الفصل الثاني والعشرون ( اللباس الشرعي )

482 23 0
                                    

( الفصل الثاني والعشرون )
( احفاد العائلة )
( اللباس الشرعي  )

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا}

مسؤولية المؤمن لا تتوقف عند حدود نفسه، بل تتعداها إلى أهله.

بعد مرور 3 ساعات علي كل تلك الاحداث المعقدة دلف ساهر الي منزله ليشم رائحة غريبة تأتي من المطبخ تحرك بهدوء صوب مطبخه ليستمع الي صوت ذكري التي كانت تغني :
هات ايدك فوق كتافي ونلف الدنيا لف لف وتاخد لك حضن دافي هتلاقي قلقنا خف خف خوفك من الدنيا سيبه سيبه سيبه يا حبيبي وانا سيبه .
ابتسم وهو يطالعها بحنان ليردف قائلا :
طب انا عايز من الحضن الدافئ دة .
صرخت ذكري بفزع وهي تطالع ساهر :
يا ساهر خضتني انت جيت امتي .
قهقه ساهر بشدة عقب قوله :
لسة داخل دلوقتي .
صمت قليلا وهو ينظر إلي ذكري بصدمة قائلا :
انتي يبت مش دة السويت شيرت بتاعي الجديد
ابتسمت برقة وهي تدور حول نفسها لكي تريه مظهرها كالطفلة الصغيرة كان باللون الزهري كان واسع للغاية عليه وبالطبع كان يظهر نصف قدمها من الأسفل بالإضافة إلي شعرها التي غيرت تسريحته وصففته علي شكل الصغيرة الفرنسية كانت تبدو في غاية الجمال .
اه يا سوسي بص حلو عليا ازاي .
طالعها بشمئزاز عقب قوله :
سوسي ؟؟!
تحدث علي الفور :
اه من انهاردة انا هدلعك سوسي .
طالعها بصدمة عقب قوله :
مين يختي ماشي لو عايزة تدلعيني بالاسم المعفن دة في البيت انا موافق بس برة لا انا ظابط وليا هيبتي بين الناس .
قهقهت بشدة ولكنها توقفت هي تقدم نحوها بضعة خطوات صوبت السكين ناحيته قائلة بخوف :
ارجع مكانك يا ساهر خلاص اوعدك اني مش هلبس لبسك تاني واني مش هدلعك سوسي تاني انا اسفة بس ارجع مكانك خلينا نتفاهم من بعيد
ابتسم ساهر وهو يأخذ منها السكين ويضعه علي رخام المطبخ ثم اخذها الي صدره ضمها بحب شديد كم كان بحاجة لهذا العناق روحه كانت متعبة للغاية وهي الشئ الوحيد الذي يداويه ربتت ذكري علي ظهره بحنان :
ساهر انت كويس يا حبيبي .
هز رأسه بالرفض :
أنا تعبان اوي يا ذكرى حاسس اني زهقت من كتر المشاكل اللي في حياتنا كل ما بنخلص من مشكلة بتطلع مشكلة تانية هو احنا امتي هنرتاح
خرج ساهر من أحضانها لتمسح هي دموعه التي تساقطت لا إراديا منه قائلة بحنان :
احنا مش اتفقنا أننا هنفصل جنب بعض في الحلو والوحش صدقني انا جنبك ومعاك يا ساهر وفصل جنبك وهنعدي كل دة قريب الحياة لو كانت سهلة كان هيبقي في جنة ونار الحياة لو مكانتش صعبة ليه نزلناها من الاول ليه ربنا خلق الظالم والمظلوم الحياة صعبة يا ساهر بس احنا اللي بنهونا علي بعض .
ابتسم ساهر وهو يقبل وجنتها بحب :
ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي .
تحدثت ذكرى بحماس شديد :
ساهر انا نسيت اقولك انا عملالك مفاجأة جامدة
تحدث ساهر علي الفور بملامح وجه مقرفة :
استني بس يا ذكرى قبل ما تتكلمي انا اول ما دخلت البيت شميت ريحة غريبة تقريباً في حد في الجيران بيعمل اكل وحرقه .
طالعته ذكرى بأستغراب عقب قولها :
مش عارفة بس انا مش شمة حاجة اكيد بتهيألك يا حبيبي علشان جاي تعبان بص بقي انا عملتك صينية بطاطس في الفرن هتاكل صوابعك وراها انا عارفة انو الوقت اتأخر بس عادي علشان انت مأكلتش حاجة من الصبح قولت اعملهالك .
اتسعت ابتسامته بشدة عقب قوله :
بجد يا ذكري طب يلا طلعيها ووريني انا علي أخري .
اخرجتها ذكري من الفرن بحماس شديد ولكن اختفي كل تلك الحماس الذي كان يملؤ الاثنين حين رأوا البطاطس التي تكونت عليها من فوق طبقة سوداء تدل علي الحرق وهنا استوعب ساهر أن تلك الرائحة الغريبة التي ظن أنها تأتي من الجيران تأتي هذه الصينية اللطيفة التي احضرتها زوجته كان يطالعها بقرف عقدت ذكرى جبينها بأستغراب :
في ايه يا ساهر صينية البطاطس مش عجباك ولا ايه متقلقش انت مفكر أنها اتحرقت دة الوش اصبر بس لما احطهالك في طبق هتبقي تحفة .
ابتسم عقب قوله بتوتر :
لا يا حبيبتي وعلي ايه انا شبعت اصلا .
طالعته ذكري بحزن عقب قولها :
يعني يا ساهر انا اول مرة اطبخ في بيتنا معقولة مش عايز تدوق اكلي .
طالعها بحنان عقب قوله :
خلاص يا حبيبتي انا اسف حطيلي .
جلس ساهر علي السفرة لتأتي ذكري بعد ثواني واضعة له طبق الارز الذي كان متعجن للغاية لم يستوي بعض بالإضافة إلي طبق البطاطس المحروقة ابتسم ساهر بتوتر وهو ينظر لذكرى :
طب ايه المفروض اني هاكل دلوقتي صح .
اومأت له بحماس ليدرف هو قائلا :
ذكرى معلش مش بعرف اكل لوحدي روحي حطي لنفسك وتعالي كلي معايا علشان ندي نفس ردة الفعل يا قلبي .
هرولت ذكرى علي المطبخ ثم وضعت لنفسها بعض الطعام وجلست بجانب ساهر بدأ ساهر بتذوق الطعام حاول قدر الإمكان أن يظهر الابتسامة علي وجهه رغم رغبته في الصراخ من داخله لم تتذوق ذكري بعد كانت تنتظر ردة فعل ساهر بتشوق حاول ساهر رسم ابتسامة علي ثغره بقدر المستطاع ثم امسك بيد ذكري وقبلها بحنان عقب قوله :
تسلم ايدك يا روحي الاكل تحفة .
اتسعت ابتسامتها بسعادة كبيرة لذلك قررت التذوق وياليتها لم تتزوق هبت من مكانها بفزع وهي تركض الي المرحاض هرول ساهر خلفها بفزع كانت تخرج كل ما بجوفها بقرف شديد لتتحدث بغضب وهي تنظر لساهر :
ايه الكذب دة يا ساهر ما كنت تقولي الاكل وحش مكنتش حطيته في بوقي .
طالعها بحزن وهو يربت علي ظهرها :
اعمل ايه طيب ما انتي كنتي هتزعلي لو قولت كدة وانا ميهونش عليا زعلك انتي كويسة طيب ولا انزل اجبلك لبان ولا اي حاجة .
تحدث وهو يغسل وجهها برفق لتردف هي قائلة :
لا لا انا كويسة .
كانت ملامح الحزن تحتل وجهها ضمها هو الي صدره بحنان عقب قوله :
مالك يا خوخة زعلتي مني .
لوت شفتيها بحزن عقب قولها :
لا يا ساهر أزعل منك ليه انا زعلانة علشان الاكل باظ وانت مأكلتش حاجة من الصبح .
ابتسم ساهر بحنان عقب قوله وهو يربت علي شعرها الناعم :
ولا يهمك يا قلب ساهر هنطلب دليفري .
اتسعت ابتسامتها وهي تخرج من أحضانها قائلة بنبرة طفولية :
حيث كدة بقي انا عايزة بيتزا وتشيكن وينجز .
قهقه بشدة علي تصرفاتها ليقترب من أذنها هامساً لها بهيام :
طب براحة شوية علي قلبي علشان انا ماسك نفسي بالعافية عليكي ومش عايز اتهور  .
ابتسمت بخجل وهي تبتعد عنه ذاهبة للمطبخ مرة أخري كان يطالع هو أثرها بحب شديد يحمد الله عز وجل أن وهبه تلك الزوجة الجميلة التي لن يلتقي بمثلها ابداً وبدون اي مقدمات استمعوا الي صوت طرقات عنيفة علي الباب هرول ساهر ليفتح رأي منة تنهج وقفت تأخذ أنفاسها بصعوبة هرولت إليها ذكري قائلة بخوف :
في ايه يا منة بابا وماما كويسين .
تحدثت منة علي الفور قائلة وهي تأخذ أنفاسها :
غزل مختفية يا ذكري من 3 ساعات ومحدش يعرف عنها حاجة وتيليفونها مقفول مامتها طنط حنان تحت هتموت من القلق عليها .
تحدث ساهر علي الفور قائلا :
طيب اهدي ادخلي ريحي جوة وانتي يا ذكري غيري هدومك يا حبيبتي وانزلوا مع بعض .
اومأت له بهدوء لينزل هو الي الأسفل ومنة تدلف الي الداخل دلف ساهر الي المنزل ليري حنان والدة كنزي تبكي بعنف داخل احضان وفاء تحدث وهو ينظر إلي يونس :
في ايه يا يونس ايه اللي حصل لغزل
هز يونس رأسه بجهل عقب قوله :
مش عارف يا ساهر غزل طلعت من عندنا علي المكان اللي هتقابل فيه صحابها وبقالها 3 ساعات محدش يعرف عنها حاجة حاولنا كتير نتصل عليها بس مش بترد ومراد نزل يدور عليها .
تحدثت حنان وهي تهب من مكانها قائلة بخوف :
انا حاسة أنو بنتي حصلها حاجة يا ساهر البت عمرها ما غابت عن البيت من غير ما تقولي كانت بتتصل بيا بس دلوقتي تليفونها مقفول انا عايزة ابلغ .
تحدث ساهر بحزن :
اهدي بس يا طنط حنان إن شاء الله هتيجي علشان مينفعش نبلغ قبل مرور 24 ساعة علي غيابها .
تحدثت وفاء قائلة بحزن شديد :
امال ايه العمل يا ساهر يا ابني هنفضل قاعدين متكتفين كدة الساعة بقت 9 بليل والبت مجتش
تحدث ساهر بعملية عقب دلوف ذكري ومنة :
لا يا ماما متقلقيش انا هنزل بنفسي وادور عليها بس عايز شوية معلومات تساعدني في دة يعني رقم تليفونها لازم يبقي معايا علشان لو اتفتح في أي نعرف نوصلها وعايز رقم اي بنت من صاحبها ممكن تكون شافتها أو اتكلمت معاها انهاردة واكيد هتساعدنا أننا نوصلها وبإذن الله خير متقلقوش .
تحدثت حنان علي الفور وهي تخرج هاتفها :
انا .. انا معايا رقم صحبتها اسمها هالة هي دي اللي راحت معاها وفي واحدة تانية اسمها لمياء بس مش معايا رقمها بس هالة مش بترد عليا  اه صح وفي واحدة تانية اسمها روفيدة خدهم يا ابني احتمال واحدة فيهم تعرف عنها حاجة .
بعد أن اخذ ساهر الارقام خرج من البناية برفقة يونس وإسلام ليبحثوا عن غزل طلب ساهر رقم هالة أكثر من مرتين ولكنه كان مغلق حاول أيضا الاتصال بروفيدة وفي تلك اللحظة فتحت المكالمة تحدث ساهر بجدية :
ازيك يا آنسة روفيدة معاكي الظابط ساهر القاضي الحقيقة أنا اخدت رقمك من مامت غزل علشان هي مختفية من 3 ساعات تقريبا ومحدش يعرف عنها حاجة فعايز اعرف منك امتي آخر مرة شوفتيها فيها ولو قالتلك علي اي حاجة أو قالتلك علي المكان اللي هتروح فيه مع صحابها هالة ولمياء .
تحدثت روفيدة بتوتر :
انا شوفتها انهاردة كانت ماشية مع هالة ولمياء والبنات دول مش كويسين ومصاحبين شباب وبيروحلهم البيت دة اللي انا سمعته من صحابي علشان كدة كلنا بعدنا عن الاتنين دول بس غزل مبعدتش عنهم وسمعت بردوا أنهم هياخدوها معاهم حفلة في فندق واكيد هيقابلوا الشباب دول هناك .
صعق الثلاثة مما قالته الفتاة أتت في مخيلتهم عدة سيناريوهات كانوا يدعو الله أن لا تكون صحيحة في تلك اللحظة تحدث ساهر بخوف :
طيب متعرفيش الفندق دة اسمه ايه او فين .
أخبرتهم روفيدة عن اسمه وعن كل ما تعرفه تحدث يونس قائلا وهو يخرج هاتفه :
انا لازم اقول لمراد علشان هو بيدور عليها من ساعة واحتمال يعرف مكان الفندق دة ويروحلها قبلنا .
اومأ له ساهر بهدوء وبعد أن أخبر يونس مراد بالمكان وحقا كان مراد يعرفه وايضا قريباً للغاية منه قرر هو الذهاب قبلهم بعد مرور حوالي 20 دقيقة كان مراد بداخل الفندق هرول ناحية موظف الاستقبال بخوف عقب قوله :
لو سمحت انت شوفت تلت بنات جايين هنا .
تحدث الموظف بعملية :
اه يا فندم هما طلعوا علي الغرف بتاعتهم .
تحدث مراد علي الفور :
طب لو سمحت انا عايز اعرف رقم غرفهم .
تحدث الموظف : 
مينفعش يا فندم علشان دي خصوصية النزيل عندنا واحنا المفروض نحتفظ بيها .
تحدث مراد بغضب :
يا استاذ افهمني في بنت من دول مختفية واحنا عرفنا احنا هنا وعايزين نطمن عليها علشان البنت دي للاسف اتاخدت في الرجلين مع شوية بنات مش محترمين وعايزين نلحقها وغير كدة في ظابط دلوقتي جاي في طريقه علشان يحقق في الموضوع لو سمحت حاول تتعاون معانا .
اومأ له الموظف بتفهم بحث في النظام الخاص بالفندق علي الجهاز اللوحي ثم تحدث بعملية :
في حجز بأسم الاستاذ كمال ولمياء وحازم وهالة  وفادي وغزل .
تحدث مراد علي الفور قائلا :
ايوة هي غزل انا عايز مفتاح الاوضة بسرعة.
" الغرفة رقم 404 "
أعطاه الموظف مفتاح الغرفة ليهرول مراد بفزع وخوف يسكن قلبه علي السلالم حتي وصل إلي الغرفة المطلوبة ثم فتح الباب علي الفور رأي غزل تتلقي علي الفراش ذاهبة في نوم عميق يوجد عليها غطاء يغطي معظم جسدها بالإضافة إلي شعرها الحرير الذي ينزل علي الوسادة من حولها طالعها مراد بصدمة وازدادت صدمته حين خرج من المرحاض شاب يرتدي الروب الخاص به وكأنه أخذ حماماً لتوه هجم عليه مراد وامسكه من ثيابه بعنف عقب قوله بصراخ :
انت عملت ايه فيها يا ابن ال *********
أبعده فادي عنه ثم لكمه بقوة ليقع علي الارض من شدة قوتها جاهد مراد علي الوقوف مرة أخري امسك بفادي وظل يضرب به بعنف شديد صارخاً به بحقد وغل :
عملت فيها ايه يا ابن ***** قول .
تحدث فادي قائلا بسخرية :
عملت كل اللي ييجي في مخيلتك واللي ميجيش وبصراحة البت جامدة اوي يعني يبخت اللي هيتجوزها .
احتدت عيناه بقسوة وهو يلكمه بعنف شديد فقط وعيه اثر ضربه الشديد تحرك مراد صوب غزل بأرجل مرتجفة كانت لا تشعر بأي شئ حولها وضع حجابها علي رأسها رأي جزء من جسدها لذلك ابتعد علي الفور حاملا هاتفه بأيدي مرخية يتصل بشقيقه ودموعه تهبط بعنف شديد لا يتسطيع التحكم بها :
يونس .. يونس كلم كنزي تيجي بسرعة .
تحدث يونس بأستغراب عقب قوله :
اسمعني كنزي يعني يا مراد وتيجي ليه ما احنا جايين في السكة .
تحدث مراد بغضب وحزن اجتاح قلبه :
بقولك جيب كنزي يا يونس غزل هتبقي محتجاها وفي حاجة مش هقدر اعملها ومفيش غير بنت زيها اللي هتقدر تعملها بسرعة يا يونس انا في الفندق في الاوضة 404 .
بعد مرور 30 دقيقة وصلت كنزي برفقة ذكري ومنة وملك الي الغرفة التي دلها عليها الشباب .. كانوا الشباب يقفوا خارج الغرفة لا يستطيعون الدخول بعد ما رواه لهم مراد وبعد أن اخذ ساهر فادي وايضا كمال وحازم الي مركز الشرطة ورجع مرة أخري دلفت كنزي برفقة الفتيات الي الغرفة بأرجل مرتجفة كانت تشعر بقلبها سيخرج من مكانه حين رأت شقيقتها تستلقي علي الفراش بتلك الحالة المذرية اقتربت تنظر إليها وهي تضع يديها علي فمها تحاول عدم الانهيار اقتربت حتي وصلت إلي الفراش وجلست بجانبها وفي تلك اللحظة فهمت ما حدث وايضا استوعبت لماذا طلب منها مراد أن تأتي إلي هنا في الخارج كان مراد يجلس علي الارض متكوماً علي ذاته واضعا رأسه بين قدمه يحاول إستوعاب ما حدث منذ قليل وما رآه في الداخل أنه حقا لا يصدق أن كل هذا حدث في تلك الساعات البسيطة التي فصلتها عنه هو كان معها كانت تبدو بخير ولكن الآن كل شئ تغير استمعوا الي صرخات في الداخل ظنوا أن غزل من استيقظت ولكن وفور مهرولة يونس الي الداخل أدركوا أنها كنزي دلف يونس مهرولا لزوجته التي بعد أن انتهت من تجهيز شقيقتها جلست علي الارض تبكي بعنف شديد لا تشعر بما تفعله هي فقط كانت تريد البكاء كانت كلا من ذكري وملك يحاولون تهدئتها رغم البركان الذي اشتغل بداخلهم ولكنهم لم يستطيعوا اقترب يونس منها اخذا إياها من احضان ذكري الي أحضانه يربت علي ظهرها بحنان وفي تلك اللحظة خانته دموعه فقط سقطت بعنف علي حال حبيبته التي كانت منهارة وبشدة علي ما حدث لشقيقتها الوحيدة وكيف لها ألا تنهار فمن كان يتخيل أن كل هذا سيحدث تحدث ببكاء :
اهدي بس يا حبيبتي اهدي علشان خاطري .
تحدثت كنزي من بين شقهاتها :
هو ليه حصل كدة يا يونس وامتي انا مش مصدقة انا قلبي مكنش مريحني لما سبتها تطلع من البيت بس انا مكنتش اعرف انو دة هيحصل والله لو كنت اعرف مكنتش خليتها تروح في أي حتة .
ربت علي حجابها قائلا بحزن :
انتي ملكيش ذنب يا كنزي انتي مكنتش تعرفي انو كل دة هيحصل دة قدر ومكتوب الحمد لله علي كل شيئ بس.
بعدما دلف الشباب تحدثت منة ببكاء :
غزل مش راضية تصحي يا كنزي انا حاولت كتير اصحيها بس هي مش حاسة بأي حاجة .
انتفضت كنزي من مكانها وهي تهرول لشقيقتها بفزع ضربت علي وجهها بخفة وهي تصرخ بها :
غزل غزل انتي سمعاني غزل علشان خاطري قومي غزل .
وبرغم كل هذا ألا أنها أيضا لم تستيقظ اقترب مراد من الفراش ثم حملها الي صدره برفق عقب قوله :
احنا لازم ناخدها علي المستشفي .
اقدام راكضة صوب تلك الغرفة التي دلتهم عليها الممرضة وفور وصولهم رأوا كلا من ساهر وذكري ويونس وكنزي ومراد وإسلام ومنة وملك كان الجميع في حالة حزن لا توصف وذكري التي تتكوم داخل احضان ساهر تبكي بخفوت أما ذكري التي تجلس علي الارض برفقة يونس يأخذها الي صدره تبكي بحسرة علي ما حدث أما إسلام كان يقف في حالة حزن شديدة ينظر الي ملك التي تبكي بعنف في احضان منة لا يعرف ماذا يفعل لها حتي أنه لا يستطيع اخذها الي أحضانه كما يفعل البقية ويحاول تهدئتها أما مراد كان يجلس علي أحد الكراسي مكوماً رأسه بين يداه في حالة صدمة إلي الان لم يستوعب بالرغم أنه هو الذي نقلها الي هنا وكانت بين يديه ولكنه الي الان لا يتسطيع تصديق ما حدث لها وكأنه في كابوس وهذا الكابوس لا ينتهي هرولت حنان الي ابنتها بفزع عقب قولها :
اختك فين يا كنزي اختك غزل حصلها ايه .
كان الجميع ينظر إلي حالة الثمانية بصدمة يودون معرفة ما حدث بأي طريقة تحدث سامح بقلق :
يا ولاد كفاية عياط بقي وقولولنا ايه اللي حصل  احنا علي اعصابنا من ساعات .
ومع ذلك لم يتجرأ أحد بفتح فاهه والتحدث كم كان الأمر مؤلم وصعب رويه ولكن في تلك اللحظة استجمع إسلام قواه عقب قوله :
غزل اتعرضت للاغتصاب .
شهقت السيدات بفزع وفجأة سقطت حنان مغشياً عليها من الصدمة هرولت إليها كنزي بفزع صارخة بألم :
ماما ؟؟!
نقلوا حنان الي الغرفة التي بجانب غزل وبعد أن فحصها الطبيب واخبرهم أن ما حدث نتيجة لأنها مريضة الضغط لذلك لم تستطيع التحمل خرجوا من الغرفة يتركوها ترتاح قليلا وفور خروجهم كان الطبيب يخرج من غرفة غزل للتو هرول إليه مراد بخوف عقب قوله وهو يمسح دموعه التي تساقطت بعنف شديد :
دكتور غزل كويسة ؟؟
تحدث الطبيب بأسي :
الاغماء اللي حصلها كان ليه عدة أسباب اولاً بسبب الصدمة من الشئ البشع الي اتعرضتله ثانياً بسبب العنف الشديد وجسمها واضح عليه وبشدة الجروح نتيجة الاغتصاب .
كان الجميع يستمع الي حديثه بحزن وصدمة تحتل ملامحهم من كان يتخيل أن كل هذا سيحدث مع غزل تلك الفتاة المرحة اللطيفة التي يحبها الجميع حتي وبرغم مشاجرتها الدائمة والغير مبررة مع مراد فهو كان أول واحد يركض لإنقاذها كيف له أن يتركها وهي احتلت جزءاً كبيرا ً من حياته في تلك الفترة الأخيرة تحدث كنزي ببكاء :
طيب ممكن ادخل اشوفها .
اومأ لها الطبيب بحزن تقدمت من الغرفة بخطوات بطيئة وأرجل مرخية وفور دلوفها الي الغرفة رأت ملاكها الصغير تنام بسلام علي ذلك الفراش الابيض الذي أصبح في حياة هذه العائلة يشبه الكابوس تقدمت منها بهدوء لكي لا توقظها ثم جلست بجانبها تبكي بخفوت علي حالها كذلك دلفت الفتيات ورائها لم يستطيعوا تركها في تلك الحالة الصعبة فهذه التي امامها هي شقيقتها الصغيرة كيف لها ان تتحمل رؤيتها لتلك الحالة وضعت ذكري يديها علي كتف كنزي :
شدي حيلك يا كنزي ومتضعفيش علشان لما غزل تصحي هتبقي بحاجتك جنبها لو انتي ضعفتي هي مش هتلاقي حد يقويها وهي كمان هتضعف .
بكت كنزي بعنف عقب قولها من بين شقهاتها :
انا مش قاردة يا ذكري مش قاردة ابطل عياط مش قادرة استوعب انو اختي حصلها كل دة انا لحد دلوقتي فاكرة لما دخلت الاوضة ولقيتها في الحالة دي وقتها انا حسيت انو قلبي هيقف حسيت انو في حد لطشني بالقلم جامد  وقلمه دة فوقني .
تحدث ملك وهي تطالع كنزي بحب وحزن في ذات الوقت :
انا كلنا جنبك وجنب غزل يا كنزي متقلقيش احنا هنعدي دة زي ما عدينا حاجات كتير مع بعض .
كانت تحاول فتح عيناها كان الأمر صعب في البداية ولكنها حاولت حتي وصلت إلي غايتها فتحت عيناها تنظر الي الفتيات وبدون اي مقدمات انطلقت صرخاتها في المكان بأكمله تذكرت كل ما حدث معها وكأنها الان تعوض كل صرخة كانت محرومة منها في تلك الليلة نظرت لها الفتيات بفزع لتتحدث كنزي وهي تحاول تهدئتها بكافة الطرق :
غزل غزل اهدي احنا معاكي غزل .
كانت لا تستمع الي اي شئ فقط كانت تبكي بعنف شديد وحسرة تصرخ من بين دموعها كم كانت تود فعل ذلك في تلك اللحظة التي اقترب فيها منها ذلك القذر وإلي الان تتذكر لمساته المقززة لجسدها وهمساته التي مهما حاولت عدم تذكرها تتذكرها أكثر ونظراته الخبيثة إليها وإلي جسدها التي جعلتها تشمئز أكثر واكثر كانت الفتيات يحاولون كتم بكائهم ولكن بالطبع كيف لهم أن يفعلوا ذلك دلف الجميع الي الداخل ينظرون لها بخوف وفزع هرول مراد للخارج يخبر الطبيب بما يحدث معها لذلك اتي علي الفور برفقة ممرضتين ثم طلب من العائلة أن تخرج وتتركها وهم سوف يتصرفون معها خرجوا الجميع من الغرفة وهنا هرول يونس الي كنزي التي رأي قرب انهيارها اخذها لاحضانه ليجعلها تبكي بحسرة علي وضع شقيقتها التي لم تراها في تلك الحالة من قبل وكانت تلك المرة الأولي
كذلك فعل ساهر مع ذكري التي كانت منهارة للغاية مما رأته في الداخل تحدث بين احضانه :
انا مش قاردة اتحمل اشوفها بالحالة دي يا ساهر غزل مش هقدر تتخطي الموضوع دة بسرعة .
ربت علي ظهرها بحنان وهي يبكي بهدوء :
ربنا مش هيسيبها يا ذكرى هو الوحيد اللي هيريح قلبها ويساعدها تنسي كل اللي حصل .
خرجت حنان من الغرفة في تلك اللحظة وهي تنظر حولها بفزع قائلة بصراخ :
بنتي فين بنتي انا عايزة اشوفها غزل فين ؟
امسكتها وفاء برفق وهي تحاول تهدئتها :
اهدي بس يا حنان البت انهارت علشان كدة الدكتور والممرضين طلعونا علشان يهدوها .
جلست حنان علي المقعد أمام الغرفة تبكي بشدة قائلة بندب :
يارب يارب انا بنتي غلبانة والله وطيبة وملهاش في كل دة ليه يحصل فيها كدة حسبي الله ونعم الوكيل ربنا ينتقم من اللي عمل فيها كدة .
ابتعدت كنزي عن يونس قائلا بغضب وهي تنظر لساهر :
انا عايزة اشوف مين اللي عمل كدة في اختي يا ساهر انا مش هرتاح غير لما اشوفه .
تحدث يونس قائلا علي الفور وهو يطالع زوجته بغضب :
تقابليه دة ايه علي جثتي الكلام دة .
تدخل ساهر علي الفور لرؤيته غضب ابنه عمه يخشي أن يحدث مشكلة بينه وبين زوجته :
كنزي متقلقيش من الناحية دي انا بنفسي هسعي انو الشب دة ياخد مدة مش قليلة في السجن غزل زي اختي وانا مش هسيب حقها يضيع .
بعد مرور حوالي 4 ساعات أخري كانت غزل ترفض مقابلة أي أحد كانت تصرخ بهم بأن يخرجوا وكان الطبيب يأمر الممرضة بأن تعطيها مهدآت بسبب صراخها وبكائها المستمر لذلك أمضت تلك الأربع ساعات نائمة تحاول الهرب من الواقع بأي طريقة فلولا تلك المهدآت لم تكن تستطيع العيش جاء ساهر برفقة يونس واحضروا بعض الطعام للعائلة وبالأخص ذكرى التي لم تضع شيئا في فمها طيلة اليوم جلس ساهر بجوارها قائلا بحنان :
يلا يا ذكرى يا حبيبتي انتي مأكلتيش حاجة من الصبح جبتلك البيتزا اللي كان نفسك فيها ومنستش التشيكن وينجز .
هزت له رأسها بالرفض عقب قولها بتعب :
لا يا ساهر مليش نفس صدقني .
أخرج ساهر الطعام قائلا وهو يضعه في فمها بالإجبار :
هتاكلي يعني هتاكلي يا ذكرى .
كذلك جلس يونس بجانب كنزي التي كانت تتكوم علي ذاتها تفكر في كل ما حدث حقاً عقلها لم يرحمها كل تلك الساعات فقد كان يفكر دون توقف كانت تريد الصراخ بأعلي ما لديها :
كنزي قومي يا حبيبتي علشان تأكلي بصي جبتلك ايه جبتلك شاورما من اللي بتحبيها .
وبدون اي مقدمات انتفضت كنزي من مكانها تهرول الي المرحاض استفرغت كل ما في جوفها هرولت ورائها ذكري بفزع عقب قولها :
كنزي كنزي انتي كويسة ايه اللي حصل .
تحدث كنزي بتعب شديد وعلامات الاشمئزاز علي وجهها بشكل غريب :
مش عارفة حسيت اني عايزة ارجع فجأة اول لما شميت الاكل حاسة اني مش قاردة اشمه .
اتسعت ابتسامة ذكري بشدة عقب قولها :
كنزي انتي حامل ؟؟!
طالعتها كنزي بصدمة قائلة بتوتر :
حا.مل . حامل ايه بس يا ذكرى اكيد لا .
أمسكت ذكري كنزي من يدها عقب قولها :
طب تعالي نروح نتأكد .
دلفت حنان الي الغرفة تطالع ابنتها الصغيرة ملاكها البرئ التي تنام علي ذلك الفراش جلست بجوارها وهي تضع يديها علي فمها تبكي بهدوء لكي لا توقظها ولكنها بالفعل استيقظت بعد ثواني طالعت والدتها بحزن شديد ودموعها التي تسربت لا إرادياً علي وجنتيها :
ماما !!!
قالتها ببكاء لتمسك حنان يديها وهي تقبلها بحنان :
قلب ماما من جوة انتي كويسة يا حبيبتي ؟؟؟
بكت غزل بشدة وهي تطالع والدتها عقب قولها من بين شقهاتها :
لا يا ماما انا مش كويسة انا خايفة اوي ومش قادرة اتحمل انا كل ما اصحي افتكر اللي حصل انا مش عايزة افتكره انا تعبانة اوي يا ماما .
طالعتها حنان بحزن وهي تبكي بحسرة علي حال صغيرها الجميلة وعلي ما حدث لها :
انا معاكي يا قلب امك اسم الله عليكي يا حبيبتي انا معاكي واختك معاكي و ساهر وعدنا انو هيتابع قضيتك بنفسه وحقك هيرجع يا قلبي انا مش عيزاكي تخافي ولا تقلقي ابدا .
تحدثت غزل بألم :
انا خلاص كدة يا ماما انا انتهيت محدش هيرضي يتجوزني والناس كلها هتقول انو انا اللي غلطانة محدش هيصدقني وهيقوله انو انا السبب في اللي حصلي يا ماما انا حياتي اتدرمت خلاص .
تحدث حنان علي الفور قائلة :
بس يا غزل ايه الكلام دة يا حبيبتي اوعي تفكري بالطريقة دي ربنا مش هينساكي يا بنتي وهيعوضك عن اللي حصلك خليكي واثقة في كرمه يا حبيبتي .
دلفت جميع العائلة في تلك اللحظة ليطمئنوا علي غزل أتت كلا من كنزي وذكري لتهرول كنزي الي شقيقتها تقبلها بحب شديد :
غزل غزل حبيبتي انتي كويسة يا روحي ؟؟
مسحت غزل دموعها وهي تومأ لها بهدوء يعكس ما يحدث بداخلها فحتي وإن حاولت السيطرة علي فزعها كيف ستسيطر علي أفكارها اللعينة والمشاهد القذرة التي تأتي في مخيلتها الي الآن تحدثت ذكري قائلا بسعادة وحماس :
جماعة في خبر حلو عايزة اقوله .
انتبه لها الجميع لتتحدث هي بسعادة :
كنزي حامل .
اتسعت ابتسامة الجميع وقف يونس أمامها قائلا بصدمة :
كنزي انتي .. انتي حامل بجد ؟؟؟!
اومأت له كنزي بهدوء وخجل ليضمها هو الي صدره بحنان كانت السعادة لا تسعه :
انا مش مصدق نفسي يعني انا .. انا هيبقي اب .
ابتسمت بهدوء عقب قولها بسعادة :
اه يا يونس ولا انا مصدقة نفسي انا بس كان نفسي اسمع الخبر دة في ظروف تانية غير الظروف دي انا مش قادرة افرح بين وانا شايفة اختي في الحالة دي .
وقفت غزل من جلستها اقتربت من شقيقتها وهي تضمها بحب نزلت الدموع من عيناها بحزن وسعادة في ذات الوقت كم كانت هي أيضا تتمني سماع هذا الخبر في ظروف افضل من هذه لم تكن تريد أن تظهر لشقيقتها مدي حزنها كانت فقط تريد إظهار مدي سعادتها بذلك :
مبروك يا كنزي ربنا يقومك بالسلامه يا حبيبتي .
بادلتها كنزي العناق بحب شديد عقب قولها وهي تربت علي ظهر شقيقتها بحنان :
الله يبارك فيكي يا قلبي .
ضم ساهر يونس بحب عقب قوله :
مبروك يا حبيبي ربنا يقومها بالسلامة يارب  .
" مبروك يا يونس يا حبيبي يتربي في عزك "
تحدث يونس بأبتسامة واسعة وسعادة حقا لا توصف :
الله يبارك فيكوا عقبالك يا ساهر .
بعد أن بارك الجميع ليونس وكنزي وأخبر مراد غزل بأنها أصبحت يجب عليها الخروج من المشفي لذلك خرجوا جميعا ركبت كنزي برفقة شقيقتها ووالدتها في سيارة اجري بعدما أخبرت يونس أنها ستبقي برفقة غزل اليوم لكي لا تتركها بمفردها تلك الليلة كذلك ذهب ساهر برفقة ذكرى ومنة وملك أما عن إسلام فقد ذهب مع فاطمة وفوزي في سيارته الخاصة .
في صباح اليوم التالي كانت وفاء تهرول وراء كامل قائلة بملل :
يوووه بقي يا حاج انت صعب كدة ليه قولتلك الواد رايد البت أنت مالك معقد الموضوع كدة ليه دة حتي ابن اخوك .
جلس كامل علي الأريكة ممسكاً بالجريدة اليومية التي يقرأ بها عقب قولها وهي ينظر الي منة التي خرجت من غرفتها للتو :
اعملي كوباية قهوة يا منة .
اومأت له منة بأستغراب لتكمل وفاء حديثها :
يا حاج اسمعني الواد إسلام غلط ومين فينا مبيغلطش بس الواد عرف انو بيحب ملك بعد كل دة ودلوقتي عايز يتقدملها رسمي ايه الغلط في كدة يا حاج انا عارفة انو ملك فرحانة وهتموت من الفرحة كمان بس مش بتظهر دة لينا .
ترك كامل الجريدة بجانبه وهو يطالع زوجته بغضب :
خلصتي يا وفاء قومي اعملي الفطار .
طالعته وفاء بأستغراب :
انا بتكلم في ايه وانت بتتكلم في ايه يا كامل يعني انت مش هتديني عُقاد نافع ؟!
تحدث كامل ببرود :
وفاء انا عارف انا بعمل ايه كويس اوي اصبري انتي بس وهتفهمي ويلا بقي حضري الفطار علشان انا علي لحم بطني من الصبح ومراد هيصحى دلوقتي ويفضل يقول أنا جعان أنا جعان ومش هيسكت انهاردة .
تحدثت وفاء بحزن وقلة حيلة :
دة صحى من بدري يا حاج ونزل يتمشي شوية علشان مخنوق يا كبد أمه من ساعة ما شاف غزل في الحالة دي وهو يعيني مدايق وزعلان ومش راضي ياكل زي الاول .
زفر كامل بضيق تحدث بنبرة حزينة :
مش مراد لوحده والله يا وفاء كلنا زعلانين ومدايقين علي اللي حصلها انا معرفتش انام امبارح من كُتر التفكير تخيلي لو دة حصل لاي واحدة من بناتنا لقدر الله .
تحدثت وفاء بحزن :
ربنا يصبرها يارب ويربط علي قلبها الموضوع صعب طبعاً مش عارفة ليه بحسها قريبة من قلبي اوي يا حاج زي كنزي بالظبط والله بس نفسي الواد مراد يتعامل بس معاها بطريقة كويسة .
ابتسم كامل بحنان :
ربنا يقدم اللي فيه الخير يا حاجة .
خرجت ملك من الغرفة تحدث كامل وهو يطالعها بحنان :
تعالي يا ملك يا حبيبتي عايز اتكلم معاكي شوية
جلست ملك أمامه لينظر كامل الي زوجته بحب عقب قوله بهدوء :
ممكن تسبيني مع بنتي شوية يا حاجة .
وقفت وفاء وهي تضيق عيناها بشك :
ماشي يا حاج وماله عن اذنكوا .
_____________
تكومت علي ذاتها كوضع الجنين كانت تبكي بهدوء لا تريد إصدار صوت لكي لا تقلق عليها والدتها أو شقيقتها دلفت كنزي الي الغرفة حاملة في يديها صينية الطعام انتفضت غزل قائلة وهي تأخذ منها صينية الطعام  :
كنزي انتي عبيطة انتي حامل يعني المفروض تقعدي وترتاحي يبنتي انا أساساً مش جعانة .
طالعتها كنزي بحنق عقب قولها :
هو ايه اللي انا اساسا مش جعانة دي غزل انتي لازم تاكلي متعاقبيش نفسك علي حاجة ملكيش ذنب فيها يا حبيبتي اللي حصل حصل ومش هقدر نرجعه ونوقفه لازم نكمل حياتنا .
ابتسمت غزل بألم ودموعها تسقط بعنف :
لو كان الموضوع بالسهولة دي يا كنزي صدقيني كنت نسيت من زمان بس انا مش هلومك علشان انتي مش مكاني انتي متحطتيش في نفس موقفي محستيش باللي انا حسيت بيه ازداد بكائها أكثر واكثر حين تذكرت هاتان الفتاتان الذين دمروا حياتها ومهما حدث لن تسامحهم :
انا السبب في كل اللي حصل دة انا اللي سمعت كلام هالة ولمياء بس والله انا كنت عايزة اثبتلهم اني مش نونة زي ما بيقولوا واني كبيرة وفاهمة وواعية لأي حاجة حواليا بس ياريتني ما اثبتلهم دة انا مبقاش عندي حاجة خسرها انا خسرت اغلي حاجة عندي خلاص كبنت .
كانت تبكي بحزن وندم لتجلس كنزي بجانبها ساحبة إياها لصدرها بحنان كم كان فؤادها يؤلمها بعد الإستماع الي حديث شقيقتها هي حقاً أدركت أنها لن تستطيع فهم أو الإحساس بما شعرت به صغيرتها كيف لها أن تشعر بشيء لم تعيشه قط طوال حياتها فهي تعرضت للعنف وإجبارها علي شئ لا تريده :
انا آسفة يا غزل انا آسفة اوي انا عارفة انو عمري ما نحس بيكي أو افهم مشاعرك لانو مجربتش شعورك دة بس انا معاكي يا حبيبتي وهنعدي كل دة مع بعض انا عمري ما هسيبك واول ما تحسي انك عايزة حد جنبك افتكريني.
مسحت دموعها بحزن شديد عقب قولها :
انا قلبي بيوجعني اوي يا كنزي ومش قادرة اتحمل اكتر من كدة انا عايزة اروح لدكتور نفسي
_____________
دلفت ميادة الي غرفة ابنتها لتراها تجلس علي الفراش تمسك هاتفها تعبس به بملل طالعته بحنق عقب قولها :
انتي مفيش وراكي حاجة غير ماسكة التليفون دي ليل نهار يبت قومي اعملي ماسك اعملي اسكرب اعمل اي حاجة في خلقتك دة خطوبتك بكرة .
انتفضت ريم من مكانها بفزع :
خطوبة ايه اللي بكرة .
ابتسمت ميادة بحرج عقب قولها :
يقطعني انا نسيت اقولك اصل استاذ خالد مستعجل اوي علشان كدة طلب انو الخطوبة تبقي بكرة بدل يوم الخميس يعني بكّرها يوم زيادة عن معاها والدخلة بعد اسبوعين .
نزلت دمعة شاردة من عيناها لتردف قائلة بخفوت :
ماما انا مش عايزة اتجوزه ماما علشان خاطري انا مستعدة اعمل اي حاجة تطلبيها مني بس علشان خاطري انا مش عايزاه .
أغمضت ميادة أعينها بنفاذ صبر :
بت انتي بقولك ايه انا زهقت من ام الاسطوانة التي انتي مش حافظة غيرها دي انا قولت كلامي وخلاص اتفقت معاه وانا مش باخد رأيك انا بس بقولك علشان تبقي عارفة .
خرجت ميادة من الغرفة تاركة ريم تبكي بعنف شديد والآن هي حقاً في مأذق ولا تعرف كيف ستخرج منه هل حقاً هذه النهاية ام يوجد ضوء في نهاية الطريق كما يقال .
________________
دلف مراد الي قسم الشرطة وطلب من العسكري أن يقابل ساهر دلف الي مكتبه لينتفض ساهر من مكانه قائلا بخوف :
مراد خير ايه اللي جابك ذكرى كويسة وغزل .
تحدث مراد بهدوء عكس ما يحدث بداخله :
متقلقش يا ساهر كلهم كويسين انا جاي علشان موضوع تاني انا عايز اشوف فادي .
طالعه ساهر بأستغراب :
عايز تشوفه ليه مش فاهم .
تحدث مراد بوجه خالي من أي مشاعر :
انا من امبارح عمال احلم بيه ومش قادر استحمل انا عايز اشوفه واطَلع فيه كل غلي يا ساهر انا مش قادر اسامحه علي اللي عمله فيها
طالعه ساهر بحزن عقب قوله :
مراد انا هدخلك بس بشرط متتهورش علشان لو حصله حاجة انت هتروح في داهية .
اومأ له مراد بهدوء دله علي زنزانة فادي ثم تركه قليلا معه وهو يعرف أنه سيندم علي ذلك ولكن ماذا يفعل فهذا ابن عمه وأخاه أيضاً ومستعد لفعل اي شئ من اجل رؤيته سعيد أو مطمئن نظر له فادي بأبتسامة سخرية عقب قوله :
واضح انك حبتني اوي ومنستنيش من امبارح .
ابتسم مراد بألم عقب قوله :
وبما اني حبيتك فلازم اعرفك أنا بعمل ايه في اللي بحبهم اوي علشان الحب يزيد ما بينا ولا ايه رأيك .
ابتلع فادي ريقه برعب عقب اقتراب مراد منه فهو لم ينسي لكماته العنيفة له في الأمس وضربه القاسي امسكه من ياقة قميصه وهو يسدد له لكمات عنيفة تجعله غير قادر علي الوقوف بالإضافة إلي الضربات القوية التي يسددها علي قدمه كان الاخر يتألم بشدة ويصرخ من شدة الألم كان ساهر يسمع كل هذا ولكنه قرر التدخل في اللحظة التي ازدادت فيها صرخات فادي خوفاً من تهور مراد معه أخرجه ساهر من عندي فادي ولكن مراد كان يسدد له نظرات حارقة من الخارج تحدث فادي من الداخل وهو يحاول التماسك :
انت بتعمل كل دة ليه وعلشان مين لو كنت بتحبها اوي كدة انساها هي خلاص بقت مستعملة لو عايز شوفلك واحدة جديدة محدش لمسها قبل كدة احسن لك .
احتدت عيناه غضباً كاد أن يدخل له مرة أخري لولا يد ساهر التي منعته تحدث ساهر بغضب وهو ينظر لفادي بقسوة :
اكتم بقك يا روح امك بدل ما ادخلك .
عاود ساهر أنظاره لمراد عقب قوله :
مراد انت كويس .
اومأ له مراد عقب قوله :
ساهر انا عايز اتقدم لغزل .
_________________
خرجت منة من غرفتها ترتدي فستان من اللون النيلي مع خمار من اللون البيج كان مظهرها لطيف للغاية لم تضع أي مساحيق تجميل علي وجهها علي غير العادة طالعها الجميع بتعجب ليردف كامل قائلا بسعادة وهو يقف أمام ابنته :
ما شاء الله ايه الجمال دة يا حبيبة بابا .
اتسعت ابتسامتها عقب قولها بحماس طفولي :
بجد يا بابا حلو انا كنت مترددة البسه علشان دة قرار صعب وانا خايفة ارجع فيه بس ياسمين شجعتني وانا حبيته اوي ومقتنعه بيه .
ضمها كامل بحنان عقب قوله بحب :
قمر يا حبيبة قلبي ربنا يثبتك يارب ويحميكي .
تسربت الدموع لاعين وفاء وهي تري صغيرتها بهذا الجمال والأهم بهذا الوعي فلولا التجربة الصعبة التي مرت بها من قبل لم تكن فعلت خطوة كهذه وخاصاً أنها كانت تعشق الموضة والمكياج وكانت خطوة الخِمار هذه من المستحيلات لديها ولكٓن حقا إنك لا تهدي من احببت ولكٓن الله يهدي من يشاء .

بنات عايزة تفاعل وعايزة تعرفوا صحابكوا بالرواية علشان تدينوا شغف اكملها أساساً فاضل فيها كام بارت وتخلص 🥹♥️.

احفاد العائلة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن