الفصل الثالث عشر ( خبر كالصاعقة عليهم )

616 27 0
                                    

( الفصل الثالث عشر )
( احفاد العائلة )
( خبر كالصاعقة عليهم )

[قيام الليل وما أدراك ما قيام الليل!]
هو كما قال عنه النبي ﷺ:
*عليكُم بقيام الليل؛ فإنه دَأبُ الصالحين قبلكم، وقُربةٌ إلى الله تعالى، ومَنهاةٌ عن الإثم، و تَكفيرٌ للسيئات، ومَطرَدةٌ للدَّاءِ عن الجسد.*

وقال جبريلُ للنبيّ ﷺ:
*«واعلم أنّ شرف المؤمن قيامه بالليل»*

#قيام_الليل_شرف_المؤمن.

الشيطان مش غرضه وغايته إنك تقع فى الذنوب وبس! لأ هو عارف كويس إن اللّٰه يغفر الذنوب جميعًا.
إنما غرضه الأكبر والأساسي هو إنك تيأس من رحمة اللّٰه؛ واليأس من رحمة ربنا كفر!

مهما حصل ومهما عملت ارجع وتُب، إوعى تيأس.

قال تعالى: ﴿قُلْ يَٰعِبَادِىَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ﴾.🖤

_مُحمَّد عمار.

سقطت كامل علي الارض ينظر إلي الدماء التي بالكاد تخص ابنته اسنده يونس بحنان وهو يقول :
بابا بابا انت كويس يا حبيبي
طالعه كامل بخوف عقب قوله :
دة دم ذكري صح دة اكيد دمها
كان ساهر في حالة صدمة ينظر حوله وكأنه سيراها الان علي امل أنها ستخرج من اي مكان قاطع شروده صوت العسكري الذي تحدث بعملية :
للاسف يا ساهر باشا احنا دورنا في كل حتة بس مفيش اثر للانسة ذكري ولا للانسة مروة
احتدت عيناه غضبا اعتصر قبضته بعصبية شديدة وهو ينظر إلي شادي قائلا  :
يعني هنعمل ايه دلوقتي شادي اتصل بأختك تاني هي عملت ايه في ذكري
امسك شادي هاتفه بعصبية طلب رقم شقيقته ولكنها لم تجيبه فقط تبين لهم أنها أغلقت هاتفها مرة أخري تحدث يونس قائلا بغضب شديد :
اكيد عرفت أننا راقبنا تيليفونها وهربت قبل ما نوصل .
شعر ساهر بالحرارة في جسده لم يستطع تحمل الأمر فقط كان يلقي بكل ما امامه بعنف شديد كان يشعر وكأنه قلبه سيخرج من شدة الالم .
________________
تجلس علي فراشها شاردة لا تعرف ماذا تفعل دلفت كنزي الي الغرفة طالعتها بأستغراب :
فين ملك يا منة
طالعتها منة بحزن عقب قولها بيأس :
الأستاذة راحت تواسي إسلام انتي متخيلة انو اختنا مخطوفة ومحدش يعرف عنها حاجة ودي كل اللي فارق معاها انها تكون جنبه
هزت رأسها بيأس من تصرفات ملك الغير مفهومة ابدا قاطع شرودهم دلوفها الي الغرفة لتردف قائلة بلهفة :
ذكري رجعت حد عرف حاجة
نظرت لها كنزي بطرف عيناها أما منة انتفضت من مكانها لتقف أمامها مباشرا :
وانت فارق معاكي ذكري رجعت ولا لا ما انتي كنتي مع الباش مهندس علشان تواسيه كنتي مع اللي مش مصدق انو حبيبته خطفت اختنا بدل ما يقف جنبنا ويرجعهلنا .
طالعتها ملك بحزن عقب قولها ببكاء :
انتي ليه بتقولي كدة يا منة انا ازاي يعني مش هيبقي فارق معايا اختي رجعت ولا لا دي ذكري يا منة هي اللي كانت جنبي في كل فترات حياتي هي اللي كنت بعيط في حضنها بالساعات وعمرها ما اشتكت ولا قالتلي انا زهقت منك انتي متخيلة انو إسلام هيبقي اغلي عندي من اختي
طالعتها كنزي بحنق عقب قولها :
لا معندناش شك يا هانم بس انا عايزة اعرف انتي هتفضلي معلقة قلبك بيه لحد امتي انا تعبت منك ومن تصرفاتك الغبية دي يا ملك
تحدثت ملك بجدية وهي تمسح دموعها :
لا ما خلاص انا قررت المرة دي اني هشيله من قلبي بجد انا شوفته وهو بيدافع عن العقربة دي تحت وكذب اخواتها ذات نفسهم وكأنه هي ملاك مستحيل تعمل كدة ومستحيل تغلط انا صحيح بحبه يا كنزي بس اوعدك من انهاردة اني هنساه
ضمتها كنزي الي صدرها وهي تربت علي ظهرها بحنان لتنفتح هي في بكائها العنيف نظرت لها منة بشفقة تحاول ألا تبكي ولكن بالطبع لم تستطع شقيقتها الأولي لا تدري اين هي والثانية في حالة لا تحسد عليها ماذا تفعل .
في الخارج كان الجميع يجلس في إنتظار اي خبر خرجت الفتيات من الغرفة يطالعوهم بحزن لتردف منة قائلة :
مفيش اي اخبار
اومأ ظافر لها بالرفض كانت حالتهم النفسية سيئة للغاية وفاء ابنتها التي لا تدري اين هي وفاطمة التي تحزن علي حال ابنها وايضا علي ذكري التي اعتبرتها ابنتها منذ كانت صغيرة وكانت تحلم باليوم التي ستتزوج به ابنها أما كريمة التي كانت تفكر في هذه الفتاة التي كانت تنشر السعادة في اركان المنزل والتي لم تزعج منها أحدا في يوم من الايام هي كانت تحب الجميع وتحترمهم وكم كانت تحبها بشدة وتعتبرها ابنة لها قبل مجئ فرح وبعد مجيئها مكانتها مازالت كما هي .
________________
كانت تقود السيارة بسرعة هائلة وفي الخلف تلك التي صفت لها دمائها كانت في حالة لا ترثي لها كانت متأكدة أن شقيقها لن يتركها تنفذ عملتها تلك لذلك توقعت أنه سيراقب هاتفها وعلي الفور تخلصت منه وأخذت ذكري لتذهب الي مكان لا يستطيع شقيقها أو ساهر الوصول إليها حتي تستطيع من إكمال خطتها وفجأة وبدون اي مقدمات كانت الفرامل معطلة بالسيارة لذلك لم تستطيع الوقوف لتأتي سيارة ضخمة وتصطدم بالسيارة وكلاهما بداخلها .
_________________
لم يكن له مئوي سوي بيت الله دلف الي المسجد وادي صلاة العشاء ثم جلس وهو يبكي بقلة حيلة رفع يديه يدعو الله بحزن شديد ودموعه تهبط بعنف :
يارب يارب انا عارف اني مقصر في حقك وعارف اني بعصيك كتير وعارف اني مش احسن حاجة بس انا مش عايزها تضيع مني انا بحبها اوي يارب انت عارف  نيتي وعارف اني كنت هتجوزها واني عايزها تبقي حلالي وعمري ما فكرت انو دة ممكن يحصل معانا انا تعبان اوي يارب انا مش عارف اروح لمين ولا اعمل ايه انا عارف اني جتلك وقت لما حصلتلي مصيبة بس اوعدك اني مش هقصر تاني وهحاول علي قد ما اقدر اني هلتزم يارب علشان خاطري احميها يارب ورجعهالي انا مش هقدر اعيش من غيرها انا ممكن اموت لو حصلها حاجة
انتهي من دعائه ثم جلس يستغفر ربه قليلا ولم يشعر بنفسه فلقد غفي في المسجد من شدة التعب .
______________
انتفضت وفاء من مكانها وهي تهرول الي يونس ومراد بهلع تنظر ورائهم عقب قولها :
فين ذكري هي جاية صح طالعة علي السلم ما تردوا كامل فين ذكري يا كامل رد عليا
جلس كامل علي الأريكة بإنهاك وضعف وهو يضع رأسه بين يداه بتعب نظرت له وفاء بخوف :
لا لا علشان خاطري متعملش كدة ذكري فين هي كويسة صح ذكري اكيد كويسة يا يونس ما ترد عليا انت يا مراد قول يا حبيبي فين اختك
تحدث مراد ببكاء :
مش لقيناها يا ماما محدش عرف يوصلها
اقتربت فاطمة سريعا منها وهي تمد يديها تحاول أن تساندها لتبعد وفاء يديها سريعا :
يعني ياه يعني مش لاقينها بنتي فين يا كامل ذكري فين يعني كدة خلاص انا مش هلاقي بنتي تاني ساهر فين مش هو وعدني انو هيلاقيها
انتفضت فاطمة حين استمعت الي اسم ابنها فهم حقا لم تلاحظ وجوده ليردف يونس قائلا من بين شهقاته :
هو اختفي فجأة بعد ما مشينا معرفش راح فين
وفي تلك اللحظة صدح رنين هاتف مراد طالع هاتفه بأستغراب لينظر له يونس قائلا :
في ايه مين اللي بيتصل
دة إسلام
نظرت لهم ملك بأهتمام شديد حين استمعت الي اسمه فتح مراد المكالمة وفتح المبكر ليستمع الجميع الي حديثه وقبل أن يتفوه مراد بأي حرف كان إسلام يتحدث بهلع قائلا :
مراد انا حاولت اتصل بساهر كتير بس مش بيرد عليا انا لقيت عربية مروة عاملة حادثة علي الطريق وهي وذكري كانوا في العربية انا نقلتهم علي المستشفي هبعتلك اللوكيشن تعالي بسرعة
اتسعت حدقتي شادي ينظر لكلا شقيقاه بصدمة ليهرولوا جميعا إلي الأسفل متجهين الي المستشفي .
____________________
تعدت الساعة ال 5 فجرا احس ساهر بيد أحدهم توضع علي كتفه وصوت يناديه اكس يستيقظ فتح ساهر عيناه ليري شاب ذو لحية خفيفة وكان طويل وجذاب يرتدي عبائة بيضاء طالعه بأبتسامة بشوشة عقب قوله :
الفجر إذن واحنا هنصلي يلا قوم اتوضي علشان تصلي معانا
اعتدل ساهر ثم ذهب لتوضأ وادي فريضته جماعة ثم جلس قليلا يستغفر ربه تفاجئ بهذا الشاب يجلس أمامه قائلا بأبتسامة رقيقة :
ازيك انا اسمي كرم
بالفعل كان هذا كرم لا غيره شقيقه ياسمين ابتسم له ساهر وهو يمد له يده لمصافحته :
وانا ساهر
" ما شاء الله عاشت الاسامي "
ابتسم له ساهر ابتسامة عكس التعب والارهاق الذي بات علي وجهه وبشدة قرر كرم التحدث في هذه اللحظة قائلا وهو يمد يديه له يربت علي فخذه :
احكيلي بقي مالك ليه شكلك تعبان كدة تقدر تفضفض معايا سرك في بير
ابتسم ساهر بألم عقب قوله :
صدقني الكلام مش هيفيد بحاجة ولا هيطفي النار اللي في قلبي
نظر له كرم بحزن عقب قوله :
بالعكس يا ساهر صدقني لما تطلع كل اللي في قلبك هترتاح مينفعش تفضل كاتم في قلبك
حديثه بث الاطمئنان في قلبه لذلك تحدث معه في كل شئ حدث كان ينظر له كرم بشفقة وحزن كبير ليردف هو قائلا بحزن :
واصبر وما صبرك إلا بالله دة اختبار من ربنا ليكوا يا ساهر والمفروض تكون راضي بدة ربنا عارف نيتك وعارف انك عايزها تكون حلالك ومراتك قدامه وقدام كل الناس بس الوقت دة لسة مجاش علشان كدة الصبر وربنا بيقول ايه في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم :
وَبَشّرِ الصّابِرينَ الّذِينَ إذا أصَابَتَهُم مُصِيَبَةٌ قَالُوا إنّا للهِ وَإنّا إلَيهِ راجِعُونَ  أُولئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ مِن رّبِهِم وَرَحمَةٌ وَأولئِكَ هُمُ المُهتَدُونَ} [سورة البقرة: 155 – 157].
وايضا قال إنَمَا يُوَفَى الصَابِرُونَ أجْرَهُم بِغَيرٍ حِسابٍ} [سورة الزمر: 10].
خليك واثق في ربنا يا ساهر واعرف انو كل اللي بيحصل ليكم دة اختيار وامتحان من ربنا علشان يشوف مدي صبركم عليه وفي الاخر يكافئكم وانا عايزك تلتزم يا ساهر علشان خاطري ربنا دايما بيبتلينا علشان نرجعله تاني ودة اللي حصل لما أخدها منك انت حسيت انو ملكش غيره وجيت ودعيت ليه ونمت في بيته وكلك يقين انو هيرجعهالك ودعواتك هتستجاب علشان كدة حاول وحارب نفسك حتي لو مش علشانك علشان ربنا وعلشانها علشان ربنا يجمعكوا في الحلال .
ابتسم ساهر وهو يضم كرم بلطف :
شكرا أوي يا كرم انا بجد ارتحت اوي لما اتكلمت معاك ومتقلقش انا بإذن الله هحاول علي قد ما اقدر اني التزم واقرب من ربنا .
في تلك اللحظة صدح رنين هاتفه كان المتصل فوزي انتفض من مكانه بهلع كان قلبه سيخرج من مكانه يتشوق لسماع ما سيقوله والده كان كرم يطالعه بأهتمام بسبب ردة فعله الغير مفهومة ولكنه توقع أنه شئ يخص حبيبته :
الو يا بابا ذكري رجعت صح
صمت قليلا يستمع الي الطرف الآخر كانت الصدمة تحتل ملامحه ليردف قائلا بتلعثم :
م.س.تشفي ايه
طالعه كرم بدهشة هل حقا سمع اسم مستشفي
اغلق ساهر المكالمة وهو ينظر أمامه بشرود وبصدمة ليردف كرم قائلا وهو يضع يديه علي كتفه :
في ايه يا ساهر مستشفي ايه
نظر له ساهر ومازالت الصدمة تحتل وجهه :
ذك.ري .ذكري في المستشفى
لم يستمع الي حديث كرم فقط هرول للخارج بفزع ركب سيارته وقادها بسرعة هائلة يفكر في حبيبته هو لا يستطيع خسارتها هو سيخسر حياته إن حدث لها شئ كان يبكي بعنف وهو يقود ينتظر اللحظة الذي سيصل بها إليها وينظر لوجهها الملائكي المحبب لقلبه وبعد حوالي 30 ساعة من القيادة وصل إلي المستشفي ركض بسرعة الي السكرتيرة قائلا وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة :
لو سمحتي في بنت جت اسمها ذكري كامل القاضي ممكن اعرف هي في انهي اوضة
تفقدت السكرتيرة الحاسوب ثم عاودت النظر إلي ساهر قائلة بجدية وهي تشير الي اليمين :
امشي من الممر دة هتلاقيها في اوضة العمليات
ركض ساهر مهرولا الي المكان التي دلته عليه ليري جميع العائلة مجتمعين أمام غرفة العمليات ركض صوب والدته وهو يقول بفزع :
ذكري كويسة يا ماما صح
كانت فاطمة تبكي بعنف شديد لا تستطيع التحدث طالعها هو بأستغراب يحاول عدم الاستسلام لأفكاره الملعونة في تلك اللحظة تركها ذاهبا الي فوزي عقب قولها بتلعثم :
ذ.ك.ر.ي كويسة ذكري حصلها ايه ما حد يرد عليا
كان إسلام يقف ينظر إلي الأرض لا يستطيع النظر إلي وجهه أخيه بعد ما فعله به فهو كان محق منذ البداية خرج الطبيب من الغرفة ليهرول إليه ساهر بفزع وهو يقول بخوف :
دكتور ذكري كويسة صح هي حصلها ايه
زفر الطبيب بضيق عقب قوله وهو يضع يديه علي كتف ساهر :
اسمعني ذكري واضح علي جسمها كدمات وعلامات ضرب غير أنها بسبب العنف اللي اتعرضت ليه خسرت دم كتير للاسف وكمان عملت الحادثة دي ف الدنيا باظت جدا احنا دلوقتي عرفنا نوفرلها فصيلة دمها وهي من الجهة دي بقت كويسة ولكن طبعا حياتها مازالت في خطر دة اولا ثانيا بقي للاسف هي اتعرضت لخبطة جامدة في رأسها ودة تسبب في جلطة دماغية في أحد الشرايين المغذية للدماغ نتجية لنقص التروية الدماغية وللاسف بسبب كدة الآنسة ذكري اتصابت بالشلل النصفي .
شهقت وفاء بفزع وهي تضع يديها علي فمها بصدمة واعين متسعة كانت هذه الكلمة كالصاعقة علي الجميع رمش ساهر بأهدابه عدة ثواني يحاول إستوعاب ما قاله الطبيب الان مهلا هل حقا ذكري أصيبت بالشلل النصفي تحدث بتلعثم :
يعني يعني هي خلاص مش هتقدر تمشي تاني
تحدث الطبيب بعملية هذه المرة :
بص هي للاسف مش هتقدر تمشي وهتضطر تقعد علي كرسي متحرك وطبعا هتيجي كل اسبوع علشان نتابع معاها ونشوف حالتها وحابب اقولك بس علي شوية اعراض اكيد كلكوا هتلاحظوها عليها علشان كدة متقلقوش هيبقي عندها اكيد ضعف أو تصلب في العضلات والتشنج العصبي أو انقباض العضلات هيبقي في مشكلة في التوازن طبيعي علشان كدة هتبقي علي الكرسي بالإضافة إلي الصعوبة في المشي وعدم القدرة علي إمساك الاشياء وضعف في الذاكرة وصعوبة في التركيز واخيرا التغيرات في السلوك كل اللي المريض يبقي عايزه في الفترة دي هو انو عائلته كلها تبقي جنبه وتشجعه علي العلاج علشان يخف بسرعة وياريت يا جماعة تتعاملوا معاها عادي بلاش تحسسوها بالشفقة أو اي شئ من الحاجات دي .
اومأ له الجميع تحدث ساهر ومازالت الصدمة تحتل ملامحه وجهه وبشدة :
طب هو العلاج بياخد وقت قد ايه علشان ترجع زي الاول
صمت قليلا عقب قوله  :
مش اقل من 28 يوم يعني شهر ودة بيختلف عن استجابة كل مريض ممكن لو نفسيتها كويسة وحابة وعايزة أنها تتعالج هتتعالج اسرع وفي وقت اقل ودة بردوا بيرجع لقوة جسمها مش بس النفسية بس في عوامل كتير اهم حاجة يا جماعة ادعولها وإكثروا من الدعوات وهي إن شاء الله هتتحسن وفي وقت قصير .
تحدث ساهر بلهفة وشوق :
ممكن ادخل اشوفها
ابتسم الطبيب عقب قوله :
ماشي مفيش مشكلة بس ياريت متفتحش معاها الموضوع دة خالص علشان لسة حالتها خطيرة لحد ما بإذن الله تتحسن وهنبدأ نشوف هتقولولها الخبر دة ازاي .
اومأ له ساهر ثم دلف الي الغرفة يطالع ملاكه البرئ التي تنام في سلام ولكن وكأنها شعرت بوجوده لذلك فتحت عيناها ببطئ شديد وهي تهلوس بأسمه وبالطبع لا تستطيع الكلام بطريقة طبيعية فالكلام أصبح ثقيل جدا بسبب ضعف عضلات الفك لديها  :
ساهر
هرول ساهر إليها ممسكا بيداها بقوة عقب قوله :
انا معاكي اهو يا حبيبتي انا هنا جنبك متخافيش
بكت هي بشدة وهي تتحدث بثقل وبصوت غير واضح : انا خايفة اوي علشان خاطري متسبنيش
كان يبكي بعنف ولكنه يمسح دموعه بسرعة لكي لا يظهر ضعفه أمامها فهي نقطة ضعفه في الحياة ولا يستطيع رؤيتها حزينة أو متعبة بهذا الشكل قاطع بكائه صوتها وهي تمسك قدمها بقوة :
ساهر انا مش حاسة برجلي انا مش حاسة بحاجة هو انا ليه بتكلم بتقل كدة انا مش عارفة اتكلم هو في ايه انت مخبي عليا حاجة صح
كان يري قرب انهيارها لذلك نهض بسرعة وهو ينادي علي الطبيب الذي اتي مسرعا ودلف الي الغرفة برفقة العائلة كانت ذكري منهارة للغاية كانت لا تنطق سوي اسم ساهر :
ساهر علشان خاطري قولي الحقيقة أنا ليه مش حاسة برجلي
كان قلبه يتمزق علي حبيبة روحه وهو يراها في هذه الحالة المؤلمة كان قلبه يؤلمه بشدة لا يعرف ماذا يفعل لكي يحسن من حالتها ويضمن جرحها أعطاها الطبيب إبرة مهدئة جعلتها تذهب عبر أحلامها أو كوابيسها اللعينة بالاخص سقط ساهر علي الارض يضع رأسه بين كلا يداه يبكي بحسرة علي ما وصلت إليه حبيبته التي لم يراها في هذه الحالة من قبل كان يفكر في كل ما حدث متي ستنتهي هذه المشاكل من حياتهم مني ستصبح حياتهم طبيعية ويتزوجها هل حلمه كبير لهذه الدرجة لماذا لا يتحقق بسهولة احس بيد توضع علي كتفه رفع نظره إليه ليري شقيقه الذي يبكي بأسي وكأنه يعتذر منه عما صدر منه ضمه ساهر بقوة قائلا من بين شهقاته :
انا تعبت يا إسلام انا مش قادر اشوفها في الحالة دي انا حاسس اني قلبي هيطلع من مكانه
ربت إسلام علي ظهره وهو يبكي بقلة حيلة فكم فهم أنه كان ساذج للغاية صدق هذه الفتاة التي دمرت حياته هو وشقيقه كان ينظر إلي شقيقه الذي كان يبكي بحسرة علي حال تلك الفتاة الوحيدة التي أحبها في هذا الكون والتي لم تري عيناه سواها أما يونس كان يرتمي في احضان كنزي يبكي كالاطفال علي شقيقته الحبيبة كان فؤاده يؤلمه وبشدة من أجلها لم يتخيل في حياته إن يأتي هذا اليوم ويراها في تلك الحالة كانت كنزي تربت علي ظهره  تضمه الي صدرها بحنان وكأنه حملها الصغير التي تخشي عليها من الاذي أما مراد كان يمسك بيد والدته لكي لا تسقط أرضا من شدة البكاء والانهيار كانت حالتها سيئة للغاية لرؤية ابنتها اللطيفة في تلك الحالة المذرية وبالطبع كان  الفتيات تبكي بشدة أما كامل كان يجلس علي المقعد الذي يوضع في الغرفة ينظر إلي ابنته بصدمة لا يصدق أن كل هذا حدث بصغيرته الجميلة
______________
كان شادي يجلس بجانب ملاكه الصغير هذه الكتلة اللطيفة التي كانت تنشر البهجة في قلبه هو وإخوته كان يبكي بشدة هو وإخوته الاثنين من رؤيتها بهذه الحالة كان شادي يجلس علي يمينها ووليد وظافر يجلسون علي يسارها تحدث وليد وهو يمرر يديه علي وجهها اللطيف :
انا بجد مش عارف هي ليه عملت كل دة في نفسها وفينا انها مش هنقدر نقف في صفها بعد كل اللي عملته دة ذكري ما بين الحياة والموت وكمان بقت مشلولة بسبب اختنا
تحدث شادي وهي يقبل يديها بحنو بالغ :
انا مش مصدق انو دي اختنا الصغيرة اللي كانت بتلعب معانا وكانت بتعيط لما بنسيبها لوحدها انا حاسس انو دي مش مروة .. مروة اتغيرت اوي ومش عارف دة حصل ازاي هي عمرها ما كانت قاسية ولا وحشة بالشكل دة
تحدث في تلك اللحظة ظافر قائلا بألم :
هي حكمت علي نفسها يا شادي للاسف دلوقتي مش هنقدر نساعدها بأي شكل من الأشكال اول لما تفوق وتبقي كويسة هتضطر تاخدها عالسجن
" بنتي مش هتروح لي كدة انت اتجننت "
كان هذا صوت والد مروة " ناصر " نظر لابنته بحب شديد وهو يقبل جبينها ثم مسح دموعه قائلا وهو ينظر لأولاده الثلاثة بحدة :
انت اتجننت منك ليه عايزين تحبسوا اختكوا
انتفض شادي من مكانه عقب قوله بغضب :
بابا هو انت ليه محسسني انو الموضوع سهل بالنسبالي أو بالنسبة لأخواتي بس انت بتتكلم من غير ما تعرف مروة عملت ايه مروة خطفت ذكري وعملت بيها حادثة علي الطريق عارفة ذكري دلوقتي حالتها عاملة ازاي هي اتصابت بالشلل النصفي وجالها إنهيار ومحدش قالها لحد دلوقتي يا بابا
طالعه " ناصر " بنفاذ صبر عقب قوله :
شادي اسمعني يا حبيبي اللي حصل لذكري دة نصيبها زي ما هي في المستشفي دلوقتي اختك كمان في المستشفي لكن هي ما اذيتهاش بالقصد
تحدث ظافر علي الفور :
بابا الدكتور قال انو جسم ذكري مليان كدمات وأنها خسرت دم كتير بنتك اللي هي اختنا معرفش جابت القسوة والحقد دة منين هي دمرت حياتي البنت والله اعلم هتاخد قد ايه علشان تتعالج وترجع كويسة وانت عارف انو ساهر مش هيسكت علي اللي حصل
تحدث وليد في تلك اللحظة :
بابا مروة اختنا واحنا بنخاف عليها وبنحبها زيك بالظبط بس مش كفاية اللي حصل لي العيلة دي بسبب حضرتك انت وعمي ودلوقتي ذكري اظن الموضوع بوخ اوي
صفعه " ناصر " بقوة ليصرخ به قائلا :
انت ازاي تتكلم معايا بالطريقة دي ومن امتي إن شاء الله كلكوا واقفين في صف عائلة القاضي يعني مش طول عمركوا كارهينهم وبتحاولوا ابعدوا اختكوا عنهم
ابتسم شادي بحزن عقب قوله وهو يبعد وليد من أمام والده ويقف مكانه :
علشان احنا كنا مغلفين يا بابا انت كنت بتلعب بمشاعرنا علشان عيال صغيرة وقولتلنا انو ساهر وإسلام ويونس ومراد وكل العيلة دي ناس مش كويسة وأنهم بيكرهونا واحنا كمان لازم نكرهم وفعلا سمعنا كلامك للاسف وبص دلوقتي وصلنا لايه مكناش نعرف كل اللي حصل من زمان وحتي لما عرفنا كنا بردوا بنكرهم أو يتمثل كدة علشان نثبت لنفسنا انو ابونا مش غلطان بس دة مطلعش صح .
مسح " ناصر " علي وجهه بنفاذ صبر ثم خرج من الغرفة يتمتم بكلام غير مفهوم .
_________________
كانت وعد تجلس في الخارج أمام الغرفة يديها ترتجف بشدة ودموعها تهبط بعنف هرول إليه ياسين الذي امسك بيديها بحنان قائلا وهو يمسح دموعها :
في ايه يا وعد انتي كويسة
رفعت انظارها له بأعين متورمة حمراء :
انا خايفة أوي عليها يا ياسين انا مش قادرة اشوفها في الحالة دي ذكري عمرها ما اذت حد ولا عمرها قالت لحد كلمة تزعله هي ليه بيحصل معاها كل دة ليه مش مكتوبلها تفرح
ضمها ياسين الي صدره يحب وهو يربت علي ظهرها ثم قبل جبينها :
انتي متعرفيش ربنا مخبلها ايه يا حبيبتي ربنا بيبتلي الإنسان علشان يشوف مدي صبره وقوة تحمله علي الابتلاء دة وهي علشان طيبة كويسة وعمرها ما اذت حد ربنا بيبتليها بس انا مش عايزك تقلقي هي هتبقي كويسة إن شاء الله بس في حاجة عايز اقولها لك يا وعد .
خرجت من أحضانه وهي تطالعه بجهل :
حاجة ايه
تحدث ياسين علي الفور :
المفروض دلوقتي أنو الجلسة بكرة بتاعت المحكمة وانا قولت لماما
طالعته وعد بحزن عقب قولها :
يعني همشي واسيب ذكري
ابتسم وهو ينظر إلي ملامحها البريئة التي تجعل فؤاده يرقص فرحا عند رؤيتها :
لا يا حبيبتي هي كلها ساعتين 3 ساعات وهنرجع تاني ومش هنسيبهم لحد ما نشوف بإذن الله ايه اللي هيحصل وذكري هتطلع امتي من المستشفي
اومأت له وعد بالايجاب ليردف هو قائلا بحنان :
هروح اجبلك حاجة سخنة تشربيها
قبل وجنتها بحب شديد تاركة إياها تنظر إليه بتعجب ودهشة من أفعاله الحنونة التي استطاع أن يلمس بها قلبها بسهولة .
______________
خرجت منة لخارج المستشفى لكي تستنشق القليل من الهواء فلقد كانت تختنق من حزنها علي شقيقتها كلما رأتها في تلك الحالة كان قلبها يؤلمها بشدة أصبحت لا تستطيع التي إليها رأت فتاة تهرول إليها لتصل أمامها قائلة بفزع :
منة مالها اختك هي كويسة ايه اللي حصل
عندما اقتربت منها اتضح أنها ياسمين لا غيرها لقد أخبرتها منة علي الهاتف أن موعد عقد القرآن قد تم لغيه بسبب حادث شقيقتها وفي تلك اللحظة لم تستطع منة التماسك فقط تركت نفسها ترتمي في احضان صديقتها تبكي بعنف شديد مما أصاب فزع ياسمين كانت تربط علي ظهرها بحنان تحاول أن تهدئها ولكن لا تستطيع فهذه التي ترقد بالمستشفي شقيقتها التي كانت معها طوال حياتها هي التي كانت تهتم بها هي وشقيقتها ملك وكانت تعتبرهم كأنهم اولادها لا شقيقاتها كان كان الأمر مؤلم وبشدة لرؤيتها لها بهذه الحالة التي تحطم القلوب وبعد دقائق خرجت منة من احضان ياسمين تحاول مسح دموعها عقب قولها :
انا مش مصدقة انو كل دة حصل يا ياسمين ذكري كانت كويسة وكانت مبسوطة اوي علشان هتكتب كتابها علي اكتر واحد حبته في الدنيا كانت طائرة من الفرحة ومستنية اليوم دة بفارغ الصبر بس مش عارفة ليه بيحصل فيهم كدة كل ما بيحاولوا يجتمعوا مع بعض يحصل حاجة تبعدهم هما بيحبوا بعض من سنين .
ابتسمت ياسمين وهي تمسح دموع صديقتها بحنان لتردف قائلة بحب :
ربنا مبيعملش حاجة وحشة ابدا يا منة ربنا عارف نوايا الناس وعارف انهم كانوا عايزين يجتمعوا في الحلال بس دة وقته للاسف مجاش بس ربنا هيساعدهم وهيقف معاهم ربنا مبينساش يا منة انا بس عيزاكي تهدي وصدقيني ذكري هتبقي كويسة .
تحدثت منة من بين شقهاتها :
ياسمين انا عايزة اروح المسجد علشان اصلي وادعيلها .
________________
انتفض من مكانه بفزع مهرولا الي الغرفة التي تقبع به حبيبته نظر من الباب الزجاجي الي ملامحها اللطيفة التي تأسره طالعه الجميع بأستغراب ليذهب إسلام ويقف بجانبه بخوف واضعا يديه علي كتفه :
في ايه يا ساهر انت كويس
اومأ له ساهر قائلا بحزن :
انا حلمت بيها انا مش قادر اتحمل الكوابيس دي يا إسلام انا روحي بتطلع كل يوم من ساعة ما عرفت انها اتخطفت وانا بتخيل وبحلم بحاجات مش قادر استحملها انا خايف اخسرها لو حصلها حاجة انا ممكن اموت .
صمت قليلا والجميع ينظر إليه بحزن شديد علي حلمه هو وتلك الفتاة التي لا يتحقق منذ الصغر وهم يحلمون بهذا اليوم الذي حدث به اسوء ما قد يحدث لهم علي الاطلاق انتفض حين رأها بدأت أن تفتح عيناها دلف الي الغرفة بسرعة كذلك فعل جميع العائلة خوفا من أن يكون حدث لها شيئ جلست وفاء بجانبها وهو تمرر يديها علي وجهها بحب شديد بينما ساهر جلس من الناحية الأخري وكامل الذي يقف في مقدمة الفراش كانت تنظر للجميع بدموع غزيرة عقب قولها بثقل :
انا عارفة انتوا مخبيين عليا ايه انا بقيت مشلولة صح
وضعت وفاء يديها علي فمها بصعوبة تحاول كتم بكائها كذلك فعلت منة التي تقف بجانبها كلا من ياسمين وملك تطالع ياسمين الوضع بحزن شديد أكملت حديثها قائلة وهي تنظر لساهر الذي يجلس يبكي في صمت ولكنه يحاول مسح دموعه بسرعة لكي لا تلاحظها ولكنها لاحظتها بالفعل :
ساهر انا مش عايزة اتجوزك
اتسعت حدقتاه بصدمة يحاول إستوعاب ما تقوله ذكري في تلك اللحظة تحدث بتلعثم :
انتي بتقولي ايه يا ذكري
كان الجميع يتابع الوضع بخوف وصدمة في نفس الوقت فهل ذكري أصبحت تكره ساهر بسبب ما حدث لها من مروة وأصبحت لا تريد أن تعيش معه كما كانت تحلم منذ سنوات تابعت ذكري حديثها وهي تبكي بشدة :
انا مش هخليك تفضل معايا وانا في الوضع دة انا عارفة اني هاخد وقت كبير عقبال ما اتعالج بس انا مش هخليك تعيش مع واحدة مشلولة طول حياتك واكيد مش هعرف احمل ولا هجبلك البنت اللي طول عمرك بتتمني تكون ابوها
ارتسمت ابتسامة ألم علي وجهه عقب قوله :
انا مستعد اعيش معاكي عمري كله كدة يا ذكري انا بحبك زي ما انتي كدة وهفضل احبك كدة لاخر يوم في عمري وبعدين انا مش عايز بنت غير منك ولو مجبتش منك مش عايز كفاية وجودك في حياتي .
أردفت هي قائلة بحزن :
بس انا مش عايزة نكتب الكتاب دلوقتي يا ساهر انا عايزة اخف الاول وابقي كويسة
اومأ لها ساهر عقب قوله :
انا عارف انك هتطلبي دة مني وانا كمان كنت عايز اقولك نكتب الكتاب إن شاء الله لما تتحسني وتبقي كويسة انا مش هضغط عليكي
هرولت إليها ملك وضمتها بحب شديد كانت تبكي بشدة وهي تقول :
انتي كويسة صح
اومأت لها ذكري بالايجاب جلست ملك بجوارها بعد خروج ساهر من الغرفة طالع الجميع أثره بحزن شديد تحدثت ذكري وهي تنظر الي الباب بعد خروجه وهي تنظر الي فاطمة :
انا اسفة يا ماما بس انا مش هقدر اتجوز ساهر وانا في الوضع دة انا عمري ما تخيلت انو دة هيحصل انا مش عايزاه يتعذب معايا عايزة لما اختلف الاول وابقي كويسة صدقيني الموضوع صعب عليا اوي زي ما هو صعب عليه بس انا مش هقدر مش هحس نفسي مبسوطة ولا مرتاحة .
اقتربت منها فاطمة ثم قبلت وجنتها بحنان :
متزعليش يا حبيبتي انا فهماكي ومتقلقيش علي ساهر هو كمان فاهم اللي انت بتمري بيه ومستحيل يجبرك علي حاجة
اومأت لها ذكري ببكاء تقدمت فرح من ذكري ثم قبل وجنتها بحنان عقب قولها :
الف سلامة عليك يا ذكري انا كنت خايفة عليكي اوي وكنت زعلانة علشان مكنتش بشوفك
ابتسمت ذكري وهي تقبل وجنتها المنتفخة قليلا :
الله يسلمك يا فروحة .
نظرت ذكري لياسمين بأستغراب لذلك اردفت منة علي الفور قائلا :
معلش يا جماعة انا نسيت اعرفكوا دي ياسمين البنت اللي حكتلكوا عليها
اتسعت ابتسامة ذكري عقب قولها بلطف :
منة حكتلي عنك يا ياسمين انا مبسوطة اني شوفتك
بادلتها ياسمين الابتسامة عقب قولها :
وانا والله مبسوطه جدا اني شوفتك واتعرفت عليكوا
كان الصمت يعم المكان لولا صوت ذكري الذي يملؤه التوتر والخوف :
هي مروة كويسة
طالعته وفاء بغضب :
ممكن متجبيش سيرة البت دي تاني ربنا ينتقم منها هي السبب في اللي حصلك دة بس متقلقيش يا قلب امك ساهر وعدني انو هيحبسها
نزلت دمعة شاردة من عيناها لتردف قائلة :
انا مش مصدقة انو حبها اشتهر ممكن يوصل للدرجة دي انا خايفة اوي منها خايفة تأذيه أو تأذيني تاني
امسك كامل يد ذكري ثم قبلها بحنان :
انا معاكي يا حبيبتي ولو حد قربلك اومرة دي انا هشيله من علي وش الدنيا طول ما ابوكي جنبك اوعي تخافي
ابتسمت برقة عقب قولها :
ربنا يخليك ليا يا حبيبتي
اردفت كريمة في تلك اللحظة قائلة بمشاكسة :
يلا بقي يا ذكري شدي حيلك علشان اعملك صينية محشي ترم عضمك يا قمر
طالعتها منة بغيظ عقب قولها بحنق :
يعني انا بقالي قد ايه بقولك تعملي يا طنط كريمة وبتقوليلي والله مش فاضية يا منة وعلشان ست ذكري هتعمليه صح
قهقهت كريمة بشدة عقب قولها :
وانا عندي كام ذكري وكان منة يعني بس كدة من عنيا يا حبايبي
كانت ياسمين تنظر الي هذه العائلة الرائعة المترابطة كم هي جميلة حقا كانت تنظر بالاخص الي علاقة ذكري بوالدها كم هي جميلة ودافئة فياسمين والدها توفي هو ووالدتها منذ كانت في عمر 7 سنوات وكرم أخيها هو من اعتني بها هو كان سندها في الحياة كان يحاول الا يشعرها بموت والديهما ولكن حنان الاب شيئا اخر .
________________
دلف ساهر الي المسجد بتعب وإرهاق واضح علي وجهه كان يود أن يريح رأسه قليلا في بيت الله فهو في المرة السابقة ارتاح وشعر باطمئنان شديد لم يشعر به من قبل كان يتبقي علي اذان الظهر حوالي 30 دقيقة جلس علي الارض يسند رأسه علي الحائط ورائه بتعب تفاجئ بأحد يجلس جواره نظر له ليري كرم لا غيره كان يطالعه بأبتسامته البشوشة المعتاد عليها :
عامل ايه يا ساهر خطيبتك اخبارها ايه
ابتسم ساهر بضيق عقب قوله بيأس :
هي فاقت الحمد لله بس للاسف الدكتور قالنا انها اتصابت بالشلل النصفي يعني بعد كدة هتقعد علي كرسي متحرك لحد ما تخف وتقريباً مدة العلاج مش اقل من شهر ودة بيختلف عن جسم كل مريض والتاني
طالعه كرم بأسف عقب قوله وهو يربت علي فخذه :
واصبر لحكم ربك فأنك بأعيننا
ابتسم له ساهر عقب قوله :
والله انت الوحيد اللي بتديني امل ودفعة لقدام رغم اني كنت جاي مدايق وزعلان بس كنت عارف انو ربنا هيبعتك ليا تاني زي امبارح وكتب الكتاب اتأجل تاني لشهر كمان بس عارف انا مش زعلان انا راضي انا عايز يوم ما اتجوزها أسجد سجدة شكر لربنا اني واخيرا حصلت عليها عايز يومها ابقي هموت من الفرحة وانا رايح جاي في البيت وشايفها قاعدة معايا وبقيت بشوفها كل ثانية بدل كل يوم .
ابتسم كرم وهو يضم ساهر الي صدره :
إن شاء الله كل اللي في بالك هيحصل خليك واثق في كدة كويس اوي ربنا هيجمعكوا لو ليكوا خير في بعض .
في تلك اللحظة سمعوا مكبرات الاذان ليبتسم ساهر لكرم وهو يذهب معه ليتوضأ ويبدأو في أداء فريضتهم .
________________
دلف إسلام الي الغرفة التي تقبع بها مروة كانت تنظر أمامها في شرود وكأنها مازالت مصدومة مما حدث عندما رأت ذلك الذي دلف الي الغرفة يطالعها بحقد وغضب اعتدلت في جلستها علي الفور وهي تقول بخوف شديد :
إسلام
ابتسم إسلام بألم وهو ينظر إلي تلك الفتاة التي تحبها من قلبه وتحدي عائلته من أجلها وفي النهاية هي التي تسببت في دمار حياته هو وشقيقه الوحيد وإعاقة ابنة عمه التي بمثابه شقيقته :
عارفة زمان كنت بحب اسمع إسمي من بوقك اوي كنت بحس انو الأرض مش سيعاني من الفرحة وكأن مفيش حد في الدنيا أسمه إسلام غيري
نزلت الدموع من عيناها بغزارة وهي تتفادي النظر إلي عينه التي تشع من الغضب ما يكفي لاخافتها :
انا اسفة اوي يا إسلام انا والله مكنتش عايزة كل دة يحصل انا كنت عايزة اعمل ذكري درس أنها متقربش من ساهر تاني كنت ناوية اخليها تخاف مني وتبعد عنه علشان اتجوزه بس والله مكنتش عيزاها تتشل أو يحصل كل دة بسببي .
أنهت كلماتها وهي تنظر إلي عيناه التي بدت عليهم الحزن عقب قوله وهو ينظر إلي الأرض :
ليه عملتي فيا كدة
صمت قليلا وهو يحاول التماسك ولكن كيف يفعل ذلك في مثل هذا الموقف كم كان فؤاده يؤلمه من جهة يريد معرفة لماذا فعلت بقلبه هذا ومن الجهة الأخري كان يريد ضمها الي صدره ويخفف من روعها وحزنها يريد الاطمئنان علي جروحها البادية علي وجهها ويديها ولكن كيف وهل بهذه البساطة وبعد كل ما فعلته بهم :
انا كنت بحبك اوي كنت بحبك اكتر من نفسي عارفة انا كنت مستعد اقدملك حياتي في طبق من ذهب لو طلبتيها حاربت ابويا واعمامي ووقفت ضدهم علشانك علشان كنت مفكر انك بتحبيني بجد مش كلام وخلاص بس بعد ما التضحيات دي طلعتي بتحبي اخويا وقربتي مني علشان توصليله ... انا مصعبتش عليكي يعني مقولتيش مثلا وهو إسلام ذنبه ايه اني بحب اخوه ليه اعذبه وادمره علي حساب سعادتي .
تحدثت هي من بين شقهاتها :
انا اسفة انا اسفة اوي يا إسلام انا بجد مش عارفة اقولك ايه انا دلوقتي ندمانة اوي علشان خاطري انا مش عايزة ادخل السجن انا ممكن ابوس رجل ذكري بس مش مستعدة ادخل السجن علشان خاطري يا إسلام ساعدني .. ساعدني لو بتحبني
احتدت عيناه غضبا هي مازالت تلعب بعواطفه ومشاعره هي ليست ندمانه علي كسرها لقلبه ولكنها ندمانة لأنها لم تفكر بعواقب هذا الأمر لم يتحكم في نفسه فقط صرخ بها بقوة قائلا :
هو انتي ايه معندكيش قلب ولا إحساس انتي لسة بتستغلي مشاعري وحبي ليكي علشان امنعهم انو يدخلوكي السجن
في تلك اللحظة دلف شادي وظافر ووليد وناصر بالإضافة إلي العائلة جميعا عندما استمعوا الصراخ من الممر الآخر لم يكن كامل يعرف بوجود ناصر تحدث فوزي بغضب قائلا :
انت كمان هنا شايف بنتك عملت ايه في بنت اخويا انت ايه يا اختي عيلتك كلها كدة عايزة تاخد حاجه غيرها في الاول سرقت مننا الشركة اللي ابونا تعب فيها وسلمهالنا وبذلنا مجهود مش هتصدقه علشان ننجحها اخدتها بكل سهولة علشان واحد نصاب ودلوقتي بنتك ضحكتك علي ابني الصغير علشان تسرق ابني الكبير من خطيبته .
تحدث كامل في تلك اللحظة قائلا :
ناصر صدقني انا مش هسامح مروة علي اللي حصل في بنتي ذكري انا بنتي اتشلت بسبب بنتك المجنونة دي انا برأيي توديها مصحة نفسية أو عند دكتور نفسي تتعالج علشان بقت خطر علينا كلنا حتي عليك وعلي اخواتها الشباب
انهي حديثه ليتحدث شادي قائلا بهدوء يحسد عليه :
جماعة ممكن تهدوا شوية
انتفضت مروة من مكانها بفزع التصقت بالجدار خلفها وهي تنظر الي ملامح ساهر التي هزت كيانها واشعلت الخوف والرعب في قلبها تحدثت بتلعثم نتيجة خوفها :
س.ا.هر
ابتسم ساهر وهو ينظر إلي ملامحها المفزوعة كانت يطفئ غليله برؤيتها بهذا الوضع اختفت الابتسامة فجأة من وجهه وهو ينادي علي اسم أحدهم الذي بدي معروفا للجميع :
مصطفي
دلف الظابط مصطفي مع 4 عساكر ثم نظر إلي مروة قائلا بجدية :
آنسة مروة انتي مطلوب القبض عليكي .

احفاد العائلة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن