كمان اوعدك يا ذكري اني هكسرلك قلبك وهخليكي تندمي عاليوم اللي حبيتي ساهر فيه
رمت بها علي الارض بعنف وهي تطالعها بغضب :
انا هروح اعمل حاجة وعشر دقائق وهرجع .
___________________
في المنزل كان الجميع يجلس في حالة حزن وفاء التي تبكي بحرقة كاد قلبها يتمزق علي فلذة كبدها التي لا تعرف أين هي ومن الذي خطفها حتي أما منة وملك كانوا في حالة لا يرثي لها يبكون بشدة علي شقيقتهم التي كانت بمثابة والدتهم الثانية وقدوتهم في الحياة أما كامل يضع رأسه بين يداه ينظر إلي الأرض بعجز ينتظر فقط أي معلومات من ساهر الذي ذهب ولم يأتي حتي الآن كانت فاطمة وكريمة يحاولون تهدئة وفاء بشتي الطرق ولكنها لا تفكر في من حولها فقط تفكر في ابنتها الوحيدة وحالها الان :
يا حبيبتي يا بنتي يا ترى انتي فين وبتعملي ايه دلوقتي ربنا ينتقم منه اللي عمل حاجة
كان مراد يحاول الاتصال بساهر ولكنه لا يجيب ليردف قائلا بغضب :
ساهر مش بيرد علي تيليفونه احنا اكيد مش هنفضل واقفين متكتفين كدة وأختنا مخطوفة
طالعه يونس بعصبية :
انا مش هفضل واقف كدة انا نازل ابلغ
قاطعه إسلام قائلا :
يونس استني ساهر علشان خاطري هو كمان هتلاقيه منهار وعايزة يوصلها بلاش نتصرف من غيره
اعتصر قبضته بعصبية شديدة :
إسلام حاول تتصل بيه ساهر علشان انا مش هفضل واقف واتفرج علي اللي بيحصل اختي لو حصلها حاجة انا مش هرحم حد .
__________________
توقف ساهر علي الطريق ينظر أمامه بشرود فهو منذ ساعة تقريباً يحاول العثور علي اي معلومات تخص هذه السيارة فهو فقط يعرف من اي إتجاه ذهبت ولونها حتي لا يعرف رقم لوحة السيارة نزل من السيارة وهو ينظر أمامه بشرود لا يعرف الي اين يذهب احس وان الهواء ذهب من حوله وكأن العالم توقف ولا يوجد سواه فقط سمح لذاته للبكاء كان يبكي بعنف شديد وبصوت عالي جعل الجميع ينظر إليه بحيرة وفزع استند علي سيارته يحاول التحكم في أنفاسه لا يتسطيع إيقاف دموعه التي تذرف خوفا وحبا في تلك اللحظة صدح رنين هاتفه لينير شاشة هاتفه بأسم شقيقه " إسلام " كفف دموعه يكف يديه :
ايه يا إسلام
تحدي إسلام بخوف :
ساهر انت فين
اغمض عيناه يألم عقب قوله :
مش عارف انا عمالة ادور عليها من ساعة ومش قادر اوصل للعربية ولا لاي معلومة عنها
طيب تعالي يا ساهر عالبيت واحنا هنتصرف مع بعض
اغلق ساهر المكالمة ثم ركب سيارته وتحرك صوت منزله .
___________________
كانت تجلس بجانبه وهو يمسك بيدايها لكي يطمئنها امام ذلك الرجل الذي يتحدث في أمور قانونية وأشياء لم تفهمها كثيرا ولكنها كانت مطمئنة لوجود ياسين فهو يعرف كل شيئ وهي أصبحت تثق به وتعرف أنه حقا سيساعد والدتها وبعدما انتهي " ضياء " المحامي نظر ياسين له بود عقب قوله :
شكرا اوي يا " ضياء " بجد انا فعلا محتاج لمساعدتك في القضية دي وواثق فيك وزي ما قولتلك جمال هيحاول معاك كتير بس ارجوك ارفض وكل اللي انت عايزه انا هديهولك
تحدث " ضياء " بعملية هذه المرة :
ايه اللي انت بتقوله دة يا ياسين انا مش فارق معايا الفلوس وانت عارف دة كويس متقلقش سيبلي موضوع جمال دة وانا بإذن الله هتصرف
ابتسم له " ياسين " بحب عقب قول " ضياء " :
طيب عن اذنكوا علشان عندي شغل كتير اوي
ودعه ياسين ثم جلس بجوار وعد الشاردة قطب جبينه بأستغراب ليردف قائلا وهو يضع كفه علي يديها بحنان :
مالك يا وعد سرحانة في ايه
طالعته وعد بخوف :
انا خايفة اوي يا ياسين
ابتسم ياسين ثم قبل جبينها بحب عقب قوله :
انا معاكي
ابتسمت له بأمتنان والان فقط فكرت أن قرارها كان صحيح بأن تتزوج بهذا الشاب فهو حقا لطيف ويحبها بشدة قاطع شرودها صوته الحنون :
طيب ايه اطلب اكل ليا انا وانتي اكيد جعانة صح
اومأت له بحماس طفولي ليقهقه هو علي طفوليتها عقب قوله :
طيب انا هطلب اتكلم برة وجايلك عالطول
خرج هو من مكتبه لتخرج هي هاتفها وتحاول الاتصال بذكري حاولت مرتين الي الان ولكنها لا تجيب شعرت بأن هناك أمرا ما لذلك اتصلت بملك :
ازيك يا ملك عاملة ايه بقولك أنا بتصل بذكري مش بترد ليه عيزاها في موضوع مهم
استمعت الي شهقات ملك العنيفة لتنتفض من مكانها بفزع وهي تقول بتلعثم :
ملك .. ملك انتي بتعيطي ليه ذكري حصلها حاجة
تحدثت ملك من بين شهقاتها :
ذكري اتخطفت يا وعد
شهقت وعد بفزع واضعة يداها علي فمها واتسعت حدقتاها من الصدمة ليدخل ياسين في هذه اللحظة ويراها في هذه الحالة هرول إليها وهو يقول بخوف :
في ايه يا وعد انتي كويسة ايه اللي حصل
اردفت وعد قائلة بفزع :
ذكري اتخطفت يا ياسين .
_________________
دلف الي المنزل بأعين شاردة يتحرك دون النظر لاي شي حوله أصبح مثل السكير الذي لا يعرف من هو لا يعرف اين يذهب لا يعرف هو ماذا يريد كان الجميع ينظرون إليه بخوف وحيرة هرولت إليه وفاء وهي تبكي بشدة عقب قولها :
فين بنتي يا ساهر عرفت اي حاجة عنها
اومأ لها بالرفض دة حتي أن ينظر لعيناها كان اتجاه عيناه للأرض وكأنه هو المذنب وكأنه هو من كان السبب في اختطافها وفي تلك اللحظة لم يشعر بذاته سوي يسقط علي الارض يتعب وإنهاك بالرغم أنه كان بخير ولكن قلبه كان يتمزق هرول إليه إسلام ثم جلس بجانبه يربت علي ظهره بحنان كذلك فاطمة التي ارتجف قلبها علي ابنها جلست بجانبه من الجهة الأخري تربت هي الاخري علي ظهره بحنان وهي تبكي علي حاله لم يستطيع كتم دموعه كانت تزرف بعنف نظر لإسلام بألم عقب قوله :
هو احنا ليه بيحصل معانا كدة انا كل اللي كنت عايزه اني اتجوزها بس مكنتش طالب حاجة كبيرة انا كان نفسي تبقي ملكي وتبقي في بيتي تبقي مراتي قدام الناس هل دة كتير عليا
احتضنته فاطمة بحنان الي صدرها ثم قبلت جبينه بحب شديد :
اهدي يا حبيبي اهدي إن شاء الله هتلاقيها وهتتجوزوا وربنا مش هيخذلكوا ابدا
ابتسم هو بألم ومازال يبكي :
انا تعبت ياما تعبت اوي تعبت من كل حاجة في حياتي كل ما احب حاجة تروح مني وذكري هي الحاجة الوحيدة اللي كان نفسي فيها من الحياة
دق الباب بعنف لتهرول منة إليه ظنا منها أنها شقيقتها او شي من هذا القبيل ولكن تفاجئت بياسين ووعد هرول ياسين الي الداخل ينظر إلي حال صديقه الوحيد كم هو متعب ومرهق للغاية لا يعرف لماذا يحدث معه هذا فهو لم يأذي أحدا في حياته قط كذلك فعلت وعد التي ضمت كلتا منة وملك كانوا في حالة انهيار شديدة ويونس احتضن كنزي التي كانت تبكي بعنف شديد تفاجئ الجميع يفرح التي جلست أمام ساهر ثم مسحت دموعه بكف يديها وهي تقول بنبرة طفولية جميلة :
متقلقش يا عمو ساهر انا متأكدة انك هتلاقي ذكري وهي هتبقي كويسة
ضمها ساهر بحنان وهو يبكي بعنف شديد كالطفل الذي تركته أمه لا يهتم بأي شي فقط يفكر كيف سيجدها فلا يوجد أي معلومات عن مكانها حتي الآن وكل ما يدور في عقله هل سيلتقي بها مرة أخري انتفض من مكانه بفزع وهو يكفف دموعه عقب قوله :
بس انا مش هستسلم انا هدور عليها في كل مكان لحد ما الاقيها
هرول للاسف برفقة إسلام وياسين ومراد ويونس تفاجئ بوجود شادي وظافر ووليد تقدم إسلام عقب قوله بأستغراب :
انتوا بتعملوا ايه هنا
تقدم وليد الي ساهر قائلا بجدية :
ساهر انا عارف مين اللي خطف ذكري
وكأنه انتفض بعدما سماع اسمها طالعه بأهتمام وهو يقول بلهفة :
مين يا وليد
" مروة "
كانت هذه الجملة كالصاعقة علي الجميع عدا ساهر الذي تخيل هذا سابقا ولكنه كان يحاول تكذيب ذاته لم يتخيل أن هوس مروة وحقدها وغيرتها من ذكري ستصل إلى هنا و إسلام الذي لم يصدق ما صدر من وليد الان فهو شقيقها كيف يتهمها بفعل شيئا كهذا كان الصمت يعم المكان لولا تدخل إسلام الذي وقف أمام وليد قائلا بتلعثم :
لا لا لا مروة متعملش كدة وهي هتعمل كدة ليه اصلا ليه هتفكر تخطف ذكري
احتدت عينا ساهر ليصرخ بإسلام بغضب شديد :
علشان بتحبني انا يا إسلام
كان صوته عالي للغاية مما جعل الجميع يجتمع حولهم يحاولون فهم ماذا يحدث نزل علي اثر هذا الصوت كامل وسامح وفوزي وبقية العائلة تقدم فوزي من أبنائه عقب قوله :
في ايه يا ولاد ايه اللي حصل
لم يعيره أحدا اهتماما ليكمل ساهر قائلا وهو يبكي بحزن وعلي ثغره ابتسامة سخرية :
علشان بتحبني انا يا إسلام هي عمرها ما حبتك عارف هي ليه ارتبطت بيك اصلا ولا مش عارف هي عملت كدة علشان تقرب مني علشان عارفة اني بكره اتعامل مع البنات فقالت تخليك وسيلة مش اكتر علشان تقربلي
صمت ليتنفس قليلا ثم اكمل قائلا وهو يحاول التماسك بقدر الإمكان :
انت عارف يا إسلام أنها بعتت رسالة لذكري من كام اسبوع بتهددها فيها وبتقولها أنها مش هتخليها تتجوزني وأنها هتعمل حاجة تمنع الجوازة دي
ثم صمت وهو يضرب علي جبينه بغضب شديد :
بس انا انا بغبائي محاولتش افهم قصدها ايه محمتش ذكري منها وبعدتها عنها كل اللي حصل دة بسببي انا كل دة بسببي انا
كان يستمع الي كلماته بصدمة ليكمل قائلا بغضب هو الآخر :
انت بتقول ايه انا متأكد أنو مروة مستحيل تعمل كدة مروة بتحبني واكيد انت فاهم غلط
تقدم منه ساهر بغضب ليصفعه بقوة شديد جعله يسقط علي الارض من شدتها امسكه ساهر من ثيابه ثم رفعه من علي الارض بعصبية شديدة :
ما تفوق بقي انت ايه يا اخي معندكش فهم خالص عقلك دة راح فين بقولك مروة هي السبب في كل اللي حصل دة هي اللي خطفت ذكري
أبعده إسلام عنه بغضب شديد ليجعله يسقط علي الارض بشدة اقترب ياسين من ساهر ثم رفعه وتوجهه الي إسلام الذي كان يتنفس بصعوبة :
إسلام انت بجد ساذج اوي وغبي كمان انت بجد مفكر انو مروة بتحبك مروة عمرها ما حبتك من قلبها وانت عارف دة كويس والدليل علي دة اللي عملته من كام يوم وردها عليك وقتها كان عامل ازاي ابوس ايدك فوق
ابتسم ساهر بألم عقب قوله :
انت زقيت اخوك الكبير ووقعته علي الارض ومش واثق فيه علشان واحدة متستاهلش يا إسلام انا كنت اتخيلها من اي حد من الدنيا إلا انت يا اخويا
اغمض عيناه بألم عقب قوله بحدة :
بس اقسم بالله لوذكري حصلها حاجة بسبب مروة أو اتخدشت بس بسببها والله العظيم ما هرحمها
اقترب سامح من ساهر وهو يقول بحنان :
اهدي بس يا ساهر دة اخوك ومينفعش تعملوا في بعض كدة وانت يا إسلام مكنش ينفع تعمل كدة في اخوك الكبير انت المفروض تسمعه
تحدث إسلام بغضب :
هو انا علشان الصغير ييجي عليا انا طول عمري بسمع كلامه وعمري ما قولتله لا علي حاجة عشت طول عمري استأذنه قبل ما اعمل اي خطوة في حياتي دة حتي يوم ما حبيت اعترض وقالي ملقتش غير دي علشان تحبها كلكم بتقفوا في صفه في كل مرة وانا ايه هو انا مش واحد منكم زيه انا بردوا إنسان وليا حرية الاختيار
قهقه ساهر بألم وكأن فؤاده يتحطم من الداخل :
ياااه يا إسلام دة انت طلعت شايل في قلبك كتير علي كدة انا طول عمري كنت بحاول احميك انت عارف انا كنت بشوفك ايه برغم انك اصغر مني بسنة ونص بس انا كنت بشوفك ابني وكنت بحاول علي قدر ما اقدر اني احميك واحبك اكتر من نفسي واكتر من اي حاجة في الدنيا انت محبتش البنت الصح يا إسلام انت حبيت البنت الوحيدة اللي متنفعلكش في الحياة انت روحت اتخانقت مع ابوك علشانها ومع عمامك كمان علشان مين علشان واحدة عمره ما حبتك
تنفس بعنف عقب قوله وهو ينظر لوليد وشادي وظافر :
فين مروة دلوقتي
تحدث شادي بعملية هذه المرة :
للاسف معرفناش نوصلها اختفت وقفلت تيليفونها بس متقلقش احنا هنلاقيها وهنوصل لذكري كمان
قطب ساهر جبينه بتعجب :
وهنعمل كدة ازاي مش هتعرف نوصل لموقعها طول ما تيليفونها مقفول مفيش اي مكان ممكن تكون موجودة فيه
تحدث ظافر :
متقلقش مروة متعرفش أننا نعرف انها خطفت ذكري وبالتالي هتيجي البيت عادي او علي الاقل هتتصل بينا علشان تطمنا عليها ودة طبعا علشان محدش يشك فيها وفي اختفائها المفاجئ وساعتها هنقدر نحدد الموقع بسهولة
تحدث مراد بعصبية :
احنا هنفضل واقفين مستنيين افرض عملت حاجة لذكري
حاول إسلام التحكم ف غضبه ولكنه لم يتسطيع لذلك ذهب بأتجاه سيارته وقادها بسرعة حنونة كانت ملك تنظر له بحزن شديد وهي تبكي علي ذاتها وهي شقيقتها فهو حقا لم يصدق كل هذا عن مروة كيف يستطيع الوثوق بها بهذه الدرجة تحدث ياسين في تلك اللحظة بحزن :
ساهر إسلام ممكن يعمل في نفسه حاجة احنا لازم نلحقه
نظر له ساهر بخيبة :
سيبه يا ياسين إسلام محتاج يقعد مع نفسه ويفهم هو عايز ايه كويس
في تلك اللحظة استمعوا الي صوت وكأنه أحدهم سقط وبالفعل كانت وفاء التي سقطت علي الارض مغشياً عليها لا تدري بما حولها
_________________
كانت ترتمي علي الارض ودمائها تتناثر حولها لا تستطيع التحرك كدمات زرقاء علي وجهها وأسفل عيناها الذي تلون بالاسود ناهيك عن عيناها الحمراء الداكنة وكأن وحشا ما تهجم عليها كانت تنظر لها بأبتسامة مريضة تنفست براحة شديدة كم كانت سعيدة الان فهي انتقمت منها بالطريقة المثالية في نظرها ومع ذلك لم ينطفئ غليلها حقا هذه الفتاة مريضة بل كلمة مريضة قليلة علي هذه الفتاة أمسكت هاتفها ثم طلبت رقم شقيقها الأكبر شادي علي الجهة الأخري كان شادي والجميع يجلس في بيت كامل بينما النساء كانت بجانب وفاء صدح رنين هاتف شادي لينتفض ساهر ذاهبة الي جانبه وهو ينظر إلي اسم مروة الذي يزين هاتفه تنفس شادي بضيق :
الو يا مروة انا بتصل بيكي بقالي ساعة انتي فين
ابتسمت مروة قائلة بتوتر :
انا انا هبات عند وحدة صحبتي انهاردة يا شادي بس نسيت اقولك معلش قول لبابا بقي وحاول تقنعه علشان انا مش هعرف ارجع دلوقتي
كان هناك شاب يجلس أمامهم أمام الحاسوب يحاول تحديد موقعها أشار إلي شادي بأن يكمل الحديث معها لكي يكسب القليل من الوقت ويعرف تحديد الموقع :
انتي ازاي تروحي من غير ما تقوليلنا بابا مش هيوافق عالفكرة وهيقولنا ندور عليكي انتي فين
قلبت عيناها بملل عقب قولها :
فيها ايه يا شادي يعني انا واثقة فيك وعارفة انك هتقدر تقنع بابا يلا بقي علشان هنام باي
أغلقت المكالمة ليهرول ساهر الي الشاب الذي يجلس علي جهاز الحاسوب عقب قوله :
ها عرفت تحدد الموقع
ابتسم له الشاب بأنتصار عقب قوله :
اه تقريبا الموقع بعيد عن هنا حوالي 10 كيلو
تحدث يونس قائلا علي الفور :
خلاص انا وساهر ومراد وياسين وشادي هنروح وانت يا ظافر انت ووليد خليكوا هنا انا واثق فيكوا انكوا هتخلوا بالكوا علي العيلة وبابا وعمي سامح وعمي فوزي معاكم
انتفض كامل من مجلسه عقب قوله :
لا يا يونس انا مستحيل اقعد هنا انا عايز اشوف بنتي واطمن عليها انا كمان هروح معاكم
تحدث مراد قائلا وهو يضع يديه علي كتف والده :
بابا انت ضغطك عالي واحنا خايفين عليك يحصلك حاجة علشان خاطري استني هنا
نظر له كامل بحزن عقب قوله :
ازاي بس يا مراد يبني دي بنتي انا مستحيل ارتاح وانت قاعد ومستنيها انا مش هرتاح غير لما اروح معاكم واشوفها بعيني
وافق الجميع علي قراره ليذهب ساهر برفقة ياسين وشادي ومراد وكامل ويونس وفي المنزل جلس فوزي برفقة شقيقه سامح والشباب ( ظافر ووليد ) وضع ساهر ال Gps ثم تحرك بسرعة هائلة جعلت قلوب الجميع ينتفضوا ولكنه لم يبالي فقط كان يريد الوصول إلي حبيبته التي لا يعرف ما حالها الان فهو ملهوفا لرؤيتها والاطمئنان عليها لا يهمه ما سيحدث معه .
_________________
في المنزل خرجت ملك من الغرفة مهرولة للخارج كانت ترتدي ومستعدة للخروج ولكن اوقفتها كلمات فوزي قائلا :
ملك انتي رايحة فين يا بنتي
توترت معالمها التفتت له وهي تردف قائلو بتلعثم :
عمو انا انا هروح اشوف إسلام
اغمض عيناه بنفاذ صبر عقب قوله :
بردوا يا ملك انتي عارفة انو هو متعصب وانو ممكن يجرحك بكلامه احنا عايزين نسيبه لوحده شوية يمكن يفهم كلامنا ويصدقه بلاش يا حبيبتي
أدمعت عيناها بحزن شديد :
اعمل ايه يعني يا عمي انا متأكدة انو بابا قال لحضرتك عن كل حاجة بس انا مش هعرف امسك نفسي انا مش عارفة افكر في اختي ولا افكر فيه عقلي وقف انا مش جهة خايفة عليها ومن جهة خايفة عليه بس ساهر راح علشان ينقذها بس هو لوحده ومحدش جنبه
ابتسم فوزي وهو يمرر يديه بحنان علي وجنتها :
يا ملك يا حبيبتي افهمي إسلام دماغه مقفولة ومهما حاولتي مش هتقدري تخليه يحبك إسلام عايز قنبلة تتفجر جنبه علشان تفوقه من اللي هو فين انتي مش قادرة تستوعبي دة ليه
ابتسمت هي بألم عقب قولها :
انا عارفة يا عمي عارفة وفاهمة كل دة كويس اوي بس انا خلاص مش فارق معايا إسلام يحبني ولا لا انا كفاية عندي اني بحبه انا بس هبقي جنبه بصفتي بنت عمه أو أخته متقلقش عليا انا اساسا اتجرحت منه كتير قبل كدة والمرة دي مش هتبقي المرة الاولي ولا الاخيرة
خرجت ملك من المنزل ودموعها تهبط بعنف شديد علي وجنتها حديث عمها صحيح بنسبة 100٪ ولكن ماذا تفعل في قلبها المغفل الذي يمنعها من إدراك اي شئ حولها ويمنعها من اتخاذ أي قرار في مصلحتها
قطب سامح جبينه بتعجب :
ايه الكلام دة يا فوزي هي ملك بتحب إسلام
اومأ له فوزي بحزن شديد :
للاسف يا سامح البت بتحبه بس هو ولا في ماشي كل همه بس يمشي ورا اللي اسمها مروة
نظر إلي ظافر ووليد بحرج عقب قوله :
معلش يا ولاد بس انتوا عارفين اللي فيها
اومأ له وليد بأبتسامة هادئة :
ولا يهمك يا عمي احنا عارفين للاسف اختنا دمرت حياة إسلام وابونا وعمنا دمروا حياتكم انا بجد مش عارف اقول ايه لحضرتك
ابتسم سامح بحزن عقب قوله :
هي دي الحياة يا وليد يابني زي ما في الحلو في الوحش وانا مبسوط انكوا رجعتوا تاني تساعدوا ساهر وإسلام وبالرغم من أن دي اختكوا بس انتوا علشان عارفين انو اللي بتعمله غلط وقفتوا ضدها
ابتسم ظافر بحزن عقب قوله :
شادي ظابط يا عمي سامح ومبيحبش الغلط زي ما احنا مبنحبهوش وللاسف اختنا استغلت منصبه علشان كدة هو مكنش ينفع يسكت
خرجت من الغرفة فرح التي ابتسمت لسامح عقب قولها الحنون :
بابا انا فرحانة اوي طنط وفاء صحيت وبقت كويسة وكمان مبسوطة علشان ذكري هتيجي
اتسعت ابتسامته بصدمة وهو ينظر إلي صغيرته التي وللمرة الأولي قالت هذه الكلمة التي طالما كان يحلم بأن يناديه بها أحدهم وخاصا تلك الصغيرة المرحة التي أحبها وبشدة من اليوم الأول التقطها بين أحضانه وهو يبكي وينظر اليها بعدم تصديق أردف قائلا بتلعثم :
فرح ممكن تقوليها تاني يا حبيبتي
ابتسمت هي عقب قولها بطريقة لطيفة :
بابا
احتضنها بشدة وهو يبكي فرحا بصغيرته التي الان اعتبرته بمثابة أبا لها واخيرا كان كان ينتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر هو وزوجته والان لقد تحققت كان ينظر إليهم ظافر ووليد وفوزي بفرحة شديدة فالله عز وجل عوضهم بأبنة جميلة والان حقا اعتبرتهم أهلها.
________________
علي الجانب الآخر كان إسلام يجلس امام البحر فهذا هو مكانه المفضل الذي لا يعرفه أحد سوي ملك تقريبا بسبب انها اتت إليه مرة واحدة في صغرهم معه تفاجئ بأحد يجلس بجواره علي بعد مسافة ليست بكبيرة ولكنها لم تلتصق به طالعه هو بتعجب عقب قوله :
ملك !!!
طالعته ملك بأبتسامة مصطنعة ليردف هو قائلا:
انتي ايه اللي جابك هنا ؟
نظرت له ملك بحزن عقب قولها :
جيت علشان اطمن عليك يا إسلام فاكر لما كنا صغيرين لما كنت بتزعل اوي من حد أو لما بتتخانق مع عمو فوزي كنت بتيجي هنا وانا كنت بجيلك من غير ما اقول لحد
تحدث علي الفور بملامح تخلو من أي مشاعر :
وياتري بقي جاية تلومني انتي كمان وتقوليلي مروة هي اللي خطفت ذكري وانو مكنش لازم اعمل كدة مع ساهر والمفروض أصدقه صح
ابتسمت ملك وهي تنظر أمامها :
إسلام انا مش جاية اقولك كل دة بس جاية اقولك حاجة واحدة بس
طالعها بأنتباه شديد :
غمض عينك يا إسلام وفكر في كل كلمة ساهر قالها وافتكر كل حاجة كانت بينك وبين مروة حاول تفهم ليه ساهر قال كدة وحاول تفكر هل فعلا ساهر معاه حق ولا لا في الكلام اللي قاله افتكر ساهر قدملك ايه في حياته علشان يحميك ويقف جنبك افتكر انو ساهر عمره ما هيتمني لك الشر يا إسلام اخوك بيحبك اكتر من اي حد في الدنيا واللي عمله معاك انهاردة مش إهانة ليك ولا إهانة لشخصيتك بس كان بيحاول يفهمك انك غلطان وانو كل اللي حصل دة كان غلط صدقني لو غمضت عينك وعملت اللي قولتلك عليه وحللت كل المواضيع دي وربتطها ببعض ربنا هيوضحلك الصورة وهتفهم كلنا كنا عايزين نوصلك ايه من زمان .
نهضت من جلستها تاركة اياها في بحر أفكاره التي لا تنتهي ولكن السؤال هل هو يعرف الحقيقة ويحاول الهروب منها لكي لا يخسر الإنسانة الوحيدة التي أحبها أم أنه حقا ساذج ولا يفهم ما يدور حوله .
_______________
وصل ساهر مع الشباب وايضا من مجموعة من رجال الشرطة والعساكر وضع ياسين يديه علي كتف ساهر عقب قوله :
ساهر انت جاهز
اومأ له ساهر بحماس ولهفة واخيرا سيري حبيبته وسينتقم من من فعلت هذا بها أما عن شادي كان يغمض عيناه بحزن شديد الان هو سيقبض علي شقيقته الوحيدة صغيرته التي كبرها علي يداه حبيبته المشاغبة التي كانت مصدر لفرحته هو وإخوته ولكنه تذكر أنها مخطئة وان يجب عليها أن تتعاقب علي أفعالها الخاطئة حتي لو انها شقيقته وعلي الفور أمر العساكر بالتقدم معه هو وساهر واقتحموا المكان ولكن للاسف لم يجدوا أحد فقط انتفضت قلوبهم عندما رأوا تلك الدماء التي منتشرة علي الارض وكأن هناك من تم دبحه حيا .
رأيكوا في البارت ☺️♥️.
ايه رأيكوا نعمل جروب علي
أنت تقرأ
احفاد العائلة
Humorعائلة متماسكة لا يهزها الريح تحب بعضها البعض ويحرصوا علي حماية بعضهم هذه العائلة التي ربت احفادها ال 7 علي الحب والاحترام وعلمتهم أن العلاقات مهمة للغاية وأن الحفاظ عليها واجب عليهم لذلك أصبحوا متكاتفين سنري ماذا سيحدث وهل ستظل علاقتهم قوية ومتماسكة...